شارك الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي في فعاليات افتتاح مؤتمر ومعرض الخليج الحادي عشر للتعليم بدول الخليج، بعنوان "الثورة الصناعية الرابعة ودور التعليم" والذي تنظمه جامعة الأعمال والتكنولوجيا بجدة بالمملكة العربية السعودية, خلال الفترة من 23-24 فبراير الجاري، بحضور الدكتور ريما بنت صالح نائب وزير التعليم السعودي، والدكتور محمد الطيب مساعد الوزير للشؤون الفنية، والدكتورة رشا كمال القائم بعمل رئيس الإدارة المركزية لشؤون الطلاب الوافدين، والدكتور أشرف العزازي المستشار الثقافي المصري رئيس البعثة التعليمية بالمملكة العربية السعودية، والدكتور عبد الله صادق دحلان رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا، وبمشاركة عدد من الجامعات العربية والأجنبية، وذلك في إطار تنفيذ التكليفات الرئاسية بالترويج للجامعات المصرية، وتقديم خدمات مميزة للطلاب الوافدين، واستعادة مكانة مصر كقبلة للتعليم في البلاد العربية والإفريقية.
وأعرب الوزير عن سعادته بالمشاركة في المؤتمر، مشيرًا إلى أهمية الموضوع الذي يتناوله "الثورة الصناعية الرابعة ودور التعليم" وهو ما يعكس وعي وإدراك المملكة العربية السعودية الشقيقة لأهمية المرحلة التاريخية التي نعيشها اليوم، والتي تتطلب أن نكون مشاركين في هذه الثورة الصناعية ومنتجين لها، وليس مجرد مستهلكين، مؤكدًا أن التعليم هو حجر الزاوية لتحقيق هذا الحلم.
وأضاف عبدالغفار أن مواكبة مبادئ الثورة الصناعية الرابعة لا يخص مؤسسة بعينها، وإنما هي إستراتيجية دولة ورؤية قومية ووطنية، لتأثير هذه الثورة في كل القطاعات والمجالات، سواء التجارية أو الصحية أو الزراعية أو القانونية أو التعليمية، مشيرًا إلى أهمية وجود إستراتيجية عملية للدولة، تسعى من خلالها إلى تحقيق مكانة معينة ومعرفة محددة ومرسومة، هدفها إدماج مبادئ الثورة بما يضمن معرفة اقتصادية ملموسة، تتواءم مع التطورات المعرفية الدولية.
وأشار الوزير إلى الاستراتيجية الوطنية المصرية والمتمثلة في "خطة الدولة للتنمية المستدامة.. رؤية مصر 2030" والتي استجابت لمفاهيم الثورة الصناعية الرابعة من خلال اعتماد محور الابتكار والإبداع، إلى جانب التركيز علي تأهيل الشباب في مواجهة المتغيرات المفاجئة.
وأوضح عبدالغفار أن اهتمام الدولة المصرية بالثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي انعكس من خلال عدد من المؤشرات، منها إعداد "الاستراتيجية المصرية للذكاء الاصطناعي" بالتعاون بين وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتشكيل المجلس الأعلي للذكاء الاصطناعي التابع لمجلس الوزراء المصري، وإعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2019 "عامًا التعليم"، لافتًا إلى استضافة مصر للمؤتمر الـ17 للوزراء المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي بعنوان "الذكاء الاصطناعي والتعليم .. التحديات والرهانات" ديسمبر 2019، بالإضافة إلى تنظيم المنتدي العالمي للتعليم العالي في مصر سنويًّا، ويهدف إلى الارتقاء بمنظومة البحث العلمي وربطها بالثورة الصناعية الرابعة.
وأكد الوزير أهمية تعزيز تدريس العلوم التطبيقية والتقنيات المتقدمة والحديثة، والتركيز على مستوى الاحترافية والمهنية في المؤسسات التعليمية، وتحويل المؤسسات التعليمية إلى مراكز بحثية علاوة على إطلاع المتعلمين على التجارب العالمية بهدف تحقيق دمج مبادئ الثورة الصناعية الرابعة في التعليم.
وأشار الوزير إلى أن الوزارة تنفذ 39 مشروعًا قوميًّا، وهي: إنشاء جامعات أهلية دولية (جامعة الجلالة، جامعة الملك سلمان، الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، جامعة العلمين الدولية للعلوم والتكنولوجيا، جامعة المنصورة الجديدة، إعادة تأهيل الجامعة الأهلية الفرنسية في مصر، مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا) وإنشاء جامعات تكنولوجية بالقاهرة الجديدة وقويسنا وبني سويف، كما تم تأسيس هذه الجامعات لتكون نموذجا لجامعات ذكية تدمج التكنولوجيا في العملية التعليمية؛ بما يجعل كلًا من أعضاء هيئات التدريس والطلاب شركاء في العملية التعليمية.
كما تم إنشاء أفرع الجامعات الدولية (مجمع الجامعات الكندية، الجامعة الألمانية الدولية، جامعة العاصمة الدولية، جامعة المعرفة الدولية، جامعة جلوبال الدولية) بالإضافة إلى مشروعات بحثية وتطبيقية (مدينة الفضاء المصرية، معهد بحوث الإليكترونيات، المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية) فضلا عن تجديد بيت مصر في باريس.
وأكد عبدالغفار أن استراتيجية مصر ومشروعاتها التعليمية تستهدف خلق نظام تعليمي يتماشي مع متطلبات العصر والثورة الصناعية الرابعة، وذلك من خلال جامعات ذكية تعتمد على أحدث التطورات التكنولوجية، وكذا الاستفادة من الخبرات الدولية المختلفة، وإنشاء فروع جامعات دولية ذات مكانة دولية متميزة، تكون مقصدًا للطلاب المصريين والعرب والأفارقة على السواء، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان للدول العربية للمشاركة في الثورة الصناعية الرابعة.
وفي ختام كلمته، وجه الوزير الشكر للمملكة العربية السعودية الشقيقة على دعوته للمشاركة في فعاليات المؤتمر، متمنياً للمؤتمر وللقائمين عليه كل النجاح والتوفيق
ومن ناحية أخرى قام الوزير بجولة داخل جناح "ادرس في مصر" والذي يهدف إلى التسويق للجامعات المصرية بشكل عام والجامعات الجديدة بشكل خاص، حيث يولي الجناح اهتمامًا كبيرًا بالتسويق لجامعة الملك سلمان وجامعة العلمين وجامعة الجلالة، والذي تبدأ الدراسة بهم سبتمبر 2020 .
ومن ناحيتها، أوضحت الدكتورة رشا كمال أن الإدارة المركزية لشؤون الطلاب الوافدين بالوزارة تسعى جاهدة لنقل صورة حقيقية ومشرفة عن الجامعات المصرية وبرامجها، وذلك في إطار تكليفات الوزير للإدارة بضرورة التسويق لمبادرة "ادرس في مصر" والتسويق للجامعات بكافة فروعها.
جدير بالذكر أن المعرض يضم 82 جامعة وهيئة (حكومية وخاصة مصرية وجامعات عربية وأجنبية) بالإضافة إلى جناح ادرس في مصر، حيث توجد أجنحة لجامعات قناة السويس، الإسكندرية، بنها، حلوان، فاروس، سينا، الجامعة الأمريكية بالقاهرة، جامعة الأمير إدوارد، جامعة المعرفة، وغيرها من الجامعات، وقد توافد على الجناح عدد من الطلاب، وبلغ عدد الطلاب الزائرين للجناح حوالي 550 طالبًا وطالبة من مختلف المدارس بالمملكة السعودية الحكومية والخاصة والدولية، ومن مختلف الجنسيات، كما يقوم الفريق الفني بجناح "ادرس في مصر" بشرح البرامج الجديدة والمتميزة بالجامعات المصرية، وشرح كيفية حساب الشهادات ومعادلتها، ومساعدة الطلاب علي التقديم علي موقع إدارة الوافدين.
ومن ناحية أخرى أيضًا، وعلى هامش المؤتمر التقى الدكتور خالد عبدالغفار بالسفير هشام فتحي القنصل العام المصري بجدة، بهدف تنسيق الجهود حول تقديم كافة التيسيرات وتذليل العقبات أمام الطلاب الوافدين من المملكة العربية السعودية للدراسة في مصر.
وفي ختام فعاليات المؤتمر، قام رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا بجدة بإهداء درع الجامعة للدكتور خالد عبدالغفار؛ تكريمًا لتشريفه المؤتمر، وتثمينًا لدور مصر الرائد في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.