تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، حيث عقد اجتماعا لمتابعة خطة وزارة الصحة والسكان الاحترازية بالنسبة لفيروس كورونا، واستقبل وزيرة الدفاع الفرنسية، ورئيس البرلمان النمساوي، ووزير خارجية كل من البحرين والكونغو، ونائب رئيس جنوب السودان، ورئيس شركة "شنايدر إليكتريك" العالمية، وترأس اجتماعا موسعا لقيادات القوات المسلحة، وتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس ترامب حول ملف سد النهضة، ومن رئيس كوريا الجنوبية.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، بحضور اللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، واللواء طبيب مجدي أمين مبارك مدير إدارة الخدمات الطبية للقوات المسلحة.
وتناول الاجتماع متابعة تطورات الموقف الوبائي العالمي لفيروس "كورونا المستجد"، وكذلك خطة وزارة الصحة والسكان الاحترازية في هذا الشأن على المستوى الوطني.
ووجه الرئيس السيسي بمواصلة رفع درجة الاستعداد والجاهزية وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية، خاصةً من خلال التعاون والتنسيق بين كافة الجهات المعنية بالدولة، والقيام بحملات التوعية المستمرة للمواطنين من مختلف الفئات، بهدف الإرشاد وتوفير المعلومات والبيانات الحقيقية بدقة، فضلا عن العمل على الاكتشاف المبكر لأية حالات مشتبهة، وكذا تشديد الرقابة الصحية على منافذ الدخول للبلاد.
واستقبل الرئيس السيسي، لوك ريمون رئيس شركة "شنايدر إليكتريك" العالمية، وعددا من قيادات الشركة، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة.
وشهد اللقاء الاتفاق ما بين وزارة الكهرباء وشركة "شنايدر إليكتريك" على قيام الشركة بإنشاء عدد من مراكز التحكم في شبكات توزيع الكهرباء في مصر، وذلك في إطار الخطة القومية لإقامة وتطوير تلك المراكز على مستوى الجمهورية، وهي المراكز التي سترفع من مستوى خدمة توصيل الكهرباء وكذلك جودة الشبكة القومية للكهرباء بصفةٍ عامة.
ورحب الرئيس السيسي بتكثيف التعاون مع شركة "شنايدر إليكتريك"، خاصةً في ظل العلاقات المتميزة بين مصر وفرنسا، وهو التعاون الذي يحقق المصلحة والمنفعة المتبادلة في ضوء زيادة الطلب على الكهرباء والطاقة بصفةٍ عامة في إطار الخطة التنموية الشاملة التي يتم انتهاجها في كافة ربوع مصر، بما فيها التوجه نحو تنفيذ مشروعات كبرى ذات فرص استثمارية ضخمة.
واستقبل الرئيس السيسي، فلورنس بارلي وزيرة الجيوش الفرنسية، بحضور الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، حيث أكد الرئيس عمق العلاقات المصرية الفرنسية، لا سيما من خلال التعاون الوثيق القائم بين البلدين على المستويين العسكري والأمني، مع الإعراب عن التطلع إلى تطوير هذا التعاون خلال الفترة المقبلة، وكذا الاستمرار في التنسيق والتشاور الثنائي المكثف إزاء القضايا والتحديات ذات الاهتمام المشترك وسبل التعامل معها.
وتم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، كما تم تبادل وجهات النظر إزاء المستجدات على صعيد عدد من الملفات الإقليمية والجهود المشتركة للتوصل إلى تسويات سياسية لمختلف الأزمات القائمة بالمنطقة.
كما استقبل الرئيس السيسي، فولفجانج سوبوتكا رئيس البرلمان النمساوي، حيث أكد الرئيس الحرص على التواصل المستمر مع المستشار النمساوي لتعزيز العلاقات الثنائية والتشاور حول أهم القضايا الإقليمية في الإطار الأورومتوسطي، معربا في هذا الصدد عن التطلع لمواصلة الارتقاء بالتعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة، خاصةً على مستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية من خلال تبادل الخبرات والزيارات، بما يساهم في تعزيز التواصل بين الشعبين.
وتناول اللقاء بحث سبل تفعيل أطر التعاون المشترك وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، ودفعها نحو آفاق أرحب خلال المرحلة المقبلة، لا سيما في مجالات التبادل التجاري والاستثمار.
كما تم استعراض آخر مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وتطورات مختلف الأزمات الإقليمية، خاصةً ليبيا، حيث تم التوافق في هذا الصدد حول أهمية الالتزام بتنفيذ مخرجات مؤتمر برلين للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة للقضية، بما فيها الحد من التدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي والتي تقوض من فرص الحل واستعادة السلام والاستقرار في البلاد.
وتم كذلك تناول الرؤية المصرية الشاملة بشأن مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، والتي تستند إلى إطار شامل لا يقتصر فقط على التعامل الأمني والعسكري، بل يمتد لتحقيق التنمية وتوفير الأركان المتكاملة للحياة الكريمة للمعوزين، حيث استعرض الرئيس الجهود التي تبذلها مصر على مختلف الأصعدة للتعامل مع هذه الظاهرة العابرة للحدود من خلال ترسيخ ثقافة قبول الآخر وحرية الاعتقاد والمواطنة، والتي ساهمت في تدعيم مفهوم السلام الاجتماعي في المجتمع، مشيرا في هذا الصدد إلى أهمية الفهم الصحيح للدين، وتصويب الأفكار الخاطئة ومواجهة عملية استغلالها الممنهجة لتوظيفها لتحقيق أهداف سياسية، فضلا عن إعلاء قيم المساواة وقبول الآخر.
واستقبل الرئيس السيسي الدكتور عبد اللطيف الزياني، وزير خارجية البحرين، حيث أشاد بمتانة وقوة العلاقات المصرية البحرينية وما تتميز به من خصوصية، مع تأكيد حرص مصر على تطوير التعاون والتنسيق الثنائي الوثيق لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين، وكذلك الأمة العربية.
وسلم الدكتور عبد اللطيف الزياني رسالة من الملك حمد بن عيسى إلى الرئيس السيسي، تضمنت اعتزاز الحكومة والشعب البحريني بما يجمعهما بمصر وشعبها من أواصر تاريخية وطيدة وعلاقات وثيقة في مختلف المجالات، والإعراب عن التقدير البالغ للدور الاستراتيجي والمحوري الذي تقوم به مصر تحت قيادة الرئيس في حماية الأمن القومي العربي والدفاع عن قضايا الأمة العربية، وكذلك مساعي مصر الدؤوبة في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وذلك ارتكازاً على ثقل ومحورية دور مصر ومقوماته الكبيرة على الساحة الدولية.
وتم خلال اللقاء بحث التباحث حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية، فضلاً عن التشاور إزاء المستجدات على الساحة الإقليمية، حيث أكد الرئيس في هذا الخصوص ارتباط أمن الخليج بالأمن القومي المصري، مشيدا بالدور الحيوي الذي تقوم به البحرين وقيادتها في مواجهة التحديات التي تمر بها الأمة العربية.
واستقبل الرئيس السيسي جان كلود جاكوسو، وزير خارجية الكونغو، حيث ثمن المستويات المتميزة التي وصلت إليها العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين، ومشيرا إلى حرص مصر على دعم أطر التعاون الثنائي على شتى الأصعدة، لا سيما في مجالات التبادل التجاري والاستثمار وتطوير البنية التحتية وتوفير الدعم الفني وبناء القدرات.
وسلم وزير خارجية الكونغو رسالة من الرئيس ساسو نجيسو إلى الرئيس السيسي، بشأن آخر تطورات القضية الليبية علي ضوء تولي الرئيس الكونغولي رئاسة لجنة ليبيا رفيعة المستوى بالاتحاد الأفريقي، وتم خلال اللقاء تبادل الرؤى بشأن الأزمة الليبية وتداعياتها على الأمن الإقليمي والقاري، حيث تم التوافق على ضرورة تكثيف التنسيق بين البلدين في هذا الصدد، بهدف التوصل لحل سياسي يمهد الطريق لعودة الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق، لا سيما من خلال دعم تنفيذ مخرجات عملية برلين، ورفض أي تدخل خارجي في الأراضي الليبية.
وترأس الرئيس السيسي اجتماعا موسعا لقيادات القوات المسلحة بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع، وذلك بحضور الفريق أول/ محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق/ محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة.
واطلع الرئيس السيسي، خلال الاجتماع، على مجمل الأوضاع الأمنية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية في أنحاء الجمهورية، والتدابير والخطط الأمنية التي تنفذها القوات المسلحة لملاحقة والقبض على العناصر الإرهابية التي تستهدف زعزعة استقرار البلاد خاصة في شمال سيناء.
وأشاد الرئيس بجهود القوات المسلحة لتحقيق الأمن والاستقرار والتصدي للعمليات الإرهابية بالبلاد، بالتعاون مع جهاز الشرطة المدنية، وما يبذلونه من تضحيات فداءً للوطن وحفاظا على أمنه وسلامته ومقدرات شعبها، مؤكدا ضرورة الاستمرار في التحلي بأعلى درجات الحيطة والحذر والاستعداد القتالي، وصولا إلى أعلى درجات الجاهزية لتنفيذ أية مهام توكل إليهم لحماية أمن مصر القومي، وذلك في ظل التحديات الراهنة التي تموج بها المنطقة.
وتلقى الرئيس السيسي، اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تم خلاله التباحث وتبادل وجهات النظر بشأن آخر تطورات ملف سد النهضة، حيث أعرب الرئيس الأمريكي عن تقديره لقيام مصر بالتوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق الذي أسفرت عنه جولات المفاوضات حول سد النهضة بواشنطن خلال الأشهر الماضية، باعتباره اتفاقا شاملا وعادلا ومتوازنا، مؤكدا أن ذلك يدل على حسن النية وتوفر الإرادة السياسية الصادقة والبناءة لدى مصر.
كما أكد الرئيس ترامب استمرار الإدارة الأمريكية في بذل الجهود الدؤوبة والتنسيق مع مصر والسودان وإثيوبيا بشأن هذا الملف الحيوي، وصولا إلى انتهاء الدول الثلاث من التوقيع على اتفاق سد النهضة.
من جانبه؛ أعرب الرئيس السيسي عن بالغ التقدير للدور الذي تقوم به الإدارة الأمريكية في رعاية المفاوضات الثلاثية الخاصة بسد النهضة، والاهتمام الكبير الذي يوليه الرئيس ترامب في هذا الصدد، مؤكد استمرار مصر في إيلاء هذا الموضوع أقصى درجات الاهتمام في إطار الدفاع عن مصالح الشعب المصري ومقدراته ومستقبله.
وتلقى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا من مون جيه إن، رئيس جمهورية كوريا الجنوبية، أعرب فيه عن تطلع بلاده لتعزيز العلاقات الثنائية المتبادلة على مختلف المستويات خاصة الاقتصادية، وزيادة حجم الاستثمارات الكورية في ظل ما تشهده مصر من نمو اقتصادي وحركة تنمية شاملة، الأمر الذي من شأنه أن يفتح آفاق جديدة للتعاون الاستثماري بين البلدين.
وتم التوافق خلال الاتصال علي تطوير العلاقات التجارية المتبادلة في ضوء المشروعات التنموية الكبرى الجاري تنفيذها في مصر وما توفره من فرص استثمارية جاذبة في مقدمتها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وذلك امتدادا لمسيرة العلاقات الثنائية المتميزة التي ستتم هذا العام ٢٥ سنة من إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وكوريا الجنوبية.
واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي باستقبال جيمس وانى إيجا، نائب رئيس جنوب السودان، بحضور الوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، حيث أشاد السيسي بعمق العلاقات المصرية الجنوب سودانية، ومؤكدا الحرص على تطويرها، وكذا مواصلة مصر بذل مساعيها على المستويين الإقليمي والدولي لتعزيز الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام في جنوب السودان.
كما رحب الرئيس بالخطوة الهامة التي حققتها مؤخرا الأطراف في جنوب السودان بإعلان الرئيس سلفا كير وزعيم المعارضة رياك مشار، عن اعتزامهما البدء في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية تنفيذا لمقررات اتفاق السلام .. مشيرا إلى أهمية البناء على الزخم القائم على الساحة السياسية في جنوب السودان وتوافر الإرادة اللازمة من قبل كافة الأطراف بهدف الاستمرار في تنفيذ استحقاقات اتفاق السلام.