اعتبر خبراء نفسيون، أن سخرية المشاهير بالسلوك الخاطئ من انتشار فيروس كورونا وتحدي الوباء بفيديوهات تتعارض مع الإجراءات الحكومية للحد من انتشار الوباء العالمي المستجد، لافتين إلى أن هناك تقليد أعمى لسلوكيات الفنانين الذي يتمتعون بشعبية كبير في الشارع المصري.

تقليد أعمى

وحذرت الدكتور شيماء سلامة، خبيرة علم النفس السياسي، من سخرية بعض المشاهير والفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي من فيروس كورونا والتقليل من انتشاره، مؤكدة أن هناك تقليد أعمى من قبل بعض الشباب للفنانين وهذا يمثل كارثة كبرى لأن الفنان يعد من العناصر المؤثرة في المجتمع بشكل كبير في ظل خطورة انتشار المرض لذي تحول إلى وباء عالمي.

وقالت خبيرة علم النفس السياسي لـ"الهلال اليوم" إن سخرية المشاهير من الأزمة ربما يتحول إلى جزء رئيسي من الأزمة بسبب تأثيراته الشعبية ومتاعبة قطاع عريض من الشعب له، مشددا على ضرورة تعديل السلوك والمشاركة في توعية الناس وليس السخرية من الوباء العالمي في ظل الإجراءات الاحترازية المشددة التي تفرضها أغلب دول العالم.

ولفتت الدكتور شيماء سلامة، إلى أن كل فنان صاحب رسالة  وعليه مسئولية اتجاه الوطن واتجاه عشاقه وجماهيره وأن يعمل على توعيتهم وليس العمل على نشر عملية التهوين من المرض أو التهويل أيضا لترهيب الناس، مؤكدا أن هناك بعض الفنانين أو المشاهير يحتاجون إلى إخضاعهم إلى عمليات توعية ورفع كفاءة سواء بالطريقة المباشرة أو غير المباشرة من خلال الوسائل المتاحة حتى يدرك مسئوليته اتجاه وطنه لأن الأمر يتخطى حدود الرأي الشخصي بعد أن أصبح أكثر تأثيرا في المجتمع.

وشددت على ضرورة نشر رسائل إيجابية بخطورة المرض بمشاركة المشاهير ورفع حملات التوعية على مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت أقرب إلى المواطنين من أي شيء أخر كما أصبحت أكثر تأثيرا.

توجيه اللوم

وشدد الدكتور أحمد عبدالله، الخبير النفسي، على ضرورة عدم التعامل بسخرية مع فيروس كورونا والتقليل من انتشاره، بعد أصبح خطر يهدد البشرية بشكل كبير، لافتا إلى أن سخرية بعض المشاهير والفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي من الوباء المستجد من الممكن أن يكون جزء من الأزمة وزيادة انتشارها بفضل شعبية في الشارع المصري.

وقال الخبير النفسي لـ"الهلال اليوم" إن هناك احتمالية أن يتأثر الشعب بسلوك الفنان بشكل كلي أو جزئي، مشيرا إلى أن بعض الفنانين يتابعهم عدد كبير من المواطنين ومن الممكن التأثر بهم وبتصرفاتهم فمن أجل ذلك لا بد أن يكون هناك مسئولية نحو الأوضاع والأحداث الجارية.

وأشار إلى أن مجرد توجيه اللوم للفنانين سواء بالطريقة الرسمية أو الشعبية يعدل من سلوك الفنان اتجاه الأزمة لأنه يضعه في دائرة الضوء ويدفعه إلى تعديل تصرفاته أو تبرير موقفه والكشف عن سبب إقدامه على ذلك، لافتا إلى الشعب ذاته يؤثر في الفنان ويؤثر على مستقبله، مشددا على ضرورة رفع ثقافة الوعي بين الناس بشأن الأزمات المختلفة وآليات المعالجة معها.