الإثنين 10 يونيو 2024

مصر تواصل جهودها لحل الأزمة الليبية و«حفتر» يزور القاهرة.. خبراء: تستهدف الحفاظ على وحدة وسلامة الدولة.. ولا بد من تدخل حاسم لمجلس الأمن لوقف التدخلات التركية

تحقيقات4-6-2020 | 16:54

جهود حثيثة تبذلها الدبلوماسية المصرية لتحقيق الاستقرار وحماية الدولة الليبية، حسبما أكد خبراء سياسيون ودبلوماسيون، موضحين أن  التحرك المصري يستهدف الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي الليبية، مطالبين بضرورة تدخل حاسم لمجلس الأمن لوقف التدخلات التركية في ليبيا ودعم أنقرة للميليشيات الإرهابية.


ومن المرتقب أن يجري المشير خليفة حفتر زيارة إلى القاهرة، وذلك في إطار الجهود المصرية إقليميا ودوليا لحل الأزمة سياسيا وموقف مصر الثابت من القضية الليبية  باعتبار ما يحدث في ليبيا يؤثر على الأمن القومي المصري.

 

تدخل حاسم لمجلس الأمن

وفي هذا السياق، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ليبيا وما تشهده من تطورات هي قضية أمن قومي مصري في المقام الأول، فالبلدين تجمعهما حدودا مشتركة وروابط تاريخية، موضحا أن ليبيا في الفترة الأخيرة شهدت تدخلات خارجية من تركيا التي تدعم الميليشيات وعقدت اتفاقا مع حكومة السراج.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن تركيا شرعت في إرسال مرتزقة وأسلحة متطورة لدعم الميليشيات بما يمثل اعتداءا على دولة ذات سيادة وتدخلا مباشرا في الشأن الليبي، مضيفا أن وجهة النظر المصرية هي البحث عن حل سلمي للأزمة الليبية بين الأطراف المختلفة وليس هدنة.

وأكد أن استعانة حكومة السراج بتركيا والقوات المرتزقة الأجنبية هي خيانة للشعب الليبي وعدم تحقيق الصالح الوطني، مضيفًا أن مصر تستهدف إبعاد التدخلات الأجنبية وتحقيق حل سياسي والقضاء على الميليشيات المسلحة وتوحيد الجيش الليبي.

وأشار إلى أن التدخل التركي عبر اتفاقها مع السراج أو إرسال ميليشيات ومرتزقة يعطل الحلول السياسية ويؤثر على الأوضاع هناك وبالتالي الاستقرار في مصر، مؤكدا أن هذا التدخل والانتهاك يتطلب اتخاذ موقفًا دوليًا فلا بد من تدخل حاسم لمجلس الأمن في هذا الشأن، لأن تركيا تهدد السلم والأمن الدوليين.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الزيارة المرتقبة للمشير خليفة حفتر إلى مصر تستهدف التنسيق مع مصر والقيادة السياسية حول الأمور التي تهم الطرفين والوصول إلى حل لهذه المشكلة المستمرة منذ سنوات وتؤثر على الشعب الليبي وكذلك الأمن القومي المصري.

 

حماية الدولة الليبية

فيما قال اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن الأمن الليبي والمصري يرتبطان بشكل مباشر، ومصر تستهدف حل الأزمة في ليبيا وتهدئة الأوضاع هناك في إجراء ينطلق من مسئوليتها ودورها في المنطقة وكذلك حماية الأمن القومي المصري والعربي، مضيفا أن التحركات الدبلوماسية المصرية ومساندة الجيش الليبي أمر أشادت به الدول المهتمة بهذا الملف مثل إيطاليا ودول الجوار الليبي.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مصر تطرح دائما وأبدا ما يحقق الاستقرار في المنطقة عبر رؤية شاملة، وتبذل جهود حثيثة مع دول الجوار الليبي والدول المهتمة بالأزمة الليبية لتحقيق الاستقرار والحفاظ على الدولة الليبية وتحقيق طموحات شعبها وحماية الأمن القومي المصري والعربي، لذلك تكتسب الزيارة المرتقبة للمشير خليفة حفتر أهمية كبرى.

وأكد أن التواجد التركي في ليبيا يمثل تهديدا للأمن القومي الليبي، فدعم تركيا للميليشيات المسلحة وحكومة السراج ضد المشير خليفة حفتر والجيش الوطني الليبي يعمل على إزكاء الصراع ويشعل الأوضاع هناك لعدم حل الأزمة، مضيفا أن تركيا بهذا التواجد تؤثر على الأمن القومي المصري وتحاول التحايل على ما تشهده أنقرة من إخفاقات سياسية واقتصادية داخلية وكذلك التواجد في منطقة شرق المتوسط والاستفادة من ثروات ليبيا في هذه المنطقة بالتعاون مع حكومة السراج غير الشرعية وكذلك دعم الميليشيات المسلحة.


الحفاظ على وحدة وسلامة ليبيا

ومن جانبه، قال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الإفريقية، إن ليبيا هي أحد محاور الأمن القومي المصري، والأمن العربي الأفريقي، مضيفا إن مصر لها دور نشط عربيا وأفريقيا لحل الأزمة الليبية، وهناك لجان مشكلة على المستويين العربي والأفريقي لهذا الشأن ومصر عضو فيها .

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المبدأ الأساسي في التحرك المصري هو الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي الليبية وأمنها واستقرارها وعدم التدخل الخارجي في الشئون الليبية، مضيفا إن التحرك المصري يشمل التحرك على المستوى الثنائي مع ليبيا ومع الدول والأطراف المعنية بالملف على المستوى الدولي كالأمم المتحدة وإيطاليا وفرنسا.

وأكد أن التدخل الأجنبي هو أحد الأسباب الرئيسية لتدهور الأوضاع في ليبيا وعدم استقرارها وعدم تمكين الشعب من تقرير مستقبله، وخاصة مع استمرار إرسال عناصر أجنبية وميليشيات إلى هناك، مضيفا إن هذا أمر ترفضه مصر فالحفاظ على مؤسسات الدولة أحد الأركان الأساسية لاستمرارها وعدم انهيارها.

وأضاف، إن المشير خليفة حفتر مدعوم من قبل البرلمان الليبي المنتخب وهو القادر على الحفاظ على الدولة ومؤسساتها ومواجهة الميليشيات الإرهابية المدعومة من قبل تركيا وقطر، مشيرا إلى إن مصر حريصة على مواجهة الإرهاب والعناصر الإرهابية في ليبيا كأمر يرتبط بالأمن والاستقرار في مصر وليبيا.

وأشار إلى أن حكومة السراج فقدت شرعيتها لأنها سمحت بالتدخل الأجنبي بعقد اتفاقات أمنية مع تركيا، كما أن هذه الاتفاقيات لم تحصل على موافقة البرلمان إلى جانب أن الحكومة الليبية غير مخولة بعقد مثل هذه الاتفاقيات.

 

خارطة طريق للحل السياسي

وقال اللواء محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، إن الصراع في ليبيا هو صراع دولي لأن ما حدث هناك ضمن مشروع الشرق الأوسط الكبير والهدف منه هو استمرار الإرهاب والضغط على مصر، مضيفا إن المجتمع الدولي غض الطرف عن التدخلات التركية في ليبيا ودعمها للإرهاب والميليشيات هناك.

وأوضح الغباري، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الدعم التركي لحكومة السراج وإرسال الميليشيات والمرتزقة والعناصر الإرهابية في سوريا للوقوف ضد الجيش الوطني الليبي، مضيفا إن محادثات المشير خليفة حفتر في مصر تستهدف الوصول إلى خارطة طريق للحل السياسي للأزمة الليبية.

وأكد أن مصر وضعت عدة ضوابط لتنفيذ اتفاق الصخيرات، ودعم الحل السياسي في ليبيا عبر توحيد القبائل ووضع دستور، مضيفا إن الأمور تتعطل عن تنفيذ هذا المسار، ولم تستطع الدولة تحقيق أي تقدم على هذا الطريق، فلم تستطع الدولة تحقيق الاستقرار بسبب الميليشيات والعناصر الإرهابية.

    الاكثر قراءة