اعتبر مراقبون، أن حظر تسليح الجيش التركي
بات صعبا في ظل لعبة التوازنات في المنطقة رغم دعم الجيش التركي للإرهاب وقتاله
بجوار المتطرفين في الشرق الأوسط والانتهاكات الكبرى في كل من ليبيا وسوريا.
وكان الرئيس السيسي، أعلن أمس السبت، بنود
مبادرة لتسوية الأزمة الليبية، تشمل إعلانا دستوريا لتنظيم أسس المرحلة المقبلة،
وضرورة إخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضى الليبية وتفكيك أسلحتها، معربا عن
تطلع مصر لمساندة الخطوة البناءة لإنهاء الأزمة الليبية، بحضور المستشار عقيلة
صالح رئيس مجلس النواب الليبي والمشير خلفية حفتر القائد العام للقوات المسلحة
العربية الليبية.
صفقات دولية:
قال
المحلل السياسي الليبي، الدكتور محمد الزبيدي، إن عدم إقدام المجتمع الدولي على
حظر تسليح الجيش التركي بعد جرائمه العديدة في كل من ليبيا وسوريا، يرجع لوجود
صفقات مع الدول الكبرى على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، مشددا على أن
جرائم أردوغان واضحة للجميع، ولا تختلف عن جرائم وانتهاكات الجماعات الإرهابية
الذي يدعمها ويمولها أيضا.
وأوضح
المحلل السياسي الليبي لـ"الهلال اليوم" أن السماح لأردوغان بارتكاب
جرائم واسعة في ليبيا جاء مقابل إفساح المجال للروس في سوريا، فضلا عن أن الولايات
المتحدة الأمريكية منحته الضوء الأخضر لدعم المليشيات ونقل المرتزقة السوريين إلى
ليبيا من أجل أهداف وصفقات خاصة على حساب ثروات الليبيين.
وأكد
"الزبيدي" أن أكبر دليل على ذلك هو أن العملية "إيريني" التي
أطلقها الاتحاد الأوروبي لمراقبة عملية حظر توريد السلاح إلى ليبيا لم تعترض بارجة
تركية أو سفينة محملة بالأسلحة متجهة إلى موانئ طرابلس ومصراتة، فضلا عن أن
البوارج الحربية التركية تقصف مدن الغرب على مرأى ومسمع من الجميع بجانب استخدام
الطيران المسير التركي في الحرب، رغم مبادرة وقف إطلاق النار والتزام الجيش الوطني
الليبي.
وأشار
إلى أن أردوغان لن ينظر إلى أي مبادرات وسيستمر في دعم المليشيات والإرهاب في
المنطقة ولا بد من اتخاذ موقف عربي موحد ضد تلك التجاوزات الواسعة، لافتا إلى
أهمية تضييق الخناق على حكومة الوفاق بسحب الثقة ومواجهة المخاطر التي تهدد الأمن
القومي العربي بتفعيل الدفاع المشترك.
لعبة التوازنات:
وقال
اللواء محمد الغباشي، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن التغاضي عن الانتهاكات
والتجاوزات التركية في دعم مليشيات والجماعات الإرهابية في ليبيا يأتي نتيجة عقد
صفقات خارجية ومصالح على غرار ما يحدث في سوريا ، مشددا على أن تركيا كانت على
خلاف مع روسيا في سوريا إلا أن الأوضاع تغيرت في ليبيا ولكن تبقى المصالح واحدة.
وأكد
الخبير العسكري والاستراتيجي لـ"الهلال اليوم" أن ما يحدث في ليبيا ليس
مقتصرا فقط على تركيا بل هي لعبة توازنات وقوى دولية مثل ما حدث في سوريا، موضحا
أن ما تفعله تركيا سواء بدعم الإرهاب أو إقحام نفسها في شئون دول أخرى يأتي وفق
موازنات دولية
.
وأشار
إلى أن هناك مراعاة للمصالح في ما يحدث سواء في السيناريو الليبي أو السوري مؤكدا
أن تركيا جمعت العناصر الإرهابية من كل دول العالم في البداية وأدخلتها إلى سوريا
على مرأى ومسمع من العالم، حيث نشرت دوريات تحت إشراف المخابرات التركية لتسللها
داخل الأراضي السورية.
وبين
أن السيناريو، في ليبيا عكس سوريا، فبعد أن باركت أمريكا التدخل التركي حيث جمع
أوردغان11 ألف مرتزق ونقلهم إلى ليبيا بعدد لا نهائي من السفن بعلم الولايات
المتحدة بجانب السيارات المدرعة والطائرات F16 برغم أن الأقمار الأوروبية وأمريكا
رصدت كل ذلك دون تحرك، مشددا على أن ما يحدث في ليبيا هو صراع قوى على غرار سوريا.