الأحد 24 نوفمبر 2024

سماء تتفقد غيمها

  • 20-4-2017 | 10:16

طباعة

لينا شدود

شاعرة ومترجمة درست الأدب الإنجليزي في جامعة تشرين بسوريا، لها أربع مجموعات شعرية أولاها "لا تشِ بي لسكان النوافذ"، (2009). فاز بعدة جوائز وترجمت "كتاب  الهايكو" لجاك كيرواك (2014).

نحن الذين خدعتهم شمس الصباح،

صارت قصائدنا مخارز ناطقة.

لمن نقرأ حروفنا المالحة..

حروفنا المفتوحة للأعاصير؟

أخبرتكَ أنني لم أسمع الصرخة التي

 شقّت الوادي،

عرفت ذلك..

من زفير القمم الصامتة

 لكل هذا الضباب البنفسجي.

ببرود، يفرد القمر نوره هذا المساء.

لبرهة سمعت صوته،

صوته البارد الفضي،

كان قاسيا.

للكون قلب بارد،

لا يكترث بنا،

ولا حتى بمعجزة الشفق،

وهو يتكوّر في الفالق قبل أن يذوب.

 

حينما يُقفر الكون،

ويضمر المركز،

تتقهقر كل الظلال،

ويعبر الزمن.

السماء ليست بعيدة..

نقاط النور، تقول ذلك.

كم هي حقيقية السماء التي تتفقّد غيمها!

*

لم يكن التاريخ متحمّسا لنا،

بينما كنا نتغضّن من الندم.

لماذا نسامح زمنا تطاول على خلجاننا المُنْهكة،

 وهي تكابد وحشتها؟

أُفضل أن أنتظر النهر هنا،

وأن أُسْرف بحنيني إليه،

غير آبهة بالابتسامات المهدّدة لزمن تصلّب،

وصار أرضاَ غريبة.

حتى لا يصيده العراء..

صار يجري ومعه تجري غزلان مذعورة ،

كم كانت تئن حوافرها!

المشهد القاتم ينحت تفاصيله.

على القصائد أن تحلّق عاليا..

عاليا..

عكس الريح،

عكس الألم.

*

كيف أصلك أيتها الجزر البعيدة؟

أنت الآن

أرض الروح.

هل كل هذه الوجوه المحفورة هنا

 ملك لخرافات..

 كانت؟

لا أعرف كيف اخترقتني رشاقة تلك الأسرار،

وجعلتني أترجم كل نقوش هذه القلاع الفخورة

إلى نحيب؟

ثمّة نار تعبر

 من جسد إلى جسد،

ثمّة نار لن ترأف بي..

         لن ترأف بكَ.

كيف أصل إلى مياهكَ العميقة،

لأبرّد ألمكَ الغيور على ألمي؟

كل شيء ينطق بالصور،

كل شيء يروي.. حتى الحجر،

المعجزة لن تفقد صبرها، حتى ولو

ازدهر كل هذا الضباب.

    الاكثر قراءة