محمد أبو العينين: أطراف مغرضة تستغل الحوادث الفردية لتأجيج الفتنة بين مصر والكويت
أكد النائب محمد أبو العينين، عضو مجلس النواب المصري، على متانة العلاقات الثنائية بين مصر والكويت دولةً وشعبا، رافضا كل المحاولات الخبيثة من جانب أطراف مغرضة للوقيعة بين البلدين استغلالا لحوادث فردية من أجل التأثير على العلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين.
واستعرض النائب محمد أبو العينين في مقاله تحت عنوان « مصر والكويت.. تاريخُ ناصع لا تدنسه الأحقاد » التاريخ النضالي المشترك للشعبين المصري والكويتي والتحديات الراهنة التي يواجهها البلدين برؤية متحدة واهداف مشتركة.
وقال أبو العينين إنه لا يمكن بحال من الأحوال اختزال العلاقات الوطيدة والأُخوة التاريخية بين مصر والكويت من خلال سِجال مواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية حادث فردي بين مواطن كويتي، ومواطن مصري، استغلته أطراف مغرضة لتأجيج الفتنة والعبث بالتاريخ الناصع للعلاقات الأخوية بين البلدين في أوقات الحرب والسلم.
وتابع: العلاقات المتأصلة بين مصر والكويت لم تكن وليدة الصدفة، وإنما تضرب في أعماق التاريخ، وتمتد إلى الحاضر، تُزينها المواقف الشجاعة والمصير المشترك بين الشعبين الشقيقين، بحيث لا يمكن أن تتأثر بصغائر الأمور أو تخضع لمن يريد تأليب الشعبين، وخلق مجالا للفرقة من خلال منشورات غير مسؤولة على مواقع التواصل الاجتماعي، من أفراد لم يكتمل لديهم النضج السياسي والشعور الوطني الخالص المستمد من قوة التآخي وأمجاد القومية العربية.
وقال أبو العينين إن العقلية الدبلوماسية لمصر والكويت، قادرةٌ على صد كل محاولات بث الفتنة وتضخيم الأحداث واستغلال النفوس الضعيفة، لتبقى الصفحة التاريخية للبلدين الشقيقين ناصعة كما بدأت وحيثما تسير، يداً بيد وكتفاً بكتف في مواجهة التحديات الراهنة، كما كانت قديما في أحداث تاريخية لا تعرف التأويل ولا تقبل التزييف.
وفي معرض حديثه عن التاريخ النضالي للشعبين، قال أبو العينين: لقد كانت دولة الكويت الشقيقة من أولى البُلدان التي لبت النداء المصري عام 1973 خلال حرب أكتوبر المجيدة، من خلال حرب اقتصادية بحظر تصدير البترول للدول المعادية، ومما يجب ذكره أن الكويت شاركت بقوات عسكرية أيضا في انتصارات أكتوبر من خلال سرب طيران جوي استقر في العمق الاستراتيجي المصري إلى جانب القوات المصرية، في قاعدتي قويسنا وحلوان العسكرية وتدرب على ضرب أهداف للعدو لمدة 7 شهور كاملة قبل أن يغادر إلى الكويت منتصف عام 1974.
وتابع النائب محمد أبو العينين: على الجانب الآخر كانت مصر على الموعد وعند حُسن الظن كدولة عربية شقيقة لديها جيش قوي يحمي العروبة ولا يقبل العدوان، فكانت مصر أول من لبى استغاثات الكويت بالمجتمع الدولي والدول العربية إبان الغزو العراقي للبلاد، من خلال إرسال عشرات الآلاف من المقاتلين فيما عرف بعملية عاصفة الصحراء لتحرير الكويت، ولم يخرج آخر جندي مصري من بلده الثاني الكويت إلا ومقاليد حكم البلاد وثروات شعبها في حيز حكمه وتحت سيطرته.
وقال إن هذا التاريخ النضالي المشترك، والفداء بالروح والدم لا يمكن التخلي عنه أو تجاوزه إلى سفاسف الأمور، إذ أن العلاقات بين مصر والكويت ستبقى أكبر من أي خلافات فردية أو أحداث عابرة، ولن تتأثر بأحاديث الفتنة وشياطين الفرقة الذين يخوضون حروبا بغيضة لا تستقيم مع روح التآلف والمحبة والتآخي بين مصر وأشقائها العرب، ويسعون إلى تسميم التاريخ النضالي والمصير المشترك، لكن هيهات أن يصل هؤلاء إلى مبتغاهم في ظل قيادة سياسية حكيمة تعرف معنى الوحدة وتُقدر حجم التحديات المشتركة بوجود الرئيس عبد الفتاح السيسي زعيما لمصر وقائدا لنهضتها الحديثة، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أميرا للكويت ونصيرا لعروبتها وحافظا لمجدها.
وأكد أبو العينين أن ما يُحاك من قوى الشر في المنطقة، يجعلنا أكثر تماسكا بوحدتنا واعتزازا بنضالنا، لردع دخلاء الفتنة وأصحاب المطامع، وكبح جماح المد الشيعي في بلاد الخليج، والذي يتخذ مسارات عسكرية مسلحة تؤججها كيانات دولية تعبث بأمن دول الجوار وتنال من استقرارها، كما هو الحال في اليمن الشقيق، ولأجل ذلك فإن مصر والكويت يتفقان في الرؤية ويتحدان في الهدف ويعملان سويا من أجل المصلحة المشتركة والمصير الواحد.
وأضاف: ولعل بيان الخارجية المصرية كان بليغا ومعبرا عن مدى الترابط الوثيق بين البلدين، شعبا ودولة، والنضالات المشتركة التي امتزجت فيها دماؤهم الذكية، وفي المقابل، بادرت الكويت بمراجعة قرار وقف رحلات الطيران من مصر، تسهيلًا لعملية التنقل والتواصل بين البلدين الشقيقين.
واختتم "أبو العينين" مقاله قائلا : "مصر والكويت وجدان عربي متأصل، ومصير نضالي مشترك، وإن محاولات الوقيعة الخبيثة بين البلدين من طرفٍ حاقد لن تجدي نفعا أو تنل من الرباط الوثيق بين البلدين، فهم شعبُ واحد وقلبٌ واحد".