يحيي العالم يوم 12 أغسطس من كل عام يوم الشباب العالمي ، ويرفع الاحتفال هذا العام 2020 شعار "إشراك الشباب في الجهود الدولية "، ويهدف إلى إبراز السبل التي تثري بها مشاركة الشباب على الصعد المحلية والوطنية والعالمية المؤسسات والعمليات الوطنية والمتعدة الأطراف، فضلا عن استخلاص الدروس عن كيفية تعزيز تمثيلهم ومشاركتهم في السياسات المؤسسة الرسمية مشاركة كبيرة.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أقرت في عام 1999 ، التوصية التي قدمها المؤتمر العالمي للوزراء المسؤولين عن الشباب (لشبونة ، 8-12 أغسطس 1998) بإعلان 12 أغسطس يوم الشباب العالمي.
ويتيح يوم الشباب الدولي الفرصة للاحتفال بالشباب وإسماع أصواتهم وأعمالهم ومبادراتهم مشاركاتهم الهادفة وتعميمها جميعا. وسيكون الاحتفال بيوم الشباب الدولي على شكل مناقشة يستضيفها الشباب تبث على الإنترنت للوصول إلى الشباب، فضلا عن الاحتفالات المستقلة المنظمة في جميع أنحاء العالم، التي تعترف بأهمية مشاركة الشباب في الحياة والعمليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وقال أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته بهذه المناسبة إن موضوع اليوم الدولي للشباب في هذا العام - وهو "إشراك الشباب من أجل تحفيز العمل العالمي" - يسلّط الضوء على الطرق التي يحدِث بها صوت الشباب وعملُهم الدعوي فارقاً في حياتنا وكيفية تقريبهما عالمنا من قيَم ميثاق الأمم المتحدة ورؤيته.
وأضاف:يحل اليوم الدولي للشباب هذا العام في وقت لا تزال فيها حياة الشباب وتطلعاتهم مقلوبة رأساً على عقب من جراء جائحة كوفيد-19. فالبعض لقي حتفه والكثيرون رأوا أقرباءهم وأحباءهم يقضون نحبهم. كما تفاقمت أوجه الهشاشة التي يعاني منها الشباب من اللاجئين والمشردين والتي تعاني منها الشابات والفتيات وغيرهن ممن تحاصرهم النزاعات والكوارث.
وتابع غوتيريش :إن الخطر أحدق ببنيان جيل بأكمله، وانحرف مسار أبنائه وهم يخطون خطوات وليدة نحو البلوغ وتشكيل الهوية وتحقيق الاكتفاء الذاتي. وقد أخذ بعضهم على عاتقه أعباء الرعاية أو أصبح يعاني من مخاطر متزايدة تعرضه للجوع والعنف العائلي أو لاحتمالات الانقطاع عن الدراسة بلا رجعة. ولكن هذا الجيل يتسم أيضا بقدرته على الصمود وسعة حيلته وحماسته.
ودعا غوتيريش ، القادة والكبار في كل مكان إلى بذل قصاراهم من أجل تمكين شباب العالم من التمتع بحياة آمنة كريمة تزخر بالفرص ومن الإسهام في عالمنا بأقصى ما تسمح به إمكاناتهم الهائلة.
وأفاد تقرير جديد لمنظمة العمل الدولية بارتفاع عدد الشباب العاطلين عن العمل ، وغير المنتظمين في المدارس أوالتدريب المهني ، مشيرا إلى أن الإناث هن من أكثر المتأثرين بهذا الوضع مقارنة بالذكور.
وقال "سانغيون لي" مدير إدارة سياسات التوظيف في منظمة العمل الدولية ، إن تقريرنا يظهر أن التكنولوجيا تمثل في الوقت نفسه فرصا ومخاطر بالنسبة للشباب في سوق العمل. ومن المحتمل أن تؤدي التطورات الاقتصادية والسياسية الآنية ، وكذلك مستجدات فيروس كورونا ، إلى زيادة عوامل الخطر وبالتالي زيادة بطالة الشباب في السنوات القادمة، بدلا من تقليلها.
وفقا للتقرير ، يواجه الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما، خطرا أعظم (مقارنة مع العمال الأكبر سنا) بفقدان وظائفهم بسبب التطور الآلي، وخاصة المتدربين مهنيا.
وقالت "سوكتي داسغوبتا" رئيسة فرع سياسات العمالة وسوق العمل بإدارة سياسات التوظيف في منظمة العمل الدولية ، إن الشباب في وضع غير مؤات بالفعل في سوق العمل. فبلغ معدل البطالة لدى الشباب 13.6%، وهو تقريبا ضعف معدل الأكبر سنا. لكن هناك أيضاً 267 مليون شاب في وضع "نيت " (NEET) أي أنهم عاطلون عن العمل، وغير منتظمين في المدارس والتدريب المهني.
وأضافت داسغوبتا، أن 2 من بين كل 3 شباب في وضع "عاطلون عن العمل" هم من الإناث.
ويدعو التقرير إلى مراجعة وتحديث برامج التدريب المهني بحيث تلبي الاحتياجات المتغيرة للاقتصاد الرقمي. وذكرت داسغوبتا ، أنه في الواقع، إن إحدى النتائج الرئيسية لهذه المشكلة العالمية لتوظيف الشباب هي أنه لا توجد وظائف كافية للخريجين الشباب في سوق العمل، وهي أحد أسباب انخفاض أجور الشباب.
ويظهر تقرير "أحدث اتجاهات التوظيف العالمية للشباب 2020" أنه منذ تقرير عام 2017، ظهر اتجاه تصاعدي في وضع "نيت" (العاطلون عن العمل)، وغير منتظمين في المدارس والتدريب المهني . ففي عام 2016، تم تصنيف 259 مليون شاب في هذه الخانة (نيت)، وارتفع عددهم إلى 267 مليون في عام 2019، ومن المتوقع أن يستمر الارتفاع إلى 273 مليون في عام 2021.
وبحسب المنظمة الدولية فإن تداعيات جائحة كورونا على القطاع الاقتصادي تفوق سوءا أزمة 2008-2009 المالية. وتوقعت المنظمة أن يشهد العالم تقليصا في الوظائف لنحو 200 مليون من الموظفين بدوام كامل في الأشهر الثلاثة المقبلة فقط.