تناولت مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية ترشيح الحزب الديمقراطي لجو بايدن
للتنافس على رئاسة أمريكا أمام الرئيس الحالي الجمهوري دونالد ترامب، وقالت
إن هذه ليست المرة الأولى التي يخوض فيها بايدن حملة انتخابية رئاسية،
مشيرة إلى أن حملته الأولى كانت كارثية.
وذكرت المجلة على موقعها الإلكتروني أنه بعد ما يقرب من 30 عاما
ومحاولتين فاشلتين للترشح لمنصب القائد العام، فاز بايدن أخيرا بترشيح
الحزب له. ولكن، من المهم ملاحظة الأحداث الكارثية التي لا تُنسى التي
أحاطت بترشيحه خلال مسيرته الأولى، إذ يمكن لتكتيكاته وسلوكه السياسي أن
يدخل في ترشيحه عام 2020.
وتابعت المجلة إن بايدن تم انتخابه عضوا في مجلس الشيوخ عام 1972 وكان
آنذاك أحد أصغر أعضاء مجلس الشيوخ سنا في التاريخ وقيل وقتها إن أمامه فرصة
ليصبح رئيسا لكن بايدن لم يُعلن حملته الرئاسية إلا بعد ذلك بحوالي خمسة
عشر عامًا في يونيو 1987.
وأضافت المجلة أنه في ذلك الوقت، كانت البلاد قد انتهت من الفترتين
الرئاسيتين لرونالد ريجان وكانت في حاجة إلى تحول في المناخ السياسي.
ونظرا لكونه مرشحا شابا وذكيا، اكتسب بايدن دعما قويا أشاد بخطابته وزخمه
خلال فترة رئاسته للجنة القضائية والتي سعى خلالها إلى جذب الاهتمام
الوطني لمشاركته في جلسات الاستماع المثيرة للجدل لمرشح المحكمة العليا
المحافظ روبرت بورك. وترأس السناتور البالغ آنذاك 44 عاما جلسات الاستماع،
ولكن قبل أن يحصل على اعتراف وطني واسع النطاق، وجهت لحملته ضربة قوية أدت
في النهاية إلى إنهاء ترشيحه.
وقالت المجلة إنه على الرغم من أنه كان يُنظر إلى بايدن على أنه منافس
رئاسي قوي، إلا أنه لم يضع مطلقا برنامجا رسميا للحملة ولم يكن قط واضحا من
حيث سبب ترشحه أو ما يأمل في تحقيقه من رئاسته.
وقال بايدن آنذاك "نحن بحاجة إلى نوع جديد من القيادة الرئاسية، قيادة رئاسية مستعدة لقول الحقائق الصعبة وقيادة هذا البلد".
وقالت المجلة إنه خلال الأسابيع الأولى من حملته، جمع بايدن الأموال
وجلب حشودًا من المؤيدين لفعاليات حملته. بعد ذلك وقبيل جلسات استماع بوك
أمام المحكمة العليا تم الكشف عن مقطع فيديو يُظهر بايدن ينتحل أفكارا
وعبارات معينة من زعيم حزب العمال البريطاني نيل كينوك. بعد أن ظهر ذلك،
غرقت حملة بايدن في قضايا الإسناد الخاطئ، حيث وجهت له الصحافة ضربة بسبب
عدم الأمانة وكسله.
وقال بايدن في معرض بولاية آيوا "بدأت أفكر بينما كنت قادما إلى هنا،
لماذا يكون جو بايدن أول من ذهب إلى الجامعة في عائلته؟ لماذا هذه هي
زوجتي، التي تجلس هناك بين الجمهور، هي الأولى في عائلتها التي تلتحق
بالجامعة.
"هل لأن آباءنا وأمهاتنا لم يكونوا أذكياء؟ هل لأنني أول بايدن منذ ألف جيل يحصل على شهادة جامعية كنت أذكى من البقية؟".
وتعرضت مقاطع الفيديو التي تم نشرها جنبا إلى جنب مع خطاب كينوك الموازي
- وهو خطاب ألقي قبل اعتلاء بايدن المنصة في ولاية أيوا وكان نص كلمة
كينوك " لماذا أنا أول كينوك منذ ألف جيل أستطيع الوصول إلى الجامعة؟ لما
هي جلينيس أول امرأة في عائلتها منذ ألف جيل تمكنت من الالتحاق بالجامعة؟
هل كان ذلك لأن كل أسلافنا كانوا أغبياء"، لكن بايدن لم ينسب خطبته إلى
كاتب الخطابات البريطاني.
ثم ظهر بعد ذلك المزيد من الحالات التي قام فيها بايدن بسرقة أعمال رجل
آخر خلال حملته التي استمرت ثلاثة أشهر، ما أدى في النهاية إلى تدمير أي
فرصة جدية كانت لديه للفوز بالترشيح.
وتناولت المجلة ادعاءات بايدن بإنجازاته العلمية أثناء دراسته بكلية
الحقوق وأنه الوحيد الذي حصل على منحة دراسة كاملة في صفه وأنه كان الأول
على دفعته ولكن كل ذلك اتضح بعد ذلك انه غير صحيح.
وأشارت المجلة إلى أن ميله للمبالغة والكذب بشكل صارخ بشأن إنجازاته
الأكاديمية جعل الناخبين يبتعدون عن حملته الرئاسية، لأنه لم يكن كفؤا لقول
الحقيقة أو إدارة دولة.
بعد أن تلقت حملة بايدن صفعة قوية بسبب أخطائه وسقطاته، انسحب من السباق في سبتمبر 1987، وتم اطلاق النكات على الفضيحة بأكملها.
ومع ذلك، فقد شغل منصب نائب الرئيس في ظل إدارة الرئيس السابق باراك
أوباما لمدة ثماني سنوات، وربما كان بذلك يجهز نفسه عن غير قصد لخوضه
الانتخابات الرئاسية لعام 2020 بهيكل سياسي أكثر رسوخا وقوة لغرض ترشيحه -
لإقصاء الرئيس الحالي دونالد ترامب من المنصب ومساعدة البلاد على الخروج من
جائحة فيروس كورونا.