أكد الرؤساء السابقون للحكومات اللبنانية سعد الحريري وتمام سلام ونجيب
ميقاتي وفؤاد السنيورة، أن المبادرة التي طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل
ماكرون في شأن لبنان، تمثل فرصة مهمة يجب تحفيزها عبر الإسراع في تشكيل
الحكومة الجديدة، وذلك لإبعاد لبنان عن الانهيار والفتن والشرور المحدقة
به.
وقال الرؤساء السابقون للحكومات اللبنانية - في بيان عقب اجتماع لهم - إن
فرنسا التي استشعر رئيسها حجم الأخطار المحدقة بلبنان، بادرت إلى تقديم
الدعم والمساعدة وإطلاق مبادرة سياسية متكاملة للحل، تُرجمت بتكليف الدكتور
مصطفى أديب لتأليف حكومة وفق تفويض محدد بالشكل والمضمون، وينبغي العمل
على إنجاحها.
وحض الرؤساء الأربعة للحكومات اللبنانية السابقة، رئيس الوزراء المكلف
مصطفى أديب على "التمسك بصلاحياته كاملة في ما يتعلق بتأليف الحكومة في
أسرع وقت ممكن، بالتشاور مع رئيس الجمهورية ميشال عون، وتحت سقف القواعد
المنصوص عنها في الدستور.
وتواجه عملية تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة عقبة كبيرة تتمثل في إصرار
الثنائي الشيعي (حركة أمل وحزب الله) على الاحتفاظ بوزارة المالية في
الحكومة التي كُلف مصطفى أديب بترؤسها وتشكيلها، وذلك عبر تسمية الثنائي
للوزير الذي سيشغل الحقيبة، إلى جانب المشاركة في تسمية ممثليهما في
الحكومة من خلال تقديم لائحة أسماء لـ "أديب" ليختار منها وزراء الطائفة
الشيعية.
وفي المقابل، يتمسك رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب بمبدأ "المداورة" في
الحقائب السيادية والأساسية والخدمية بين مختلف الطوائف، إلى جانب تشكيل
حكومة مصغرة من الاختصاصيين (الخبراء) المستقلين عن القوى والتيارات
والأحزاب السياسية.
وكان القادة والزعماء السياسيون اللبنانيون تعهدوا - أمام الرئيس الفرنسي
إيمانويل ماكرون الذي زار بيروت أول شهر سبتمبر الحالي - أن تتشكل الحكومة
الجديدة للبلاد برئاسة "أديب" في غضون فترة وجيزة لا تتجاوز 15 يوما، وأن
تتألف هذه الحكومة من وزراء يتسمون بالكفاءة، وأن تحظى بدعم كافة القوى
السياسية اللبنانية، إلى جانب موافقتهم على "خريطة الطريق" الفرنسية
المقترحة لإنقاذ لبنان والتي تتضمن المداورة في كافة الوزارات وعدم استئثار
أي طائفة بأي حقيبة وزارية.