الأربعاء 5 يونيو 2024

في ذكرى رحيلها.. سر معركة كاريوكا مع صباح بسبب خطف زوجها!

كنوزنا20-9-2020 | 21:18

كان للصحافة الفنية قديما شأن كبير بين نجوم وعمالقة الفن، ومن خلال الوثائق نثبت دور مجلة الكواكب في رصد الحقائق من خلال جنوح نجوم الفن إليها والاستعانة بها لتوضيح الحقائق وتكذيب الشائعات، بل ولتكون أيضا حمامة السلام التي تسجل بالكلمة والصورة نهاية المشاحنات وتصفية رواسب سوء الفهم بين نجوم الفن.

 

في نهاية أغسطس 1958 انطلقت شائعة وضعت نجمتين كبيرتين في صراع كبير وهما تحية كاريوكا التي تمر ذكرى رحيلها اليوم والفنانة صباح ، ودارت الشائعة على شكل همسات كالنار في الهشيم بأن صباح أحبت زوج تحية كاريوكا وتنوي الزواج منه بعد انفصاله عن كاريوكا .. ويعرف الجميع طباع كاريوكا الحادة، فهي لا تتحكم في نفسها وقت الغضب، وأكدت الشائعة أن كاريوكا بعدما عرفت العلاقة اتصلت بصباح لتكيل لها الشتائم والسباب في الهاتف وتحذرها أن تبتعد عن زوجها.

 

بدأت الوقائع تتضح على لسان مجدي فهمي رئيس تحرير الكواكب في عدد 2 سبتمبر 1958، عندما أكد فهمي أن الخبر انطلق كالصاروخ وتوهج ثم تحول إلى حفنة من رماد، وأضاف أن بعض المجلات الفنية نشرت الخبر بطريقة تحتمل النفي والإثبات في آن واحد، ولم يشأ أن يتصل فهمي بأي من الطرفين ـ كاريوكا وصباح ـ لمعرفة الحقيقة التي عرفها بصراحة لكن دون تأكيد.

 

في أحد الأماكن التي تجمع نجوم الفن جلس مجدي فهمي ليرى تحية كاريوكا وزوجها الدكتور حسن حسني قد قاما للرقص على أغنية رقيقة وقد التصق خدها بخده، واحتوت يده يداها كأنهما عروسان في شهر العسل، والتفتت تحية إلى فهمي ثم حيته هي وزوجها تحية من القلب، وهنا تأكد فهمي من حسن العلاقة بينهما فبدأ البحث عن علاقة الرجل بصباح، واتصل بها وكانت في أحد الفنادق الكبرى، وسألها عن الخبر فقالت بصوت مضطرب أن الأمر مجرد سيناريو لقصة خيالية، وقالت له إن كنت تشك في كلامي فتعال لترى بعينيك.

 

وصل فهمي إلى مقر صباح واصطحب معه مصورا، وبعد حديث عابر لمدة دقائق وصلت تحية كاريوكا في سيارتها، وكانت ترتدي بلوزة وبنطلون واستقبلت صباح بقبلة، ثم جلست وكان في يدها الكثير من الأوراق المكتوبة على الآلة الكاتبة، ووصفها فهمي بطيبة القلب سريعة الغضب، وسألها ماذا تحملين ؟ فأجابت : تكذيبات بالجملة .. وقالت أنها أرسلت نسخة لكل الصحف والمجلات لتكذيب ما أشيع عن زوجها وصباح.

 

اتضح الأمر جليا بأن صباح طلبت مجدي فهمي لتكون الكواكب شاهدة على الحدث، واستدعت صباح كاريوكا لتكتمل الصورة بصفاء القلوب بين طرفي النزاع، فقد أكدت كاريوكا في اللقاء أنها ليست سيدة ساذجة حتى تعترضها من تخطف زوجها ، وأن من لها خبرتها وتجاربها لا يمكن أن تخدعها صديقة أو زوج، وأضافت إن علاقة صباح بزوجها ماهي إلا علاقة الأشقاء، ولا يضير كاريوكا التي تعلم أن صباح تجتاز ظروف عصيبة أن تراها وهي تراقص زوجها أو تجلس معه ، وهي تثق في إخلاصها كما تثق في صدق وأخلاق زوجها.

 

أكدت كاريوكا أنها لم تتلق اتصالا من بائع كازوزة أو بائع ذرة ليخبرها بأن زوجها التقى صباح ويراقصها، لأن تليفونها في القاهرة سري، وقالت أنها لم تتصل بصباح لكي تسبها أو تشتمها، بل طلبت منها أن تعير سائقها لزوجها ليعود إلى القاهرة لأنه لا يميل إلى قيادة السيارات .. وتنهدت كاريوكا وقالت أن صباح صديقتها وستظل كذلك ، وعلى الذين يريدون الصيد في الماء العكر أن يبتعدون عن بحرنا.

 

أما صباح فقد تكلمت بثقة بعدما سمعت كلام كاريوكا، وقالت أن الغرض من نشر تلك القصة في الصحف هو الانتقام ، فالمحرك هو شخص تعرفه حاول فرض حبه عليها ورفضته ، وأطبقت عينيها كأنما تمنع دمعة من التدفق وقالت أنها ليست المرة الأولى التي تواجه فيها ظلما، وهي تعلم أن عدالة الله أقوى من حكم البشر.. وأكدت أن علاقتها بالفنان عبد الحليم حافظ لا تتعدى حدود الزمالة والأخوة، وأن المخرج عز الدين ذو الفقار مثال للمخرج الفنان، الذي لا يخلط بين عمله وقلبه ، وأن ما أشيع ونشر يستهدف إيذاءها في عملها وسمعتها.

 

غادر فهمي المكان بعد أن وقفت صباح بجانب كاريوكا لتلتقط عدسة الكواكب الصور التي تدل على صفاء النفوس بينهما ولينتهي هذا الفصل ويسدل عليه الستار .