كشفت بيانات اقتصادية صادرة اليوم الأربعاء عن انكماش أداء الاقتصاد الأمريكي في الربع الثاني من العام الجاري بوتيرة أقل من التقديرات ولكنها لا تزال أسوأ أداء في تاريخ الولايات المتحدة، حسب ما نقلته شبكة "سي إن بي سي" الإخبارية.
ووفقا للقراءة النهائية لبيانات وزارة التجارة الأمريكية، تراجع الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة 31.4% على أساس سنوي في الفترة ما بين أبريل ويونيو، بدلا من التقدير السابق الذي أشار إلى احتمالية انكماشه بنحو 31.7%.
كما تم تعديل بيانات إنفاق المستهلكين الأمريكيين "الذي يشكل حوالي ثلثي الاقتصاد" لتظهر تراجعه بنسبة 33.2% في الربع الثاني، أي أقل من نسبة الانخفاض المقدرة عند 34.1% في القراءة السابقة، كما أشارت البيانات لهبوط مؤشر الخدمات ليصل إلي 41.8%.
وأظهر التقرير الجديد انخفاضا أكبر بثلاث مرات من أكبر قياس مسجل، عندما تم تسجيل انخفاض بنسبة 10% في الربع الأول من عام 1958 عندما كان دوايت أيزنهاور رئيسا.
ويرى الاقتصاديون أن الاقتصاد سيتوسع بمعدل سنوي يبلغ 30% في الربع الحالي، حيث أعيد فتح الأعمال وعاد ملايين الأشخاص إلى العمل، وهو ما سيؤدي إلى تحطيم الرقم القياسي القديم لزيادة الناتج المحلي الإجمالي ربع السنوي، بزيادة قدرها 16.7% في الربع الأول من عام 1950 عندما كان هاري ترومان رئيسا.
ولن تنشر الحكومة تقرير الناتج المحلي الإجمالي للفترة من يوليو إلى سبتمبر حتى 29 أكتوبر، أي قبل خمسة أيام فقط من الانتخابات الرئاسية، بينما يعول الرئيس "دونالد ترامب" على الانتعاش الاقتصادي لإقناع الناخبين بمنحه فترة ولاية ثانية.
وقال الاقتصاديون إن أي انتعاش من هذا القبيل هذا العام سيكون بعيد المنال، ويتوقع الاقتصاديون أن يتباطأ النمو بشكل كبير في الأشهر الثلاثة الأخيرة من هذا العام إلى معدل يقارب 4% ويمكن أن يسقط في حالة ركود إذا فشل الكونجرس في تمرير إجراء تحفيزي آخر، أو في حالة تفشي جديد لـ"كوفيد-19"، ويعاني الاقتصاد الأمريكي مع أزمة جائحة "كورونا" التي تجاوزت تداعياتها مستويات الأزمة العالمية مع عدم اكتشاف لقاح حتى الآن.