الثلاثاء 28 مايو 2024

اللواء باقي زكي يوسف.. مهندس هزم أسطورة «خط بارليف» بالمضخات المائية

تحقيقات7-10-2020 | 10:27

قبل 47 عاما، حطم الجيش المصري الأسطورة الإسرائيلية "الجيش الذي لا يقهر"، فنجحت القوات المسلحة في تحطيم التحصينات الدفاعية في خط بارليف، في 6 ساعات، والعبور إلى الضفة الشرقية لقناة السويس في ملحمة عسكرية سجلها التاريخ، ويحتفل الشعب المصري بذكراها.

وجاء تحطيم خط بالريف بفكرة بسيطة باستخدام مضخات المياه، وهي فكرة اقترحها مقدم مهندس- في ذلك الوقت- ساعدت على تحقيق النصر العظيم في أكتوبر 1973، وكان صاحب الفكرة هو اللواء باقي زكي يوسف، أحد أبطال حرب أكتوبر.

اللواء باقي زكي يوسف، من مواليد عام 1931، وكان رئيسا لفرع المركبات بالجيش الثالث الميداني أثناء حرب أكتوبر، ورحل عن عالمنا في يونيو 2018.

تدرجه الوظيفي

تخرج يوسف عام 1954 في قسم الميكانيكا بكلية الهندسة بجامعة عين شمس، وبعدها التحق بالكلية الحربية ضباط متخصصين ليصبح ضابطا مهندسا متخصصا فى ميكانيكا المحركات، وبعدها انتُدب للعمل في مشروع السد العالي في شهر مايو عام 1964، وهي المهمة التي منها توصل إلى فكرته بإحداث ثغرات في الساتر الترابي لخط بارليف، حيث كان شاهدا على عملية تجريف الرمال والأتربة في المشروع.

وبعد أزمة 1967 ألغى انتداب كل الضباط وعاد يوسف إلى القاهرة يوم 4 يونيو، حيث عين انضم لفرع المركبات في الفرقة 19 مشاة الميكانيكية وأصبح رئيسها برتبة مقدم، واستمر عمله كضابط مهندس في القوات المسلحة خلال الفترة من عام 1954 وحتى 1 يوليو 1984، قضى منها خمس سنوات برتبة لواء.

ومع الاستعداد لحرب أكتوبر منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتحديدا في أحد أيام يوليو عام 1969، وفي مقر الفرقة 19 التابعة للجيش الثالث، بإحدى ضواحى السويس، عقد قائد الفرقة اللواء سعد زغلول عبد الكريم اجتماعا لأركان القيادة والضباط لمناقشة كيفية التعامل مع خط بارليف.

كان أحد الحضور هو المقدم مهندس باقى زكى يوسف والذي كان وقتها مديرا للمركبات في الفرقة 19، وبعد نقاشات وآراء، بادر المقدم يوسف بطلب الكلمة، وأخذ يستعرض آلية التعامل مع الخط عبر سلاح بسيط ورخيص هو مياه قناة السويس، وضخها عبر خراطيم بمواصفات معينة لتقوم المياه المندفعة بتجريف الرمال فتتساقط على الطريق الشاطئي، وبعدها التعامل معه بديناميت لفتح الثغرات.

وهي الفكرة التي رغم بساطتها غيرت تاريخ البلاد ونجحت في تدمير أكبر ساتر ترابي في التاريخ، وكانت سببا في نجاح قوات الجيش المصري في عبور قناة السويس في السادس من أكتوبر عام 1973.

ماذا بعد عرض الفكرة؟

"مجرد ما أنهيت كلامي وجدت سكون في القاعة، لدرجة أني خوفت أكون خرفت"، هكذا وصف يوسف انطباعه بعد عرضه لفكرته في الاجتماع، في أحد حواراته الصحفية السابقة، وخلال 12 ساعة، ما بين الساعة 12 ليلا وقت انتهاء الاجتماع وحتى الساعة 12 ظهر اليوم، التالي كانت الفكرة وصلت لأعلى مستوى في القوات المسلحة، وفي أقل من أسبوع كانت وصلت للرئيس جمال عبد الناصر.

وعمل سلاح المهندسين على تطوير الفكرة في سرية تامة واستيراد المضخات والتدريب على استخدامها لتحقيق الهدف في أسرع وقت ممكن، وبالفعل نجحت القوات في عبور الضفة الشرقية للقناة في أقل من ست ساعات.

تكريمه

حصل يوسف على نوط الجمهورية العسكري من الدرجة الأولى من الرئيس أنور السادات في فبراير عام 1974 عن أعمال قتال استثنائية تدل على التضحية والشجاعة الفائقة في مواجهة العدو بميدان القتال في حرب أكتوبر 1973، كما حصل على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عام 1984 بمناسبة إحالته إلى التقاعد من القوات المسلحة.

وفي الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، الـ29 للقوات المسلحة، تحت عنوان "أكتوبر تواصل الأجيال"، كرم الرئيس عبدالفتاح السيسي، اسم البطل اللواء أركان حرب المهندس باقي زكي يوسف، وتسلمت درع التكريم  قرينة البطل الراحل.