عارض الناقد الدكتور محمود الضبع، أستاذ النقد الأدبي بجامعة قناة السويس، الصورة المسبقة المتداولة عن أمير الشعراء أحمد شوقي قائلًا: "خدعونا ونحن صغار بمعلومات متواضعة عن أمير الشعراء أحمد شوقي، منها أنه شاعر مصنوع نشأ وأخلص لخدمة بلاط الحكم، ولم تتجل شاعريته إلا في بعض قصائده بعد النفي، ولم يكن مرد هذه الخديعة لاختيارات مناهج التعليم المتواضعة والمبتسرة من شعر شوقي فقط، وإنما أيضا لغياب الوعي الفكري -إجمالا- بكيفية استثمار ما نملك من كنوز معرفية وتحويلها إلى معرفة متداولة "صناعة المعرفة".
وواصل "الضبع" في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم": "لم يكن مثلا كتاب شوقي ضيف – رحمه الله- هو الأفضل في التعريف بشوقي لطلاب وطالبات المرحلة الثانوية، وإنما كانت هناك كتب عديدة أقرب إلى قدرة الطلاب واستيعابهم، ومنها كتاب أبي شوقي "للابن حسين شوقي"، وكتاب شكيب أرسلان "شوقي أو أربعون عامًا من الصداقة"، وغيرهما من كتب تجمع بين السرد الشيق والمعرفة والإحاطة به.
وأضاف أستاذ النقد الأدبي: "اليوم بعد ما يقرب من مائة عام على رحيله (ثمانية وثمانين عامًا) ما زلنا نجد اهتماما عربيًا وعالميًا بتجربته الواسعة والثرية التي تنوعت بين القصائد "في أغراض مختلفة"، والنصوص المسرحية "الشعرية والنثرية"، وشعر الأطفال "بتنويعاته الرفيعة"، وما يعالجه محتواها من قضايا وشواغل الفكر العربي التي لا تزال محل عناية حتى يومنا هذا،
فهل ينتبه الوعي لأهمية إعادة إنتاج شوقي، وتحقيق نتاجه لحذف ما ألصق به من قصائد ليست له، والتفكير في إنتاجه بمفهوم "صناعة المحتوى" لإنتاج أعمال فنية عنه "أفلام سينما، وأفلام وثائقية.. إلخ"، والاحتفاء به معرفيًا وليس على سبيل الترويج الظاهري فقط؟
لعل وعسى!.