العطر يُفتـّش ُ
فى كلّ الأجواءْ...
عن جيـٍد يحمل فكرتَهُ
عن تلك " المرأة الاستـثـناءْ "
عن تلك البنتِ
الشـّعر .. الحُبّ.. الفكر ِ ...العاطفةِ .. الإغراءْ..
العِطـْر يفـُـتـّش عن بنتٍ..
تنثرهُ فوق ملابسها فى كلّ مساءْ
أو يترك "
بِـلـْـيَتـَهُ الدوّارة َ " تلمسُ
جـِلْدَ يديها..باستحياء
أو
يدخل فى شهقة عشق ٍ...
ستكون
الفرصة َ كى يسكـُن َ صدر العذراءْ.
العطر
يفـّتش فى كل الأجواءْ
ذاك
المغرور الغربىّ الإيحاءْ
ذاك
المجنون الشرقىُّ الأهواءْ
السّاكن
فى قارورته
تلك
المكتوبِ عليها :
" لم
تصنع من أجل الفقراءْ "
تلك
المنسوجة كالسجن الذهبىّ لعصفورٍ لا يحيا إلا في أحضان سماءْ
العطر
يغنّى أنشودَتَه .. و يتمتمْ:
( إنى
ذاك المارد أبحث عن فاتنةٍ تخرجنى من ذاك القُمقمْ)
تأمرنى...
فأغيّر
ألوان الأشياء
تنثرنى
ما
بين رداءٍ و رداءْ
تدعونى...
فأحقـّق
كلّ الأحلام الورديّة.. و الذهبيّة .. و الحمراء
تتباهى..
حين
ألامسُ معِصَمَها
وأقول
قصيداً للفستان الماسىّ الأضواءْ.
العطر
يفتـّشُ عن بنتٍ
تجعله
يقطرُ كالدمع
من
ظلمة علبته المُتْقَـنة الصنعْ
و
تحرّره...
و
تعلـّمه..
كيف
يكون الليل جميلا ً
فى
صحبة دمع ٍ .. و لقاءْ.
العطر
يفتّش فى كل الأجواءْ
ويسافر
فى علب الأبنوس .. يبدّل آلافَ الأسماءْ
ويقول
الشّعرَ كعادِتِه
والعطر
تعوّد – حين يقولُ- على الإصغاءْ
ويعود
بنفس أناقتِهِ
يستلقى
فوق أريكتـِـهِ...
يلقى
خاتمه الماسىّ...
يخلع
حُلـّته السّوداءْ
يبكى
مهموماً ويتمتمْ:
"
العطر يموت بدون نساءْ
العطر
يموت بدون نساءْ ".