عقد
المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة الكاتب الصحفي الكبير كرم جبر ورشة نقاشية
حول "الإعلام البيئي وأهميته المجتمعية"، بحضور الدكتورة ياسمين فؤاد
وزيرة البيئة، وأدار الورشة الإعلامية رانيا هاشم عضو المجلس رئيسة لجنة تقارير
الحالة الإعلامية، وحضور أعضاء المجلس الأعلى ورؤساء تحرير الصحف والإعلاميين.
ناقشت ورقة عمل الجلسة النقاشية ما تشهده الكرة
الأرضية من مشاكل بيئية خطيرة كان لها أخطر الأثر على حياة الإنسان والنبات والحيوان،
وتفاقم هذه المشاكل البيئية مع تطور الزمن، الأمر الذى دعى إلى ضرورة إيجاد وسيلة
للتعريف بها كخطوة أولى لمواجهتها.
وباعتبار
أن الإعلام البيئى إحدى الوسائل والطرق الفعالة للتعريف بهذه المشكلة، وتوعية
الجمهور بآثارها المدمرة، كانت الدعوة لتبنى سلوكيات جديدة وسليمة تجاه البيئة
التى يعيش ويتفاعل معها يومياً، حتى يكون شريكاً واعياً وأساسياً فى حل هذه
المشكلة التي من المفترض أن يسعى لحلها وتلافى تفاقمها، خاصة أن الإعلام البيئى يعد
ظاهرة حديثة نسبياً ضمن أنواع الإعلام، لكن المؤشرات تتجه نحو الإيجابية فى التوجه
للاهتمام به.
وقد
دعت الحاجة إلى المزيد من الاهتمام بالإعلام البيئى، نظرا لأن وسائل الإعلام
المطبوعة والمسموعة والمرئية والإلكترونية،
لا تمنح الحيز المناسب للمواضيع البيئية الذى توازيها من الأهمية، وعدم اعتبارها أولوية
لطغيان المحتوى السياسى والاقتصادى، والميل نحو الترفيه والفن والرياضة، ما يلفت
الانتباه إلى أن معظم ما ينشر فى الإعلام يتركز فى نقل مبادرات وندوات وورش عمل، ثم
يغيب بمجرد أن ينفض المؤتمر.
كان الهدف من هذه الجلسة النقاشية التوصل
لتوصيات محددة، تكون نواة لأسلوب وشكل جديد في التعامل المستقبلى مع قضايا البيئة
فى الإعلام، وتكون انطلاقة لشكل إعلامى جديد يهتم بقضايا البيئة، ويبدأ فى تقديم
حلول، ويشارك ويبادر كونه شريكا في المسئولية، وبذلك نكون قدمنا إعلاماً بيئيا له
صدى حقيقى عند المواطن، ودور فعال فى خدمة قضايا وطنه.
وكانت محاور النقاش المقترحة تدور حول:
1- التعريف بالإعلام البيئى
هو
الإعلام الذى يسعى إلى تحقيق أغراض حماية البيئة من خلال خطة إعلامية موضوعة على
أسس علمية تُستخدم فيها كافة وسائل الإعلام، وتخاطب مجموعة بعينها أو عدة مجموعات
مستهدفة، ويعتبر أداة تعمل على توضيح المفاهيم البيئية ونشر الثقافة البيئية وفهم
الظروف المحيطة.
2- أهمية الإعلام البيئى
تزداد حاجة المجتمعات بشكل عام إلى الإعلام
البيئى والتوعية به وبأهميته لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهذه الحاجة تزداد
إلحاحاً عند ظهور مشكلات بيئية من شأنها إعاقة تحقيق هذه المشروعات التنموية مثل :
التلوث وإنتشار الأوبئة وتفشى الآفات.... وتكون الحاجة إلى دور الإعلام البيئى
أعمق وأشمل عند وضع الإستراتيجيات والقرارات السياسية والتجارية والتشريعات
المختلفة.
3- أهداف الإعلام البيئى
يهدف الإعلام البيئى بشكل رئيس
إلى تنمية الوعى والمسئولية البيئية لدى الجمهور، وتوجيه سلوكهم وأنشطتهم للحفاظ
على البيئة وحل المشكلات التى تهدد السلامة البيئية لمجتمعاتهم، و تدريب الفرد على
ضرورة تحقيق التوازن المطلوب بين مصالحه وأنشطته من جهة، وضرورة الحفاظ على سلامة
البيئة وعناصرها من جهة أخرى، بهدف تحقيق تنمية مستدامة حالية ومستقبلية.
4- تأهيل الإعلاميين على العمل فى مجال الإعلام
البيئى
ولكى
يؤدى الإعلام البيئى دوره، لابد من تواجد كوادر إعلامية مؤهلة تدرك عمق قضايا
البيئة و خطورتها وكيفية التعامل معها، ولذا يجدر بالإعلامى الذى سيتبنى الحديث عن
هذه القضايا أن يتحلى بثقافة بيئية وعلمية
وتراثية واسعه، ليكون عمله مؤثراً وفاعلاً وليس مجرد ناقل للأخبار، وأن يعرف
القضايا والمشكلات البيئية المعاصرة مثل : الإحتباس الحرارى،والتلوث بكل أشكاله
وصوره، وثقب الأوزون، وإنقراض الانواع والتضخم السكانى والإستيلاء على الأراضى
الزراعية، وألا يقتصر فى عرضه على التنويه بالمشكلات الموجودة فقط، ولكن طرح حلول
لها ونشر ثقافة المشاركة الإيجابية بين جمهوره لحل هذه القضايا.
5- محددات
ومعايير الإعلام البيئى
تشمل المحددات الإعلامية لتناول قضايا البيئة ما يلى :
-
تحديد الهدف من العملية الإعلامية،
والجمهور المستهدف، والوسيلة الإعلامية المناسبة ، والقائم بالإتصال، توفير
المعلومات والحقائق والأراء وضرورة ربطها بالإهتمامات المباشرة للجمهور.
تشمل معايير المعالجة الإعلامية لقضايا البيئة
:
-
الشمول والتكامل فى المعالجة والتغطية بالقضية، وعرض النماذج الإيجابية
وعدم الإكتفاء بالسلبيات فقط.
6- العقبات
التى تواجه الإعلام البيئى
لا نبالغ إذا قلنا إن الإعلام البيئى ما يزال
غريباً عن الساحة الإعلامية، وغالباً ما يرجع ذلك إلى كون الإعلام البيئى قد ولد
متأخراً مقارنةً بغيره من الأنماط الإعلامية الأخرى... ومن أهم العقبات التى
يواجهها :
-
غياب الكوادر الإعلامية المؤهلة
والقادرة على تناول البيئة ومشكلاتها.
-
عدم
إلتحاق الإعلاميين بدورات تدريبية متطورة فى مجال البيئة.
-
قلة
برامج توعية الجمهور بكيفية حماية البيئة.
-
إرتفاع تكلفة إعداد البرامج ذات المستوى
والتأثير الجيد.
-
غياب التشجيع
من قبل المؤسسات الإعلامية للصحفيين للخوض فى مجال البيئة.
7- متطلبات
الإعلام البيئى فى المرحلة القادمة
-
تجاوز إثارة الموضوعات المتعلقة
بأكوام النفايات ومجارى الصرف الصحى والبناء العشوائى الى مجالات الحياة كلها، فهو
معنى بكل الأحداث المعاصرة، فله مثلاً دوراً
بارزاً في تنشيط السياحة البيئة والترويج لها محلياً وعالمياً.
-
ينبغى على الإعلام أن يقوم بتعريف
أبرز القضايا والمشكلات البيئية، وكيفية شرحها بصورة مبسطة، تجعل المواطن يهتم
بالبيئة بإعتبارها جزء من حياته وسبب إستمرارها.
-
ينبغى على الإعلام البيئى أن يعرف أيضا كيف يُبسّط
المصطلحات البيئية، ويشرحها بأسلوب سهل، وأن يوسع من دائرة تواجده الإعلامى ليشمل التواصل
المباشر، ومواقع التواصل الإجتماعى بتنويهات لافتة للإنتباه، هذا بالإضافة الى
وسائل التواصل غير المباشر المتمثلة في الصحافة المرئية والمقروئة والمسموعة .
-
تدريب الإعلاميين والصحفيين
على المعالجة الفعالة للقضايا البيئية ومساعدتهم فى بناء وتطوير قدراتهم.
-
إلزام وسائل الإعلام عبر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بمنح مساحة إعلامية
كافية للحديث عن البيئة وقضاياها ، ومساعدة
الوسائل فى تطوير كوادرها فى مجال الإعلام
البيئى.
-
التعاون مع الجمعيات غير الحكومية ذات الصلة بالشأن البيئى.