الإثنين 3 يونيو 2024

أنطونيو الجميل.. ضمن منشورات المتوسط

أخبار23-10-2020 | 13:22

صدرت عن منشورات المتوسط – إيطاليا، رواية أنطونيو الجميل للروائي والشاعر وكاتب السيناريو الإيطالي ڨيتالينو برانكاتي، الكاتبُ الذي عرف عنه أنه بدأ الكتابة في سنّ مبكِّرة وألّف ستّة كُتب قبل سن 25 عاماً، وهوَ المتأثر بمُثل الفاشية في بداياته، المتبرِّئ منها لاحقاً.


وصفَه ألبيرتو مورافيا، قائلاً: "برانكاتي من أولئك الرجال القلائل الذين وُهبوا القدرة على خلق كيفيات إحساس جديدة وأصلية، وأصوات لن يقهرها صمت الزمن". ترجمت الرواية عن الإيطالية المترجمة المصرية القديرة وفاء عبد الرءوف البيه، الأستاذة الجامعية والأكاديمية المتخصّصة في الأدب الإيطالي الحديث، والتي ترجمت أعمالاً عديدة، من مثل: "المسيح توقف عند إيبولي" لكارلو ليف، و"الكتب الممنوعة" لماريو إنفليزي.


تدور أحداث رواية "أنطونيو الجميل" في مدينة كتانيا الصقلية، المدينة التي تبدو فاشية حتَّى النُّخاع، حيثُ لا صوت يعلو على صوت إثبات الرجل فحولته عمليّاً مع المرأة. يتحوّل أنطونيو الذي كان الشَّاب الجميل، الذي طالما كان محطّاً لوَلَه النساء، وحسد الرجال، وطالما رُوِيَتْ عنه حكايات الغرام؛ فريسةً لنظرة المجتمع المنتقدة بلا هوادة، بعد أن يُكتشفَ عجزه الجنسي. وهكذا تصبح، أيضاً، عائلته، التي تستقبل تصريح والد الزوجة باربرا، بأن ابنته ظلَّت عذراء كما خرجت من منزله، وطلبه اعتبار الزواج كأنه لم يكن؛ ككارثة حقيقية. ليأتي إذعان الزوجة لرغبة أُسرتها، وزواجها بعد الطلاق بآخرٍ أكثر ثراء ونفوذاً، ليزيدَ من أزمة أنطونيو!


تعتبر هذه الرواية واحدة من الروايات المؤسسة في الأدب الإيطالي والتي صدرت في أوج حركة "الواقعية الجديدة"، التي كُرِّسَت رواياتها لتجربة كُتَّابها الشَّخصيَّة ومُعاناتهم تحت حُكْم الفاشية، إلَّا أن رواية برانكاتي تسيطر فيها نزعة الزّهوّ الذكوري على أُفق الفاشية التَّاريخيِّ والإيديولوجي بشكل مباشر، حين تنتقل نظرة برانكاتي من الحياة العائلية إلى الحياة العامَّة، من منازل البرجوازيِّيْن إلى مراكز النفوذ السِّياسيِّ، ومن المشاعر والرغبات الشَّخصيَّة إلى التاريخ الإيطالي والأوروبي بين عامَي 1930 و1943.


حصلت هذه الرواية على جائزة باغوت 1950، ونُقلت إلى واحد من روائع السينما الإيطالية 1960 بإخراج ماورو بولونيني. ورواية "أنطونيو الجميل" هي واسطة العقد في ثلاثية ڨيتالينو برانكاتي الشهيرة، التي تتألَّف، أيضاً، من "دون جوفاني في صقلية" و"باولو الساخن". (تصدران تباعاً عن منشورات المتوسط).


وكانت ترجمة رواية "أنطونيو الجميل" قد صدرت عن دار شرقيات عام 2011 وتصدر الآن عن المتوسط، في طبعة جديدة بـ304 صفحات من القطع الوسط وبتجليد فني فاخر، وذلك بعد مراجعتها وتنقيحها والتقديم لها، كما قام بتحريرها الناقد والكاتب السوري المعروف خضر الأغا.