لم يكن افتتاح مبنى دار أوبرا دمنهور فى ٧ مايو ٢٠٠٩ هو افتتاح لمبنى عريق بقدر ما هو تدشين لمرحلة ثقافية وفنية جديدة بالبحيرة تشع بنورها على المنطقة بأكملها بعدما طوتها صفحة النسيان لأعوام كثيرة مضت . على الرغم من كثرة مبدعيها وعلمائها الذين شرفوا مصر فى جميع المجالات . بدأت أولى فعاليات دار أوبرا دمنهور بعد الافتتاح بالفنان هانى شاكر الذى أحيا حفلا مميزاً بمصاحبة فرقة عبد الحليم نويرة للموسيقى العربية . 

واستضافت دار أوبرا دمنهور العديد من نجوم الفن فى مصر والوطن العربى منهم " على الحجار ، دينا الوديدى ، فؤاد زبادى ، غادة رجب ، غالية بن على ، لطفى بوشناق ، صفوان بهلوان ، نادية مصطفى ، جهاد عقل ، خالد سليم ، محمد الحلو ، مدحت صالح ومؤخراً النجم اللبنانى وائل جسار بحفلات ومهرجانات الموسيقى العربية المختلفة التابعة لدار الأوبرا المصرية والعديد من الحفلات الخاصة بالتعاون مع العديد من الجهات والمؤسسات المعنية بالعمل الثقافى . وكذلك الأوبريت الدينى " فى سيرة الحبيب " للفنان أشرف عبدالغفور والمنشد الشهير أحمد الكحلاوى . كما قدمت دار أوبرا دمنهور ضمن فعاليتها الفنية المتميزة برنامج شهرى لنادى السينما يعرض به أهم الأفلام والأعمال السينمائية الشهيرة العربية والعالمية بالمجان بتحليل ومناقشة مجموعة من النقاد السينمائيين بالتعاون مع المركز القومى للسينما . بالإضافة إلى نادى فنون الأوبرا والذى يعرض بشكل شهرى لتقديم عروض الأوبرا والباليه والرقص المسرحي الحديث بشكل فيديو وشرحها من خلال محاورة نجوم الأوبرا من نقاد وفنانين لتنمية تذوق فنون الجامعات والمدارس . 

كما نظمت دار أوبرا دمنهور المهرجان الدولى للفولكلور للعام السابع على التوالي بمقترح وفكرة من الأستاذ محمد ظريف مدير أوبرا دمنهور وبتوجيهات من معالى وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم وبدعم من العلاقات الثقافية الخارجية فى استقطاب الفرق المشاركة بالمهرجان فى دوراته المختلفة . وهو مهرجان دولى فنى ثقافى تأسس عام ٢٠١٣ ويقام سنوياً بمشاركة العديد من الفرق العربية والأجنبية من شتى دول العالم منها ( إندونيسا ، الهند ، السودان ، لبنان ، اليونان ، تايلاند ، فلسطين ، سيريلانكا ، الصين ، الجزائر ، تركمنستان ، كازاخستان ، الأردن ، نيجيريا ، جورجيا ، البرازيل ، فرقة رضا ، فرقة النيل للآلات الشعبية ، فرقة الأقصر ، فرقة البحيرة للفنون الشعبية ، فرقة سوهاج للفنون الشعبية ، فرقة التنورة التراثية ، فرقة فرسان الشرق ، بلغاريا ، الإمارات ، العراق ، فرقة أسوان لذوى الاحتياجات الخاصة ، حلايب وشلاتين للفنون الشعبية ، رومانيا ) حيث تهدف لتقديم الفولكلور والتراث الشعبي والثقافي الذى يعبر عن ثقافات الشعوب والحفاظ على هويتها من الاندثار واستقرت إدارة الأوبرا على تحديد ميعاد ثابت وسنوى للمهرجان ليكون أول شهر أبريل من كل عام  كما قدمت دار الأوبرا المصرية بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة بمسرح دار أوبرا دمنهور العديد من الندوات والأمسيات الثقافية الهامة والتى لاقت قبولا جماهيريا كبيرا حيث تطرقت لموضوعات منوعة باستضافة مجموعة كبيرة من المعنيين بالعمل الثقافي وباقة من أشهر الأدباء والمفكرين منها أمسية مميزة بعنوان " صناع حرب أكتوبر " حيث جاءت ضمن احتفالات وزارة الثقافة بانتصارات أكتوبر المجيدة فى جميع محافظات مصر استضافت بها مجموعة من أبطال حرب أكتوبر وحرب الاستنذاف على رأسهم اللواء / محمد نبيه محمد مكرم أول ضابط مصرى يسقط طائرة فانتوم إسرائيلية والحاصل على نوط الشجاعة والواجب من الدرجة الأولى بعد حرب أكتوبر من السيد رئيس الجمهورية . بالإضافة إلى مجموعة من مثقفى وأبناء البحيرة .

 ولم تنس دار أوبرا دمنهور دورها الريادى والتنويرى فى اكتشاف المواهب الشابة من إقليم البحيرة والأقاليم المجاورة عن طريق مركز تنمية المواهب والذى يسعى بدوره لاكتشاف واستقطاب الأصوات والمواهب الفنية المتعددة وإصقالها وتدريبها لإخراج براعم فنية مدربة تحت أيدى أساتذة متخصصين من دار الأوبرا المصرية . حيث تنوعت الأنشطة الفنية داخل المركز من تدريب ( غناء عربى وموشحات - إنشاد دينى ومقامات موسيقية - باليه - بيانو - جيتار - كمان - عود - رسم ومشغولات فنية ) . لاقت قبول جماهيرى غير مسبوق . وتستمر دار أوبرا دمنهور فى عطائها الفنى والثقافى كأكبر قلعة من قلاع الثقافة بإقليم البحيرة وأحد أهم مصادر إنتاج الفن والثقافة.