الإثنين 30 سبتمبر 2024

«الحرب فى أسبوعين»

29-10-2020 | 11:28

قل ما شئت بكل إكبار وتقدير عن التخطيط المحكم والتدبير المحكم والكتمان المحكم قبل «العبور فى ٦ أكتوبر سنة ١٩٧٣.. وقل ما شئت - بكل إكبار وتقدير - عن المعجزة «الفنية العسكرية" فى «عبور القناة" فى لمح البصر!.

وقل ما شئت - بكل إكبار وتقدير - عن تحطيم «خط بارليف" فى لمح البصر!.

وقل ما شئت عن الزحف فى أرضنا الطاهرة - سيناء - وعن المعارك الضارية التى لم يسبق لها نظير فى حروب العالم فى عدد الدبابات - والطائرات - والابتكارات السلاحية الحديثة.

وقل ما شئت - بكل إكبار وتقدير - عن أن معاهد العلم الحربى والفني الحربى قد تعلمت دروسا جديدة فيها الظاهر وفيها الخفي الذى لا يزال لغزا من الألغاز !..

وقل ما شئت - بكل إكبار وتقدير - عن بطولة أبطالنا قادة - وضباطا - وجنودا - فى البر والجو والبحر !..

وقل ما شئت - بكل إكبار وتقدير - عن تعبئة «الشعب واستنفار الشعب".

واسأل «التاريخ": من كان صاحب الفضل فى كل هذه «الغزوات"!؟ والجوب: مصر! نعم مصر !.

ثم قل ما شئت - بكل إكبار وتقدير - عن المفاجأة الكبرى وهى أن الدول العربية - جمعاء - قد بادرت - فى ساعات- بجيوشها وأسلحتها لتخوض المعركة جنبا إلى جنبا وقد كان ذلك - فيما مضى حلمًا من الأحلام - أو خاطرا من الخواطر - أو أملا من الآمال!.

وقل ما شئت - بكل إكبار وتقدير - كيف أقدمت الدول العربية - جمعاء - المنتجة «للبترول" أن تجرد سلاحها القاطع الماضى فتخفض نسبة الإنتاج من ٥فى المائة إلى ١٠فى المائة إلى ٢٠فى المائة ثم كيف أقدمت إقداما أخطر وهو قطع البترول وعدم تصديره إلى «الولايات المتحدة" بالذات! وإلى من يناصرون إسرائيل علانية أو خفية !.

وقل ما شئت - بكل إكبار وتقدير - عن خمس وعشرين دولة إفريقية قطعت علاقاتها مع إسرائيل وطردت بعثاتها شر طردة من بلادها..

وقل ما شئت - بكل إكبار وتقدير - عن دول «عدم الانحياز" التى تمثل أغلبية سكان العالم وقد انضمت بأسرها مؤيدة للعرب ومنددة لأمريكا وإسرائيل، وهكذا لم تجد «أوربا الغربية بداً من الانضمام ليتوافر «الإجماع"، ولتتوافر العزلة المطلقة لأمريكا وإسرائيل عن العالم أجمع!... واسأل من الذى حقق كل هذا؟ والجواب: «مصر" !.

فوق كل هذا، وما أكثره وأبلغه أن «مجلس الأمن" ظل أكثر من «ربع قرن" مكفنا فى قبره أو لحده، والذى ظلت إسرائيل تهزأ بقراراته الهزيلة الضعيفة الوهنانة إلى درجة أن تدوس هذه القرارات بالأقدام.. هذا المجلس، أو هذه الأداة العالمية الهامة، تحت ضغط هذا «الإجماع"، يبعث من قبره ويتحرك !! نعم «يتحرك" وينعقد بين يوم ويوم بل بين ساعة وساعة ثم يطوى جميع الدول الخمس الكبرى - ومنها الولايات المتحدة «بقرار إجماعى" آخر هو «وقف إطلاق النار"! ثم لا يكتفى هذا الذى بعث من قبره بذلك بل يبادر إلى إيفاد قوة الطوارئ الدولية تباعا إلى ميادين المعركة..

ثم قل ما شئت - بكل إكبار وتقدير - كيف أن التحاما خطيرا بين الدولتين الأعظم أوشك أن يفجر أدواته الجهنمية وأن يهدد العالم بالفناء !.

ثم اسأل من الذى حرك كل هذه القوى ؟؟ والجواب: «مصر"..

من كان يتصور أن «الولايات المتحدة" أقوى دولة فى العالم تحنى الرأس أمام هذه الوثبات وتقبل أن تجارى كل الدول الكبرى وغيرها وغيرها وترجو وتتوسل، ثم تحدث الثغرة بينها وبين حليفاتها فى «أوربا الغربية" وبالأخص «ألمانيا الغربية" وعلى أرضها ثلاثمائة ألف جندى أمريكى، وكيف أوشك أن يتشتت «حلف الأطلنطى"، وكيف أخذت الولايات المتحدة - وأوربا الغربية، تحسب ألف حساب لشتاء قارس على الأبواب بعد أن انقطع عنها البترول العربى أو انخفض إنتاجه للدرجة التى لا تعمر إلا شهرين اثنين ؟

دعك بعد كل هذه الأمجاد ومصر بالمفاجأة الكبرى فى ٦ أكتوبر سنة ١٩٧٣ إلى ٢٢ أكتوبر ١٩٧٣ وتعال معى، ومع العالم أجمع، نعترف من كل ضمائرنا بالفضل لصاحب الفضل - الرجل هبة الله ومنحة الله لمصر، الرجل الذى كان فى معركته السياسية والعسكرية يغامر ويهادن ويرخى العنان ويدفع بجنوده وأبطاله إلى الأمام سياسيًا محنكًا، وقائدا أعلى محنكًا.. هذا الرجل هو «محمد أنور السادات

دعاء صادر من كل القلوب أن يرعاه الله ويحفظه الله ويتم عليه نعمة التوفيق حتى النصر النهائي وهى أجل النعم.