السبت 30 نوفمبر 2024

أخرى

خطورة تحويلهم الإسلام من ديانة إلى قومية!

  • 2-11-2020 | 02:19
طباعة

"ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ ".

وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ".

صدق الله العظيم..

 

هذا ديننا الوسطى السمح، فاهدؤا واسموا وترفعوا.. هذه كلمتي لكل الغاضبين في الخارج والداخل للمنتسبين للإسلام، ويدافعون عن الإسلام بسبّ الدين للمتطاولين عليه، والدعوة للقتل والعنف والحرق والفوضى، ولا يقولون قولًا حسنًا، حتى فيمن تعرض لهم، الدين معاملة يا مسلمين، كما أمرنا رب العالمين، وأرشدنا خاتم المرسلين.

 

ولقد أكمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اللعبة، بحوار دعائي في قناة الإرهاب الكبرى "الجزيرة"، وكأنه يعتبرها لسان حال المسلمين حول العالم، ونافذتهم الخاصة، وهذا في حد ذاته تطور خطير، حيث يرى الغرب أن هؤلاء الإرهابيين من الإخوان وغيرهم من المتأسلمين، هم المسيطرون على المسلمين حول العالم، ولا سيطرة حقيقية للأزهر والجامعة الإسلامية ومنظمة العالم الإسلامي والسعودية على السنة، أو المرجعيات على الشيعة، ولذلك يتواصلون مع الإخوان كقوة محركة حتى فيما يتعلق بالشيعة، وهذا يؤكد الخطر القادم علينا، مع تزايد مؤشرات وصول بايدن البيت الأبيض، لكن هذا لا يعنى أن ترامب كان مقوضًا لهؤلاء الإرهابيين بشكل حاسم، فتركيا الإخوانية تمددت في عصره كثيرا!

 

وبالمناسبة، فإن المجلة الفرنسية المسيئة "شارل إبدو" تشتهر بالتطاول على الأديان والرموز الدينية المقدسة لدى البشر، وفي مقدمتهم الأنبياء موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام، وهناك رسومات كثيرة من هذه التطاولات، فاعرفوا حتى تقيموا بشكل صحيح كامل وهادئ ورصين، ولا يقود أحد من الأعداء غضبتكم على دينكم، بفضل احترافه تجارة للدين.

 

فأردوغان ورفاقه الإخوان المتأسلمين الإرهابيين، ألهبوا العالم الإسلامى بالتحريض على الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، الذي هاجم الإسلام بشكل مختل، في إطار التعامل مع الإسلام على أنه قومية لا ديانة، ورد عليه الأزهر الشريف بمنتهى الحكمة وقتها، ولم يظهر الخليفة الإخوانجى وقتها، بل استغل جريمة قتل المعلم الفرنسي المتطاول على الرسول، والتى جاءت تزامنا مع المولد النبوي الشريف، ونحن لا ندافع عن متطاول على الرسول الكريم "محمد" صلى الله عليه وسلم، لكن نرفض قتله، لأن هذه تعاليم رسولنا الحكيمة الرصينة السامية، فلقد عانى حبيبنا كثيرا من المختلفين معه من الكفار واليهود، وكان دائما مدافعا عنهم وحاميا لهم، وخيار القتال، كان الملجأ الاضطراري الأخير له.

 

شهدت، مظاهرات وممارسات في غاية العنف، لأشكال صعبة جدا حول العالم، ينسبون للإسلام المحمدى، لكنه بريء من هذه الممارسات العنيفة، وهذا ما أرصده في كتابي، الذي أعد له خلال الشهور الأخيرة، بعد اختمار الفكرة في دماغى، وعنوانه "الكارثة: عندما حولوا الإسلام من ديانة لقومية"، عن اختلاق نسخ مختلفة للإسلام في كل إقليم حول العالم، حسب ظروف المكان وتحدياته، لنقله من حيز الديانة لحيز القومية، وهذا ليس واضحا لدى الإسلام فقط، فهناك صور تعبيرية ليسوع المسيح، حول العالم، من الأسود الإفريقي للملون اللاتينى والهندى، والأصفر، والآري، وحتى الڤيكينجى، وغيرهم!

 

وكان واضحا هذا بتجلٍ كبير، في ظاهرة الدواعش، حيث يلعب التراث المختل دورا كبيرا جدا في هذه النسخ التى يتحول فيها الإسلام من ديانة لقومية، كما في عدة مناطق حول العالم، من القوقاز والبلقان والشيشان وجنوب شرق أسيا وأعماق إفريقيا وإيران وإلى أمريكا اللاتينية، وهناك نماذج متأسلمة تستغل هذه الأجواء المتشابكة، البعيدة عنها الإسلام المحمدى المستنير، خاصة مع اختلال منشأته واحتلالها بالإخوان والمتأسلمين من مصر لباكستان والسعودية، بخطط مخابراتية معادية طويلة الأجل، ظهر أثرها بقوة في تجميعات الدواعش من حول العالم في سوريا، وحربها البلقان التى كسوها بالدين، لإسقاط يوغوسلافيا، وبعدها ظهور ميلشيات المتمردين الإسلاميين في الفلبين، وكواليس معركة كشمير، وبعدهم بوكو حرام، وفي الخلفية صراعات الشرق الأوسط من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وسقوط العراق بتنويعاته الإسلامية المعقدة.

 

فلو راجعتم المسلمين في إيران وأسيا الوسطى وشرق الصين، تجدونهم يخلطون بين عيد النيروز وعيد الفطر، والمسلمون القوقازيون والكانتونات المتأسلمة في أوساط أوربا تلاحظ فيهم وفي غيرهم من مسلمى جنوب شرق آسيا الهندية، حسب أماكنهم على اتساعها، الميل للعنف بشكل بعيد عن الإسلام، ومن يصلون في المياه في أدغال إفريقيا، وينسبون للإسلام، وكل هذه الأنواع وغيرها تتراجع عندها كتب السيرة المستنيرة، والكتب التراثية الوسطية، وتبرز الكتب التى تميل للجدليات والإسرائيليات والميل للعنف بشكل أو آخر، بل والخرافات البعيدة عن الإسلام.

 

 ويطول البحث في كتابي الأكبر في هذا الإطار، لأن الأمثلة كثيرة، كما هؤلاء الذي يعتبرون تعدد الزوجات أساسا مفتوحا لا مشروطا، ويصورون الرسول الأمين بصور بعيدة عن السيرة، حتى أنهم يرسمونه بتصويرات مقاربة لتصويرات الحسين لدى الشيعة!، وأراجع كبار رجال الدين الإسلامي المستنيرين حول العالم في هذا البحث الأكبر، الذي أهديه لديني ووطني وعائلتي وأبنائي، في سبيل حربنا ضد تشويه الإسلام وتضييع الأوطان، من خلال المتأسلمين ومخابراتهم المعادية.

 

فلا تجعلوا الإرهابيون الخونة، هم من يبدون كمدافعين عن رسولنا الكريم، اعرفوا دينكم وآمنوا، إن الدين معاملة ومعرفة، لا بالاسم في البطاقة، عليك مسئولية تجاه الله تعالى ورسوله الأمين ووطنك، فتحملوها، وكل عام وأنتم بخير، بمناسبة مولد الحبيب المظلوم منا، قبل أن يكون مظلوما منهم!

    الاكثر قراءة