الأربعاء 27 نوفمبر 2024

تحقيقات

"الموجة الثانية من كورونا.. العالم يترقب الكابوس".. الأطباء: الفيروس يضعف مع طفراته اللاحقة وقد يختفي قبل المصل.. "تاريخيا" الموجة الثانية يمكن أن تكون أسوأ والفيروس باق معنا

  • 3-11-2020 | 00:30

طباعة

د. ماتيو باسيتي: الفيروس يضعف مع طفراته اللاحقة.. وقد يختفي قبل المصل! 

د. مايك رايان: التاريخ يقول إن الموجة الثانية يمكن أن تكون أسوأ .. والفيروس باق معنا!

د. مايك ريد: من المحتمل ارتفاع معدل الإصابات عندما يعود الأطفال إلى المدرسة

د. بارات بانخانيا: لا أتوقع اختفاء كورونا.. إلا إذا كان هناك لقاح ناجح وفعّال

 

مع تفاقم أزمة فيروس كورونا المستجد أصبح العالم يعيش في حالة من الذعر تخوفًا من دخول الفيروس في موجته الثانية، لا سيما وأن هناك بعض الدول وفي مقدمتها الصين دخلت بالفعل في الموجة الثانية منه، وأصبح السؤال الشاغل في أذهان الناس اليوم هو متى ستبدأ الموجة الثانية؟، بل وكيف سيتم التعايش معها؟، وهل هي أكثر خطورة من الموجة الأولى؟، والأهم من هذا كله هو متى ستعود الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى؟ وهل سيتم إيجاد لقاح للفيروس قبل وصول الموجة الثانية منه؟.

 ورغم أن هناك من يرى أن الموجة الثانية آتية لا محالة بل وستكون أشد فتكا من الأولى، فإن هناك من يرى أن الموجة الثانية ما زالت احتمالية الحدوث وأن الفيروس قد يضعف في موجاته اللاحقة.

 

هل هناك موجة كورونا ثانية؟

مع خروج الناس في جميع أنحاء العالم من الإغلاق، فقد حذرت منظمة الصحة العالمية من أن فيروس كورونا قد لا يختفي أبدًا، إضافة إلى أنه قد يكون هناك مخاوف من احتمالية وجود موجة ثانية من الفيروس، وفي هذا الإطار أوضح دكتور مايك رايان –المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية لمنظمة الصحة العالمية- في مؤتمر صحفي تم بثه مباشرة في 13 مايو الماضي أن هذا الفيروس قد يصبح مجرد فيروس متوطن في مجتمعاتنا كما قد لا يزول هذا الفيروس أبدًا.

وأشار رايان إلى أن هناك فيروسات أخرى مثل فيروس نقص المناعة لم تختف حتى الآن، وبدلًا من القضاء عليها قام العلماء بتطوير أدوية للتخفيف من أثارها وتكيف العالم على التعايش معها،   وأضاف أن التاريخ قد أظهر أن الموجة الثانية من الجائحة يمكن أن تكون أسوأ من الاولى، كما هو كان الحال مع جائحة الأنفلونزا الإسبانية 1918م والذي استمر في الأمواج حتى تلاشى في عام 1920م.

وفيما يتخوف العالم من ظهور موجة ثانية من الفيروس، إلا أنه لا يوجد معيار دولي متفق عليه حتى الآن لما يشكل موجة ثانية من الوباء سواء على المستوى العالمي أو الوطني أو الإقليمي، وفي هذا الإطار أوضح المتحدث الرسمي باسم منظمة الصحة العالمية "كريستيان ليندماير"  أن الموجة الثانية ليست مصطلحًا فنيًا ثابتًا، ولكن يشير المصطلح فقط إلى تجدد تفشي الفيروس بعد انخفاض أولي في الحالات، وبالتالي ينطبق الأمر نفسه على الموجة الثالثة.

 

حالة من القلق:

حالة من القلق تنتاب الباحثين في ألمانيا حيث يعتقدون أن نسبة 50 حالة لكل 100,000 شخص هي نسبة مرتفعة جدًا، بالنسبة للنظام الصحي للتعامل معها أو ببساطة بعد فوات الأوان لوقف الانتشار، ويشير الباحثون إلى أنه إذا حدث ذلك أو في حالة حدوث ذلك سيصاب الناس بالذعر وستعود المدن إلى حالة إغلاق مرة أخرى، وسينعزل الناس في منازلهم مرة أخرى، وعندما ينخفض عدد الحالات الجديدة سيتم تخفيف القيود من جديد، وأوضح الباحثون أنها دورة كلاسكية وأنه يجب على العالم أن يتعلم كيف يعيش مع هذا الفيروس.  وذلك وفقًا لموقع “DW” للشؤون الألمانية.

هذا وقد حذر  "هانز كلوج" -مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا- من أن هناك معدلات انتقال مقلقة ووضع خطير للغاية في المنطقة، مضيفًا أن الحالات الأسبوعية تجاوزت تلك التي تم الإبلاغ عنها خلال ذروة مارس. وقال كلوج " إنه بينما كانت هناك زيادة في الحالات بالفئات العمرية الأكبر الذين تتراوح أعمارهم بين 50 -70 عامًا في الأسبوع الأول من سبتمبر، فإن النسبة الأكبر من الحالات الجديدة لا تزال بين 25 إلى 49 عامًا". وأضاف أيضًا إن الزيادة التدريجية في حالات الإصابة بأوروبا، يمكن تفسيرها جزئيًا بأنها جائت نتيجة لتخفيف إجراءات الصحة العامة والإجراءات الاجتماعية، حيث خففت السلطات بعض القيود كما أن الناس كانوا يتخلون عن حذرهم. وأشار "كلوج" إلى أنه يشعر بقلق شديد إزاء احتساب الكثير من الشباب بين الحالات المبلغ عنها، ونصح بعدم التجمعات الكبيرة والحفلات.

كما صرحت السلطات الإيطالية -في أواخر شهر أغسطس 2020- بأن ما يقرب من 50% من الإصابات الجديدة، تم تسجيلها خلال الإجازات الصيفية في جميع أنحاء البلاد ، خاصة بين الشباب الذين لم يتوخوا الحذر مع المباديء التوجيهية للتباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة. وكان ذلك بحسب موقع “ C N N”.

وقال البروفيسور "مارك وولهاوس" – عالم الأوبئة بجامعة إدنبرة ببريطانيا- في حديث له لشبكة “C N N” ، "أن الإغلاق الأولي لن يحل المشكلة أبدًا في أوروبا أو في أي مكان آخر، لكنه كان ببساطة يؤجلها".

 

هل سيضعف الفيروس؟

يعتقد بعض علماء الفيروسات أن الفيروس يضعف مع الطفرات اللاحقة بل ويصبح أقل فتكًا بالبشر، ليس فقط لأن الناس يطورون مناعة أو مرونة تجاه الفيروس، ولكن أيضًا لأن الفيروس يحتاج إلى مضيفات حية ليتكاثر ويستطيع البقاء على قيد الحياة،  في هذا الإطار أوضح الدكتور "ماتيو باسيتي" – رئيس عيادة الامراض المعدية بمستشفى سان مارتينو- أن فيروس كورونا المستجد أصبح أقل قوة، وأشار إلى أن أحد أسباب ضعف الفيروس هو تحوره استجابة لإجراءات التباعد الاجتماعي، إضافة إلى أن نظام المناعة لدينا يتفاعل مع الفيروس ، وكشف "باسيتي أيضًا أنه من الممكن القضاء على الفيروس قبل الوصول إلى لقاح فعال ضده، حيث من الممكن أن ينتهي الأمر بانحسار الفيروس.

ومن ناحية أخرى قال الدكتور "بارات بانخانيا" – الأستاذ بكلية الطب جامعة اكسترا البريطانية- أنه لا يتوقع أن يختفي الفيروس بسرعة، ويمكن أن يحدث ذلك فقط في حالة إذا كان لدينا لقاح ناجح وفعال ضد الفيروس. وكان ذلك وفقا لموقع “RT”.

 وتشير إحدى الدراسات -في المجلة الطبية البريطانية  ذا لانسيت “The Lancet”- إلى أنه قد يرى العالم الموجة الثانية عاجلًا وليس آجلًا، لا سيما وأن هناك حالات جديدة في الصين وروسيا وحتى كوريا الجنوبية، وهي الدول التي تم الإشادة بها لاحتوائها للموجة الأولى، بينما يتجه نصف الكرة الشمالي إلى الصيف ومع قيام أسبانيا واليونان بالاعتماد على موسم سياحي على الرغم من استمرار وجود الفيروس، كل هذا قد يجعلنا نرى الموجة الثانية قريبًا.

في هذا الإطار يطرح دكتور مايك رايان سؤالًا وهو: هل يمكننا أن نصل إلى نقطة لدينا فيها تدابير صحية عامة قوية، حيث يمكن اكتشاف مجموعات الحالات وقمع هذه المجموعات دون العودة إلى أنماط الانتقال المكثفة من قبل؟، ويشير إلى أن الموجة الكبيرة من حالات الإصابة الجديدة ستؤدي إلى موجة ثانية من حالات الإغلاق وهذا ما نحاول تجنبه، وأضاف أنه يأمل ولديه إيمان بأن ألمانيا وكوريا الجنوبية ودول أخرى ستكون قادرة على قمع التكتلات التي لديها، وفي بعض الحالات قد يضطرون إلى فرض بعض التدابير المحددة. وذلك بحسب موقع “DW” للشؤون الألمانية.

 

المتمتعون بالحصانة ضد الفيروس:

ويتوقع العلماء أن الكثير من لأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد والذين لم يعانوا من أي أعراض أن يكونوا اكتسبوا بعض الحصانة ضد الفيروس، وفي هذا السياق يشير الخبراء أنه من المستحيل معرفة النسبة المئوية للسكان الذين يتمتعون بالحصانة؛ لأنه حتى الآن لا يوجد اختبارات واسعة النطاق. هذا وقد أوضح مارك ليبستيش “Mark Lipsitch” –أستاذ علم الأوبئة بكلية تشان للصحة العامة بجامعة هارفارد- أنه سيتم الحصول على مناعة القطيع من خلال المناعة الطبيعية حتى قبل الوصول إلى لقاح وتطويره.

وفي هذا الإطار فقد أوضحت " إلين فوكسمان" – أخصائية المناعة  في كلية الطب بجامعة ييل الأمريكية- أن معظم الناس ما زالوا لا يتمتعون بأي مناعة ضد فيروس كورونا المستجد، مما يجعلهم عرضة للإصابة. وأشارت أيضًا إلى أن هذا الفيروس الوبائي مختلف؛ حيث أن أغلب الناس ليس لديهم مناعة مسبقة ضد هذا الفيروس، وهذا يعني أنه معدي أكثر بكثير من فيروس نمطي نصاب به كل عام. وأضافت أيضًا أن هناك مجموعة صغيرة من الأدلة على أن الشخص الذي يصاب بالفيروس يكتسب قدرًا محدودًا من المناعة، وفي الوقت نفسه فإن هناك مؤشرات على أن بعض الأشخاص يمكن أن يصابوا بالعدوى مرة ثانية. وذلك بحسب صحيفة "الواشنطن بوست".

 

تأثير الطقس على الفيروس:

ولعل من الأسئلة التي يرددها الناس بكثرة هذه الفترة هو: هل سيختفي الفيروس في الصيف؟، في هذا الصدد يقول دكتور مايكل مينا –أستاذ علم الأوبئة في مركز ديناميكيات الأمراض المعدية بجامعة هارفارد-  أنهم ليس لديهم أدنى فكرة عما إذا كان الفيروس سيرتد في اللحظة التي يبدأ فيها الناس بالعودة للخارج، أو إذا كان الطقس الدافئ سيساعد على التخفيف من حدة الفيروس أم لا. وأوضح أيضًا أنه في حالة اختفاء الفيروس في الصيف فإنه سيكون من المفاجئ لنا عدم ظهور بعض الحالات في الخريف، وفي هذه الحالة ستكون بقعة ظهور الفيروس هي نفس بقعة ظهور الأنفلونز العادية، والتي ستكون تقريبًا من أكتوبر إلى مايو مع وجود ذروة للفيروس بين أكتوبر ونوفمبر، وإذا تصرف الفيروس مثل الأنفلونز العادية فسوف ينتقل إلى نصف الكرة الجنوبي حيث فصل الشتاء هناك، ثم يعود إلى نصف الكرة الشمالي مع بداية فصل الشتاء فيه.

 

عودة الدراسة وتجنب تفشي الفيروس:

ويشير مايك ريد “Mike Reed”   -أستاذ الأمراض المعدية بجامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكوا- إلى أنه من المحتمل ارتفاع معدل الإصابات عندما يعود الأطفال إلى المدرسة، ولمنع حدوث ذلك فإنه يجب توفير اختبار واسع النطاق للكشف عن الفيروس، وأن يتم العزل الذاتي لكل شخص تعرض للإصابة لمدة 14 يومًا على الأقل، وأوضح "ريد" أنه كلما تم النظر إلى احتمال وجود موجات متكررة من الفيروس، كلما كان من الممكن وضع المزيد من الخطط للتخطي السريع لأي ارتفاع جديد في معدل الإصابات. وذلك بحسب موقع “U S A TODAY”.

ووفقًا لتقرير نشر في صحيفة "الواشنطن بوست" فإنه عادة ما تبدأ فيروسات الجهاز التنفسي في الانتشار بسهولة أكبر، بعد  إسبوعين من استئناف المدارس للفصول الدراسية.

 

عودة الحياة لطبيعتها:

يشير الخبراء إلى أن عودة الحياة إلى طبيعتها تتوقف على سلوك الناس في التعامل مع الفيروس، حيث سيساعد سلوكهم على تحديد حجم وشدة الموجات اللاحقة، لذا فإنهم يجب عليهم المداوامة على غسل أيديهم، والاستمرار في الابتعاد اجتماعيًا وارتداء الأقنعة في الأماكن العامة، إضافة إلى المزيد من المراقبة وإجراء الاختبارات على نطاق واسع، فكل ذلك سيجعل الموجة الثانية أقل شدة من الموجة الأولى.

أوضح مارك ليبستيش أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت في تخفيف القيود، حيث سيتم إعادة فتح المدارس في بعض المناطق، في حين ستواجه مناطق أخرى أيام دراسية متداخلة بحيث لا يتواجد جميع الطلاب في نفس الوقت، وسيحدث الشيء نفسه في أماكن العمل، مع خضوع كبار السن إلى العناية الخاصة، وقد يتم إنشاء جوازات سفر للأشخاص الذين يتمتعون بمناعة، وذلك في حالة إذا كانت هناك بيانات تثبت أن العدوى تمنح الحصانة. وأضاف "ليبستيش" أن هناك العديد من الأشياء التي يمكن القيام بها، ولكن لم يتم معرفة أي منها سيعمل بعد، وأشار إلى أنه قد يكون من المفيد إجراء اختبار درجة الحرارة في المدارس والشركات كما هو الحال الآن في آسيا. وذلك وفقًا لصحيفة “USA TODAY”.

 

نصائح للتعامل مع الفيروس:

نشرت منظمة الصحة العالمية على موقعها الإلكتروني على الإنترنت عدة نصائح للتعامل مع فيروس كورونا المستجد، وكان من بينها الحرص على غسل اليدين بالماء والصابون أو فركهما بمطهر كحولي، وكذا الحرص على تغطية الفم والأنف بمنديل عند السعال أو العطس ثم التخلص من المنديل الورقي بإلقائه في سلة مهملات مغلقة ثم تنظيف اليد بعد ذلك، بالإضافة إلى الحفاظ على مسافة واحد متر بينك وبين أي شخص، ويجب أيضًا تجنب لمس عينيك  وأنفك  وفمك، كما عليك بتجنب التلامس المباشر عند السلام أو التحية.

 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة