قالت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، إن مصر عبر تاريخها الطويل تعتز دائمًا وابدًا بإنتمائها الأفريقي، وتنشغل بقضايا القارة وتحرص دائمًا على التعاون والتنسيق مع أشقائها من الدول الأفريقية.
جاء ذلك خلال كلمتها اليوم الثلاثاء التي ألقتها عبر الفيديو كونفرنس خلال حفل التخرج الثامن لرابطة شباب الصفوة الأفريقية بمكتبة الإسكندرية بحضور الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية وشباب الخريجين من الطلاب الأفارقة بالجامعات المصرية.
وأضافت السعيد أن مكتبة الإسكندرية لطالما سعت لتعزيز رسالتها في أن تصبح مركزًا للتميز في إنتاج المعرفة ونشرها باعتبارها مؤسسة فاعلة تهدف إلى تعزيز التواصل المثمر بين الشعوب والحضارات، مشيرة إلى أن استمرار تنظيم هذا البرنامج دليلاً على التزام المكتبة بتمكين الشباب الأفريقي وتوسيع نطاق معارفهم ومهاراتهم ،لإعدادهم ليصبحوا قادة الغد لدول القارة.
وأوضحت أن احتفال هذا العام يأتي في وقت يشهد فيه العالم ظروفًا في ظل انتشار جائحة كورونا، مؤكدة أنه بالرغم من التحديات التي تفرضها الأزمة؛ إلا أنها تخلق في الوقت ذاته العديد من الفرص التي ينبغي اغتنامها وتعظيم الاستفادة منها.
ولفتت إلى الاحتفال "بيوم الشباب الأفريقي" الذي يهدف إلى تعزيز دور الشباب كفاعل رئيسي في جهود تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، والذي يأتي متسقًا مع ما تحرص عليه الدولة المصرية في سعيها لتعظيم الاستفادة من الشباب وتعزيز آليات التواصل بينهم، مشيرة إلى استضافة مصر مؤتمر الشباب العربي الأفريقي تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمشاركة 1500 شاب وشابة، وإعلان أسوان عاصمة للشباب الأفريقي، كما تم إطلاق البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب الأفريقي على القيادة، كما أطلقت مصر برنامج القيادات النسائية الأفريقية (AWLP).
وفيما يتعلق بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، أطلق معهد التخطيط القومي برنامج ماجستير حول الالتزام بمبادئ الاستدامة في صياغة الخطة الاستثمارية السنوية.
وقالت السعيد إن البلدان الأفريقية تتمتع بإمكانيات اقتصادية وبشرية كبيرة، فتتمتع قارتنا بموقع جغرافي متميز وبالعديد من الموارد الطبيعية والبشرية، مشيرة إلى أن نسبة الشباب في دول أفريقيا تتجاوز65%، مما يمنح القارة ميزة ديموغرافية كبيرة، فوجود كل هذه الموارد يقتضي تضافر جهود دول القارة وتكاملها لتعظيم الاستفادة منها ووضعها على طريق التنمية المستدامة، وهو ما تحرص عليه مصر وتسعى لتحقيقه بالتعاون مع اشقاءها من الدول الأفريقية من خلال كافة الآليات المتاحة، وذلك استكمالا للتقدم المحرز خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي في عام 2019.
وأوضحت أن أفريقيا سباقة في الجهود الأممية في مجال التنمية المستدامة، وكان هذا واضحًا عندما وضعت دول القارة في عام 2013 الأساس لأجندة أفريقيا 2063، وتم اعتمادها من قبل الاتحاد الأفريقي كااستراتيجية طويلة الأجل تدفع بتنمية اقتصادية واجتماعية شاملة للقارة بأكملها خلال الخمسين عامًا القادمة.
و أشارت إلى أنه في إطار الأهمية التي توليها مصر لنشر ثقافة الاستدامة بين الشباب، أطلقت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية مؤخرًا مبادرة "سفراء التنمية المستدامة" التي تستهدف بشكل أساسي طلاب الجامعات والكشافة سعيًا لتوسيع معرفتهم فيما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة، وتحفيزهم على تنفيذ مبادئ الاستدامة في جميع القطاعات، موضحة أن المبادرة تتضمن برنامج تدريبي شامل وتفاعلي يقدم مفاهيم الاستدامة مثل الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الدائرى، فضلاً عن تحديد آليات تحقيق التنمية المستدامة، مشيرة إلى السعي لتوسيع هذه المبادرة لتشمل الشباب الأفريقي.
وأوضحت السعيد أن كل هذه الجهود تأتي تأكيدًا لإيمان مصر بالدور المحوري للشباب على المستويين الوطني والإقليمي، مؤكدة أن مستقبل القارة يعتمد على شبابها وما يتمتعون به من إمكانيات وقدرات.