الخميس 2 مايو 2024

شباب «المصور» يواجه شباب «تنسيقية الأحزاب» والسياسيين

4-11-2020 | 13:13

عندما نستضيف شباب تنسيقية الأحزاب والسياسيين فالأمر ليس هدفه ترويجا انتخابيا لتيار، أو انحيازا لمجموعة من الشباب، رغم أنهم يستحقون ذلك، لكن الهدف هو المساهمة فى دعم فكرة وطنية هدفها إحياء الحياة الحزبية الجادة من جديد وضخ دماء فى شرايينها كى تتحرك وتمارس دورها السياسى، فالتنسيقية ليست حكراً على حزب ولا ملكاً لتيار وإنما كيان يجمع شباب ٢٥ حزبا اختلفت توجهاتهم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، لكنهم اتفقوا على كلمة واحدة هى «الوطن مصر» .

أحلامهم مشروعة، والأهم أنها قابلة للتحقيق، وإصرارهم على النجاح واضح، وحرصهم على الحوار وتغيير بيئة المنافسة السياسية أكيد، لا فارق فى عضوية التنسيقية بين شاب وفتاة، ولا بين عضو بحزب التجمع أو النور، ولا بين يسارى التوجه وليبرالى الفكر، لكل منهم أفكاره التى لم يطالبه أحد بالتنازل عنها، أو هجرها لكن ما أجمعوا عليه أن الحوار هو لغتهم، والتوافق سياستهم والأمن القومى لمصر هو خطهم الأحمر الذى لا تنازل عنه ولا تفريط فيه.

التجربة جديدة، تبدأ خطواتها دون استعجال لكنها تقطع مسافات كبيرة فى طريقها نحو النجاح من خلال شعار رفعوه عن قناعة، السياسة بشكل جديد فى كل شيء، فى فكرها الشبابى ورؤيتها للمستقبل، وتخلصها من رواسب عقود طويلة مضت، سياسة تبنى من أجل الوطن، الموالاة فيها كما المعارضة، فالكل يعمل وينافس ويطرح نفسه وأفكاره ليس من أجل الهدم والترصد وإنما من أجل البناء والنجاح .

حاورنا هؤلاء الشباب .. وكان حواراً عاقلاً لا يخلو من سخونة، هادئاً لا يخلو من مواجهة، شباب «المصور» حاور شباب «التنسيقية» فى جلسة امتدت لنحو ثلاث ساعات أسفرت عن إجابات مهمة تعكس أفكارهم وتترجم أحلامهم وتوضح مبادئهم التى توافقوا عليها ..

شباب «المصور» سأل بلا تحفظ .. من المسئول عن «التنسيقية» ومن يديرها؟ .. كيف يتم الحوار داخلها؟ .. ومن يتخذ القرار؟ ما مشروعهم السياسى؟ .. وخطتهم لاستعادة الحياة داخل الأحزاب؟ كيف يمارسون السياسة بفكر جديد فى ظل ما تعانيه الحياة السياسية من أمراض تاريخية؟ هل يقدرون على فرض أفكارهم وتغيير خريطة القوى داخل مجلس النواب؟ كيف يصلون إلى الشارع ليشعر بهم مواطن الريف مثل المدن؟ .

أسئلة توالت من كل جنبات قاعة «المصور» وفى مقابلها إجابات من شباب يمتلك رؤية نقدمها بموضوعية خلال هذه الندوة المهمة.

المصور: بداية.. شهدت الآونة الأخيرة تساؤلات عديدة فى الشارع المصرى حول «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين».. هل يمكن إلقاء الضوء على فكرتها وكيف بدأت وإلى أى مرحلة وصلت؟

شيماء عبد الإله.. المتحدث الرسمى باسم «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين»: تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، منصة حوارية تجمع كل الأطياف والتوجهات السياسية، وتضم تحت مظلتها ٢٥ حزبا سياسيا منها (حماة وطن، مستقبل وطن، التجمع، المصرى الديمقراطى، النور، والوفد) إضافة إلى مجموعة من الشباب السياسيين، حوالى 45 شابا، وهذا العدد الكبير لم يكن متواجدًا فى «تنسيقية الأحزاب» منذ اللحظة الأولى، لكن مع مرور الوقت وكثرة العمل وظهور دورها الفعال وصلنا للأرقام السابق ذكرها، وظهر الهدف من إنشاء «التنسيقية» فى البيان الأول الذى أصدرته عام 2018، وأنها تهدف إلى تنمية الحياة السياسية فى مصر، والهدف الأهم من ذلك هو الاصطفاف خلف الوطن، ورغم اختلاف توجهاتنا السياسية والحزبية ورغم وجود كل الأطياف فى تنسيقية شباب الأحزاب، إلا أننا جميعا نعمل من أجل إعلاء مصلحة الدولة والشعب المصرى.

وفيما يتعلق بتواجدنا فى الشارع فنحن متواجدون ليس من أجل أصوات الناس وإنما لخدمتهم فقد أطلقنا العديد من المبادرات، لا سيما فى الفترة الأخيرة، إضافة إلى تواجدنا بشكل قوى وفعال خلال أزمات عديدة مثل أزمة فيروس كورونا المستجد، حيث أطلقنا مبادرة «الوعى أمان»، وساهم شباب «التنسيقية» من خلال هذه المبادرة فى توفير كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية تم تقديمها للمستشفيات والوحدات الطبية.

كما أطلقت «التنسيقية» مبادرة «البالطو الأبيض»التى كانت تهدف لإعداد طلاب السنوات الأخيرة فى كليات الطب والتمريض للعمل على معاونة الأطقم الطبية خلال الوقت العصيب من انتشار فيروس كورونا، وهناك أيضا مبادرة «تحدى الخير» التى تهدف لمساعدة الأسر المتضررة من أزمة «كورونا».

والأهم فى كل هذا أن شباب «تنسيقية الأحزاب» دائما ما تكون مشاركته فعالة وملموسة على الأرض، سواء خلال أزمة «كورونا» أو حتى خلال انتخابات مجلس الشيوخ السابقة أو الانتخابات الحالية لمجلس النواب، سواء كان ذلك من خلال ندوات أو جلسات كبيرة، سواء كانوا ضمن المرشحين للانتخابات ضمن «القائمة الوطنية» أو غير مرشحين، فالسمة الرئيسية هى التعاون والمشاركة، فهم أيضا لا يعملون فقط فى الميدان الانتخابى، لكنهم أيضا عندما يكونون مكلفين بعمل آخر فى «التنسيقية» يقدمونه على أكمل وجه، فنحن نقدم سياسة بمفهوم جديد، أنا غير متحيزة لزملائى، لكنهم يقومون ببذل جهد كبير جدا ومهما كانت التكليفات المطلوب منهم القيام بها، فهم ينفذونها على أكمل وجه، لإيمانهم الشديد بفكرة «التنسيقية»، وجميعنا نهدف لاستمرار تواجد «التنسيقية» واستمرار تقديمها هذا الشكل الجديد من السياسة.

وكما هو معروف فمن ضمن شباب تنسيقية الأحزاب ٦ نواب محافظين على قدر عال من النشاط، ويقومون بنشاط واسع جدا على الأرض، ويبذلون جهدا كبيرا جدا، فهم لم يتوقفوا عن العمل إطلاقا ويعملون ليلا ونهارا، إضافة إلى وجود ١٢ نائبا لمجلس الشيوخ معينين ومنتخبين وقد بدأوا بالفعل فى ممارسة مهامهم فور انضمامهم للمجلس، وهناك أيضا ٢٨ مرشحاً ضمن القائمة الوطنية المرشحة لمجلس النواب ٢٠٢٠ و٦ مرشحين بنظام الفردى، ونتشرف أيضا أننا لدينا من ضمن شباب تنسيقية الأحزاب بعض من زوجات الشهداء، ونحن سعداء جدا بذلك لأن هذا هو أقل شئ يمكن أن نقدمه لهم.

المصور: السؤال هنا موجه لزوجة أحد شهداء القوات المسلحة: السيدة إيمان الألفى كيف انضممت لـ«التنسيقية».. وما الدور الذى تمارسينه داخلها كونك زوجة شهيد وكيف تقومين بمحاورة الناس وممارسة السياسة بشكل جديد ليس نفعيا لكن بشكل يخدم الوطن؟

إيمان الألفى: «التنسيقية» أعطتنى فرصة كزوجة شهيد لم تكن موجودة من قبل، أعطتنى فرصة لممارسة العمل السياسى بأسلوب جديد، فالمجتمع المصرى يحسبنا على القوات المسلحة، ونحن كان لنا شرف أننا بالنسبة للقوات المسلحة زوجات شهداء، وقد أتاحت لنا «التنسيقية» هذا الأمر، لأنها تعد أكثر من كيان فى كيان واحد، كما أنها تعتبر بمثابة ائتلاف صغير من مختلف الأحزاب والقوى السياسية فى مصر، وهذا يتيح لنا الفرصة للتعبير عن آرائنا وهدفنا واحد وهو إرساء قواعد البلد، وكزوجة شهيد فإننى أستكمل مسيرة زوجى لتحقيق نفس الهدف وهو حماية الوطن، فهذا هدف واحد نسعى جميعا لتحقيقه، ومن خلال عملى كسكرتير رئيس مجلس مدينة وكزوجة معيلة بعيدا عن كونى زوجة شهيد لمست العديد من المشكلات على أرض الواقع، من ضمنها أن غالبية السيدات المعيلات لا يعرفن حقوقهن التى كفلتها لهن الدولة، وهذا يعتبر دورى التوعوى، بالإضافة إلى وجود العديد من المعوقات التى تواجه الشباب سواء فيما يتعلق بالمشروعات الصغيرة أو متناهية الصغر والتى تحتاج لبعض التشريعات لتقنين أوضاعها، وهناك أيضا مشكلات تواجه الفلاح فى مجتمعاتنا الريفية ناتجة عن وجود ضعف فى أداء العديد من الأجهزة الإدارية فى توفير المواد التى يحتاجها، فيلجأ الفلاح لتوفيرها بطرق أخرى، مما يؤثر على أسعار المنتجات الزراعية بالارتفاع، ويعود ذلك على المواطن بالسلب، وبالتالى توجد بعض الأمورالتى يجب متابعتها جيدا لنصل إلى نقاط الضعف بها ونستطيع أن ندعم الفلاح، لأن دعمه سينتج عنه دعم المواطن وهذا ما أستطيع عمله من خلال التنسيقية.

وإضافة إلى ما سبق هناك أيضا جانب الصحة، حيث نجد بعض الوحدات الصحية تعانى من نقص فى الأطباء أو المستلزمات الطبية، فنساهم فى توفير تلك المستلزمات من خلال «التنسيقية»، كما نجد مشكلات فى التعليم سببها الرئيسى مشكلات «تنظيم الأسرة» وتحديدًا فى الأرياف والقرى، فنجد أن متوسط عدد أفراد الأسر فى بعض القرى 6 أفراد، وهو ما يمثل أزمة كبيرة لمختلف قطاعات الدولة، بجانب ضرورة العمل على تأهيل وتدريب المعلمين على نظام التعليم الحديث المطبق حاليا، كل هذه الجوانب نعمل جميعا فى التنسيقية على حلها وكل ذلك يتم من خلال معايشة شباب «التنسيقية» لهذه المشكلات فى الشارع المصري، ومن خلال هذه المعايشة نستطيع أن نبحث عن حلول ونقوم بتدوين الملاحظات التى نلمسها فى المشكلات، لأنه من الممكن أن تجد الحل من خلال هذه المعايشة، فالميزة فى شباب «التنسيقية» أن روح الفريق هى أكثر ما يميزنا، فدائما ما نجتمع ونتشاور فى الحلول والخطط للخروج بأفضل وأنسب حل للمشكلات التى لمسناها وعايناها على أرض الواقع بأنفسنا، ولا نعتمد فقط على سماع المشكلات ولكن الاعتماد الأكبر يقوم على معايشتنا للمشكلات المختلفة لأن هدفنا هو خدمة الوطن والمواطن.

المصور: مارسيل سمير.. كونك عضوة فى حزب التجمع كيف انضممت لـ«تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين»؟ وهل ترين أن «التجمع» لم تكن لديه القدرة على التواجد فى الشارع وتحاولين الإنضمام إلى كيان له تواجد فعال أم أن وجودك فى «التنسيقية» يعطيك فرصة أكبر لإعادة الحياة داخل الأحزاب؟

مارسيل سمير: أنا عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عن حزب التجمع ومرشحة ضمن القائمة الوطنية من أجل مصر وانضمامى لـ«التنسيقية» كان من خلال ترشيح حزبى، وأريد الإشارة هنا إلى أن الأحزاب فى مصر كانت تعانى حالة من السكون والضعف فى الوقت الذى بدأت فيه «التنسيقية» فى الظهور وممارسة دورها فى تنشيط الحياة السياسية وتطويرها فى مصر، ونحن كشباب نقدم رؤية مختلفة، فعلى سبيل المثال أنا أحسب على تيار اليسار، فحزب التجمع له رؤية مختلفة عن أى حزب آخر، ورغم ذلك هناك متطوعون فى الحملة الانتخابية الخاصة بى ليبراليون ومن أحزاب صديقة معنا فى «التنسيقية» لكنهم داعمون لفكرة أن تكون الحياة السياسية فى مصر يتواجد بها تمثيل للتيارات السياسية المختلفة (يسار، وسط، ويمين)، لأنه بهذه التيارات المختلفة تتبلور الحياة السياسية فى مصر وتتطور، وبذلك تصبح هناك انتعاشة سياسية فى مصر مستقبلا، هذا على المستوى السياسي، أما داخل «التنسيقية» فالوضع مختلف تماما فنحن نضع «خط أحمر» ملتزمون به جميعا، قد نختلف فى الرؤى والأفكار لكن الخط الأحمر هو «وحدة الوطن والأرض والشعب وسلامة الدولة المصرية»، فالوطن هو الذى يوحدنا كلنا كأعضاء ونحن نعمل معا ونحاول خلق حالة من التوافق بيننا وحتى وإن كنا متعارضين مع بعضنا البعض فلا يحدث بيننا مشاكل فنحن نتعارض باحترام، فكل منا يحترم رأى الآخر وكل منا يحاول أن يحشد الناس وراء رأيه،لكننا داخل «التنسيقية» نحاول أن نخرج بالرأى الذى نتفق عليه جميعنا كسياسيين ، ويرجع ذلك إلى إيمان شباب التنسيقية بضرورة وجود تنوع واختلاف فى التيارات السياسية، سواء يمينا ووسطا ويسارا، لضمان حدوث انتعاشة فى الحياة السياسية فى مصر مستقبلا، كما أننا داخل «التنسيقية»، الوطن هو ما اتفقنا عليه جميعا وأعاد تجميعنا رغم اختلاف تواجهاتنا السياسية، لكن عند الاتفاق على رأى داخل التنسيقية جميعنا نعمل على تحقيق هذا الرأى وإنجاحه وإن كنت معارضة له.

المصور: بعد عام ٢٠١١ وصل عدد الأحزاب فى مصر إلى ١٢٦ حزبا.. فهل وجود تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين جعل الحياة السياسية مختلفة عن ذى قبل؟ وهل وجود«التنسيقية» أحدث فارقًا فى العملين (الانتخابى والسياسى)؟

الإعلامية مرثا محروس عضو التنسيقية: بداية يجب أن أعرب عن سعادتى بتواجدى داخل دار الهلال أعرق المؤسسات الصحفية وأشعر بالفخر لتواجدى بمجلة المصور على المستوى الشخصى بحكم تواجدى فى هذا المجال، وأنا مرشحة فى قائمة «من أجل مصر» عن حزب «حماة وطن» ولا أرغب أن تكون إجابتى دبلوماسية بقدر ما أرغب فى أن تكون بتسلسل منطقى يمس الشارع ويمس المواطن، فإجابتى تتبلور فى أن المواطن المصرى أصبح على درجة عالية من الوعى ويبحث حاليا عن البرهان والمنطق عند تفسيره لأى حدث، لذلك ستكون إجابتى بعيدة عن الدبلوماسية وبرهانى للتأكيد على الفارق الذى أحدثته التنسيقية أنه عندما بدأت فى إصدار استمارات الانضمام إليها من المتطوعين والمستقلين تسابق العديد وتقدمت آلاف مؤلفة من الشباب الذين يرغبون فى الانضمام إليها، إضافة لتسابق الأحزاب والقوى السياسية فى ترشيح من يمثلها داخل «التنسيقية» وكل ذلك أتى من أن المواطن بدأ يشعر بأهمية «التنسيقية» وبقيمة التغييرالذى أحدثته على مستوى الشارع المصرى وقيمة السياسة التى تمارسها بمفهوم جديد والصورة التى صدرتها «التنسيقية» بين الأحزاب التى كان يراها المواطن أنها مجرد «كيانات كرتونية» ليس لها أى دور غير فى الانتخابات وغير أن كل اسم ينضم للحزب من أجل خوض السباق الانتخابى، وكل هذا دليل على أهمية «التنسيقية»، وصدقت تنبؤاتهم حيث لمس الجميع أهميتها ودروها فى تنشيط الحياة السياسية عن طريق تصدير مفهوم جديد للسياسة بعد أن كانت الحياة الحزبية فى مصر مليئة بالأحزاب التى لايسمع عنها المواطن ولا يلمس لها أى أثر إلا فى أوقات الانتخابات، لكن المواطن لمس كل ذلك من خلال الكوادر التى تمثل «التنسيقية» والتى استطاعت فى بدايتها، وبالأعداد الصغيرة المكونة منها الوصول لقلب المجتمع من المدينة إلى الريف فى كل المحافظات واقتربت من المواطنين وتعرضت لمشكلاتهم كما وصلنا إلى أماكن وقرى لم يكن يهتم بها أحد قبل ظهور «التنسيقية»، وكل هذا أكد للجميع أن «التنسيقية» كيان قوى وناجح وسيكون له دور كبير فى المستقبل.

كما أننى لدى انتماء ليس فقط انتماء شخصيا ولكن لدى أدلة منطقية على أن مسمى «التنسيقية» عندما يتواجد فى الشارع يجد استجابة له بسبب صدق رسالتهم وجدية أدائهم وتأثيرهم على المستوى الوطنى بشكل كبير، ولأن هذا الكيان لا يتسابق على المصلحة الشخصية، لأننا جميعا لم تكن لدينا أى مصلحة سوى إعلاء اسم الوطن وإعلاء اسم «التنسيقية» التى ننتمى لها جميعا، والمقصود بـ«التنسيقية» أيضا إعلاء الفكرة وليس الأشخاص، لأنه بعد مرور فترة من الزمن ستتراجع الأسماء الموجودة الآن وتظهر أسماء جديدة تستكمل النجاح وتحافظ عليه، لأننا إذا كنا نسعى للاحتفاظ بأماكننا فإننا بهذا الشكل سنكون كيانا فاشلا، لكننا فى واقع الأمر نسعى إلى تأهيل صف ثان وثالث ورابع لاستكمال الفكرة وحماية الكيان واستكمال تأثيره فى الشارع ولصالح الشعب المصرى ولنجاح شعارنا الذى نسعى إليه وهو أن نبنى سياسة بمفهوم جديد، وأفتخر بانتمائى لهذا الكيان الذى يلقى احتراما كبيرا لدى المصريين لعلمهم بمدى صدقه وجدية أداء أعضائه ومدى تأثيرهم على المستوى الوطنى وتفضيلهم لمصلحة الوطن دون النظر إلى المصالح الشخصية.

المصور: بالحديث عن الإدارة.. المعروف أن الأحزاب تدار من خلال الأمانة العامة أو رئاسة الحزب.. لكن كيف تدار «التنسيقية»؟ وكيف يجرى التوصل إلى قرار؟ وهل القرار يكون بـ«تصويت الأغلبية» أم بـ«التوجيه»؟ ومن المسؤول عن إدارة «التنسيقية»؟

المهندس أحمد نصر الله.. عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين: تمتلك« تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين» مجموعة من الكوادر السياسية الشابة المتميزة والمختلفة تماما عن كافة الكوادر السياسية التى شهدتها الحياة السياسية فى مصر، وقد شرفت باختيار«التنسيقية» لى بأن أكون مرشحاً فرديا بالإسماعيلية، ومن الممكن أن يكون ذلك له علاقة بالإجابة عن السؤال السابق المتعلق بعملية اتخاذ القرار داخل «التنسيقية»، فالقرارات داخلها تخضع لعدة إجراءات ومعايير وشروط صارمة جدا وقاسية، وتمر بعدة مراحل منها مجلس الأمناء للتنسيقية المكون من أعضاء «التنسيقية» ممن يشغلون بعض المناصب التنفيذية كنواب المحافظين، إضافة إلى الزملاء الأعضاء المؤسسين لـ«التنسيقية» بجانب أمناء السر من الزملاء الذين يشاركون أيضا فى عملية اتخاذ القرار، وهناك أيضا اللجان النوعية التى تقدم ترشيحات معينة للملفات التى سيجرى التعامل عليها، فعلى سبيل المثال وضعت «التنسيقية» عددا من القواعد والشروط القاسية جدا لاختيار مرشحيها سواء على نظام الفردى أو القوائم لخوض انتخابات مجلس النواب.

والشاهد من الحديث أن «التنسيقية» كيان مؤسسى بامتياز يتخذ قراره بأغلبية أصوات الأعضاء بعد أن يخضع للفحص والدراسة مع مراعاة ظروف العمل السياسية والظروف التى يتم اتخاذ القرار فيها، ورغم خوضى تجارب للمشاركة فى كيانات حزبية سابقا، إلا أننى منذ شرفت بالانضمام لـ«تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين» منذ عامين وجدت بها تجنيبا كاملا للخلافات السياسية التى كانت تؤدى سابقا إلى التشرذم والفرقة فى المشهد السياسى، فمن ضمن القواعد داخل «التنسيقية» أننا قد نختلف سياسيا فى الرؤى والأفكار لكننا لا نختلف على حب الوطن وإعلاء الثوابت الوطنية التى أثرتها ثورة ٣٠ يونيه فهذه القاعدة خط أحمر» ومبدأ لنا كما سبق وأن أشار الزملاء وتنتهجه «التنسيقية»فى القيام بعملها.

وتتميز « التنسيقية» بأنها تقدم كادرا سياسيا مؤهلا بامتياز من خلال تقييمات وتجارب نوعية ومعايير واختبارات على أعلى مستوى، والمؤكد وبشهادة الأحزاب وكل من لهم علاقة بالعمل الحزبى والسياسى أن الكوادر التى قدمتها «التنسيقية» أضافت ثراء إلى المشهد السياسى والحياة السياسية فى مصر، وأعتبر أن «التنسيقية» بمثابة الحجر الذى أُلقى فى المياه الراكدة للحياة السياسية فى مصر، وقد كان الرئيس عبد الفتاح السيسى يوجه ويشير مرارا وتكرارا إلى ضرورة إثراء وتحريك المشهد السياسى المصرى من خلال قوة سياسية متنوعة ومختلفة عن الجمود والركود الذى كانت تتسم به الكيانات الحزبية المصرية، وجميعنا نتفق على أن الكادر السياسى المؤهل يكون أكثر تأثيرا فى محيطه ومجتمعه المحلى، وبالتالى نجد أن «التنسيقية» تستطيع إخراج كوادر سياسية قادرة ومؤهلة على التأثير بإيجابية فى محيطها ومجتمعها المحلي، وهذا ما تقدمه التنسيقية للحياة السياسية المصرية وهذا على المستوى العام يصب فى مصلحة مصر على المدى المتوسط والبعيد.

المصور: وماذا يعنى سياسة بمفهوم جديد الذي ترفعونه ؟

نصر الله: يعنى تقديم سياسة بعيدا عن المشاحنات والتوترات والضرب «تحت الحزام» كما اعتدنا فى المشهد السياسى المصري، هذا إلى جانب أنها تقدم كوادر شابة تنفيذية ذات حس سياسى والذى يلمسه رجل الشارع والتى يُطلَق عليها «التكنوقراط» ومن كل ذلك نستطيع القول أن القيادات التنفيذية التى قدمتها «التنسيقية» للشارع المصرى هى قيادات تنفيذية رفيعة المستوى وتقدم أداء عالى المستوى بحس سياسى يستطيع التجاوب والتفاعل مع الشارع المصرى فى مختلف الأزمات.

المصور: على مدى عقود كانت توجد مشكلة مزمنة تتمثل فى عدم تواجد قوى للأحزاب فى الريف المصرى.. هل «التنسيقية» استطاعت تلافى هذه المشكلة بالوصول إلى القرى فى صعيد مصر.. أم أنها انتهجت نفس نهج الأحزاب الباقية «بأنك مرشح كيان هلامى».. كيف ترى هذه النقطة من وجهة نظرك؟

المهندس حسن ضوة: «التنسيقية» كيان يتحدث بلغة الريف وكونى مرشحاً عن دائرة منيا القمح محافظة الشرقية وأحد أبنائها أستطيع القول أن «منيا القمح» مؤثرة فى النظام السياسى المصرى فهى من أعرق الدوائر سياسيا منذ عام ١٩٠٠م، بمعنى أنها «معجونة سياسة» وخرج منها العديد من الوزراء ورؤساء الوزراء والكوادر الشعبية والسياسية المعروفة ، و«التنسيقية» استطاعت الوصول إلى الشارع المصرى فى كل أنحاء الجمهورية، وهذا الوصول جاء متزامنًا مع أن الشارع المصرى أصبح لديه وعى سياسى وثقافى على درجة عالية، وأصبح يشعر بمدى مصداقية من حوله، كما أن سر نجاح «التنسيقية» يكمن فى محبة أعضائها للوطن مع تقديم المصلحة العامة، إضافة لوجود روح من الحب والألفة بين أعضائها دون استثناء أحد، واستطعنا توصيل هذا الإحساس واحترامنا لكيان «التنسيقية» إلى الشارع والمواطن البسيط فهو ليس حب مصلحة، ولك أن تتخيل أن «التنسيقية» تتكون من شباب من ٢٥ حزبا مختلفين فى التوجهات والأيديولوجيات مجتمعين على منصة واحدة ومستمرين لأكثر من عامين ونتخذ قراراتنا بتصويت الأغلبية نختلف فى الآراء ونتفق على حب الوطن وإعلاء مصلحته.

ومن واقع تجربة خوضى للانتخابات فى نظام الفردى، أستطيع أن ألمس إعجاب المواطنين فى الريف بتجربة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، فأنا ألمس المواطن البسيط الذى لم يفرق معه انتمائى لأى حزب، فكونك من «التنسيقية» وتطرح فكرة السياسة بمفهوم جديد فهذه الفكرة وحدها مع التنسيقية «خاطفة المواطن» وذلك فى حد ذاته نجاح أعطى صدى فى الشارع المصرى وجعل الجميع يتساءل عن كيان «التنسيقية» الذى استطاع فى خلال عامين إدخال ١٢ نائبا فى مجلس الشيوخ من أعضائه و ٣٢ مرشحاً لمجلس النواب و ٦ منهم فردى و٢٣ قائمة وطنية، إضافة إلى إعجاب الشعب وانبهاره بأداء «التنسيقية» خلال أزمة كورونا، ففى الوقت الذى كانت فيه الأحزاب السياسية غائبة تمامًا عن الساحة، أطلق شباب «التنسيقية» مبادرة «الوعى أمان» والتى كان مفهومها الوصول لكل البيوت، وهذا ما حدث بالفعل، كما أطلقت «التنسيقية» مبادرة «تحدى الخير»، وكل هذا تحت مسمى خدمة الوطن وليس مسمى شخصيا أو حزبيا وبذلك تمكنا من الوصول إلى قلب المواطن الذى رأى تغيرا ورأى شبابا متواجدا فى كل مكان لخدمته أصبح مقتنعا بوجودنا ودائما ما ألتقى مع المواطنين وأكثر ما يشغل بالهم سؤالهم عن التنسيقية وماهيتها؟ وأكثر ما يثير إعجابى أن الشباب دائما فى لقاءاتى معهم للتحدث عن برنامجى الانتخابى لا يهتمون ولا يشغلهم سوى أن أعرفهم بـ«التنسيقية» ويطلبون الانضمام إليها، وهذا أكبر دليل على نجاحنا.

المصور: قد يظن البعض أن هذا الكلام مجرد شعارات.. كيف يمكن أن يجلس أحد أعضاء حزب الوفد الليبرالى أو التجمع اليسارى مع عضو فى حزب النور بأفكاره المختلفة تماما وكيف يجلس أعضاء حزب التجمع اليسارى مع أعضاء «المصريين الأحرار» لفكرهم الليبرالي ؟

الدكتور عمرو عبد الباقى: أنا وفدى الانتماء وفى بداية انضمامى لـ«التنسيقية» لم أكن أتخيل كيف سيتوافق أعضاؤها على رأى واحد رغم اختلاف خلفياتهم الحزبية التى تشتمل على أكثر من ٢٥ حزبا، لكننى مع بداية العمل لمست أن الشغل الشاغل للمجموعة كلها مصلحة الدولة، وهذه هى القاعدة الأساسية التى توافقنا عليها منذ اللحظة الأولى، فمصلحة الدولة أولًا ثم مصلحة الأحزاب لأن الأحزاب فى الأساس تهدف إلى تحقيق مصلحة الدولة، و«التنسيقية» فى البداية كانت تتكون من عدد صغير من الأعضاء، لكنها أصبحت الآن تضم ما يقرب من ١٩٠ عضوا من ٢٥ حزبا سياسيا مختلف الأفكار والأيديولوجيات، فدائما كانت لقاءاتنا واجتماعاتنا تبتعد كل البعد عن التفكير فى أحزابنا ومصالحها فقط، كنا نفكر فى مصلحة الوطن ولا شيء سواها، وهذا واضح وبشدة فى القوانين التى عملنا عليها، وظهر ذلك جليا من خلال مشاركتنا فى كل مؤتمرات الشباب، إضافة إلى مشاركتنا فى تعديل قانون الجمارك وورش العمل فى مؤتمرات الشباب بالنسبة لذوى الاحتياجات الخاصة وقانون المحليات، فكانت سمة العمل الأساسية والوحيدة داخل تلك الورش هو وضع مصلحة الوطن نصب أعيننا .

وتعتبر مبادرة «الوعى أمان» النقاط الفارقة لنا فى الواقع، فقد شعر المواطنون بمدى الحب والحماس والتعاون والرغبة فى خدمتهم دون مقابل، وشعروا بأننا شباب يخاف علي وطنه على الشعب المصرى ونخوض تجربتنا من أجل خدمتهم فقط، بجانب أن شعار «التنسيقية» أصبح عالقا فى أذهان المواطنين، ونجد أنه خلال الحملة الانتخابية نستخدم شعارات موحدة ولافتات موحدة دليلا على ترابطنا، وأصبح لدينا صدى كبير عند الناس، كما أن مرشحى تنسيقية الأحزاب فى كل المناطق أصبحوا معروفين لدى الناس بشكل كبير، ونحن كمرشحين عن «التنسيقية» نسعى للوصول لكل الأماكن فى دوائرنا الانتخابية والتواصل مع أهلها، وإذا سألت ستجد أن هناك الكثير من المناطق التى لم يزرها المرشحون عنها باستثناء مرشحى «التنسيقية» ، وكانت هناك أماكن لم يكن بها مرشحون من «التنسيقية» كان المواطنون يطلبون شعاراتها ليضعوها عندهم حتى يشعروا بتواجدنا معهم، وهذا يدل على الطفرة التى صنعها شباب« التنسيقية» فى الشارع، وهذا أكبر نجاح لـ«التنسيقية»، كما أن الشعب أصبحت لديه قناعة وثقة فى قدرات شباب تنسيقية الأحزاب فى تقديم خدمات تشريعية حقيقية له، إلى جانب الأمور الخدمية، وبمجرد فهم المواطن أن حقه التشريعى هو الذى سيساعده فى الحصول على حقه الخدمي، أصبحت لديه قناعة تامة أنه فى حاجة لشاب يخدمه ويجلس معه ويشرح له معنى الخدمة التى أقدمها له عن طريق القانون الذى سأقوم بتشريعه له فى مجلس النواب، وهذا كله بفضل التعاون من أجل هدف واحد، فعندما يفعل واحد منا شيئا لا يقول «أنا فعلت كذا» بل يقول «تنسيقية شباب الأحزاب فعلت»، وهذا نتيجة للتجارب الملموسة السابقة خلال الفترة القليلة الماضية.

المصور: هل ستنجح تجربة وفكرة التنسيقية «سياسة بفكر جديد» داخل البرلمان ؟ وهل ستتماشى فكرة أن شباب التنسيقية ليسوا خدميين فقط بل وتشريعيون؟و هل من الممكن أن تشكل «التنسيقية» نموذجا للمعارضة الوطنية البناءة داخل البرلمان؟

محمود بدر: بداية أتوجه بالشكر لمؤسسة «دار الهلال» على إتاحة الفرصة لنا داخلها، لا سيما وأنها من أقدم وأكبر المؤسسات الصحفية والإعلامية فى مصر، وأقدم حتى من دول فى المنطقة ومن ثم أعود لفكرة كيف يجتمع على مائدة واحدة كل هذا الشباب من الأحزاب والأفكار والتيارات المختلفة؟.. وسأتحدث هنا لأننى أحدث المنضمين لعضوية تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وأذكر هنا أننى كتبت مقالا منذ ٥ سنوات بعنوان «اللى أوله نور آخره داعش»، وكنت أتساءل كيف سأجلس على مائدة واحدة وعليها ممثلون من حزب النور ، وأنا قناعتى الفكرية مبنية على هذا الإساس، وفى نفس الوقت كنت أرغب فى رؤية كيف سيتعامل زملاؤنا من حزب التجمع وهو من ضمن القائمين الأساسيين على رفض فكرة الإسلام السياسي، فكيف لهم أيضا الجلوس على طاولة واحدة مع ممثلى حزب النور، وكنت قلقا جدا من هذه الفكرة، لكننى اكتشفت أن هناك ما يربط هؤلاء الشباب وما يجمعهم رغم اختلافهم فهم يجتمعون على خدمة الصالح العام وهذا أكبر بكثير مما يفرقهم فكريا والأهم أدركت كيف نجحت التنسيقية فى تجنب الخلاف الفكري والتوافق علي مبادرة عامة للحوار ومصلحة الوطن وحتى هذه التجارب خلقت نوعا من المراجعات الداخلية لدى شباب الأحزاب، لأنهم فى النهاية مستقبلها، فهناك الكثير من الأفكار التى تغيرت لديهم وأفكار أخرى اختفت، فحتى الرؤية النمطية للأشخاص تغيرت وتطورت، وتوصلت إلى أنهم بالفعل يضعون مصالحهم ومرجعيتهم الحزبية وراء ظهورهم ويضعون أمامهم مصلحة الوطن، وأصبح هناك تطور كبير فى أفكار جميع الأعضاء من مختلف الأحزاب، فوجدت لتجربة التنسيقية صدى ناجح وينعكس ذلك على الشباب نفسه، لكن هل النائب يصلح لأن يكون نائبا تشريعيا ورقابيا فقط ؟ بالطبع لا أنا لدى تجربتى كنائب فى السنوات الماضية ويشهد لى زملائى و كل من حضر معى هذه التجربة على كيفية الدمج بين النائب الخدمى ودورى الرقابى والتشريعي، فقد أديت دورى الخدمى على أكمل وجه بجانب دورى الرقابى والتشريعى وكان مكتبى مفتوحا كأنى مرشح فردى لخدمة جميع أهل الدائرة التى تشرفت بالخدمة فيها، فالنائب عليه دور خدمى بجانب دوره الرقابى والتشريعى من خلال طلبات الإحاطة أو حتى المشاركة فى الاستجواب الوحيد الذى تمت مناقشته خلال الدورة البرلمانية الماضية، فالمواطنون يهتمون بالدور الرقابى للنائب ويتابعونه، ومما لا شك فيه أن الدور الخدمى للنائب لا يقل أهمية عن دوره التشريعى، وعلى النائب أن يوازن بين الدور الخدمى والتشريعى وهو بمثابة فرض عين وليس فرض كفاية، بمعنى أنه يجب على جميع أعضاء التنسيقية المشاركة فى الدور الخدمى وعدم الاعتماد على البعض فقط، ومن المنتظر فى حالة نجاح مرشحى التنسيقية بنظام القائمة والفردى أن يوجد أكثر من ٣٠ مكتبا على مستوى الجمهورية نستطيع من خلالها توصيل و تنفيذ هذه الأفكار التى نتفق عليها وكيف نتوحد من أجل مصلحة الوطن، فمن ضمن السياسة الجديدة التى نتحدث عنها أننا سنجد أكثر من مواطن فى نفس المكان يعرض أكثر من فكرة من أجل حل مشكلات المكان الذى يعيش فيه وتطويره، وبذلك يجد النائب نفسه أمام آراء مختلفة من أجل تقديم الخدمة، ومن ضمن السياسة الجديدة أيضا تعليم المواطن كيف يدير خلافاته وكيف يتعايش مع الآخرين، وهذا يعد جزءا من السياسة الجديدة، فمن ضمن أهداف «التنسيقية» إعطاء مثل لتعليم المواطنين إمكانية الحياة ضمن وجود اختلافات فى إطار واحد يضع المصلحة العامة فوق أى اعتبار.

المصور: وهل تستطيع التنسيقية أن تقدم داخل المجلس نموذجا للمعارضة البناءة؟

محمود بدر: إجابتى تتلخص فى إمكانية أن تكون «التنسيقية» بمثابة معارضة وطنية داخل البرلمان، فأهم ما تعلمته منذ ثورة ٣٠ يونيه حتى الآن هو أنه لا توجد معارضة على طول الخط ولا يوجد تأييد على طول الخط، وهذا جزء من السياسة الجديدة التى نسعى أنا وزملائى إلى تحقيقها، فلا أحد يستطيع أن يقول إنه دخل البرلمان بغرض المعارضة لأن مسعاه لن يفلح فليس هناك شىء اسمه معارضة لكل شىء، فمشروع القانون عندما يقدم من الحكومة كل المواطنين يرون اللحظة النهائية فقط، فى حين أن مشروع القانون يحال إلى اللجنة المختصة لمناقشته، فى إطار هذه اللجنة المختصة نبدأ مناقشات وجدل أعمال الإضافة والحذف والموافقة وفى النهاية يخرج منتج للجلسة العامة وتظهر صورة الموافقة النهائية بعد إبداء التحفظات إن وجدت، فالكل يشترك فى مشروع القانون من خلال لجان العمل، فلا يوجد أحد منا يدخل البرلمان بهدف المعارضة فقط، فماذا لو عُرض مشروع يحقق مصلحة الناس والمصلحة العامة، ولكن ما دعت له «التنسيقية» بأنها ستكون صوتا حقيقيا للمواطنين يعبر عنهم وحتى فى بعض الموضوعات ،فعلى سبيل المثال عند مناقشة قانون تحرير سعر الصرف وتعويم الجنيه، هل كانت لدينا رفاهية الاختيار سوى اختيار الطريق الصعب للإصلاح الاقتصادى، رغم الضريبة والمقابل الذى سيتحمله المواطنون ؟! لم يكن لدينا أى اختيارات آخرى، وأتذكر أنه بعد ذلك قدمنا طلبات إحاطة للحكومة حول تفعيل آليات الحماية الاجتماعية من خلال ضمان وصول معاش تكافل وكرامة لمستحقيه وكيفية ضبط التفاوت السريع فى الأسعار وغيرها من الإجراءات الأخرى ، لكن لم يكن هناك أى خيارات أخرى، فبالتالى كان يجب أن نوافق، حتى لو علمنا أن هناك ثمنا سيدفعه المواطن، لذلك يجب أن نراعى التوازن بين ما نؤيده من أجل مصلحة الدولة المصرية والشعب المصرى، وبين ما نعارضه من أجل مصلحة الدولة والشعب المصرى أيضا.

المصور: كما نسمع فـ«التنسيقية» جزء من مهمتها مواجهة كارثة تحكم المال السياسى فى الانتخابات لسنوات طويلة ؟.. وهل بالفعل تستطيع «التنسيقية» أن تصنع بيئة انتخابية مختلفة عن البيئة المشوهة التى عشناها على مدى ٥٠ سنة مضت؟

ماجد طلعت رمزى: انتخابات النواب الحالية لا تعتبر تجربتى الأولى، فقد سبق وأن خضت العملية الانتخابية من قبل ووصلت إلى جولة الإعادة بإجمالى 24 ألف صوت، وكان هذا الرقم كبيرا جدًا بالنسبة لشاب يخوض الانتخابات لأول مرة فى دائرة مثل دائرة الساحل التى تعتبر «دائرة حمراء» كما يطلق عليها الخبراء فى عالم الانتخابات السياسية، وهو ما يؤكد أننا نخوض معركة للوعى والشرف والأمانة ضد الرشاوى والفساد والمال السياسي، وبذلك نرغب فى توصيل رسالة جديدة للمواطن بأن مرشحى مجلس النواب اختلفوا ولم يصبحوا كما مضى من كون المرشح «بينزل ويجامل ويوزع فلوس» أوقات المناسبات، بالنسبة لـ«التنسيقية» نحن نرفض هذه النوعية من المظاهر، لذلك كان البند الأول فى عملنا الالتزام بكل القرارات والقوانين التى تتعلق بشروط الدعاية والحملات الانتخابية، وحتى تكون البداية صحيحة فتعتبر حملاتنا الانتخابية هى الأكثر التزاما بكافة قرارات الهيئة الوطنية للانتخابات حتى فيما يتعلق بالتجمعات والمؤتمرات والأعداد المتاح تواجدها، وعندما اختارت« التنسيقية» من يمثلها بنظام «الفردى» فإنها كانت على ثقة تامة فى أن هؤلاء الشباب سيتمكنون من تحقيق «هدف التنسيقية»الخاص بـ«سياسة بمفهوم جديد»، وأنها تسعى لتقديم الرؤى والأفكار لحل مشكلات الموطن وليس تقديم الدعم المادى والخدمة، مع الأخذ فى الاعتبار أن الخدمة بالطبع مهمة لكن فى وجود مجالس محلية قوية، وبذلك يصبح دور التشريع هو الأهم وهذا ما نعمل عليه داخل «التنسيقية» وغالبية الشباب المرشحين للانتخابات من« التنسيقية» ليست هذه هى المرة الأولى لهم فى خوض التجربة الانتخابية، لكن «التنسيقية» نظمت دورات تدريبية من أجل التعريف بكيفية وضع برنامج انتخابى وكيفية قيادة معركة انتخابية وقد استفاد منها الشباب الذى يخوض معركة انتخابية لأول مرة فى حياته، إضافة إلى كيفية صنع فكر جديد داخل مجتمع معتاد على موروث قديم متمثل فى أن الناجح هو الأكثر دعاية والأكثر توزيعا للمال على الناخبين، وقد استطعنا تغيير هذه الفكرة تماما لأننا نواجه مالا سياسيا كبيرا جدا، ولمسنا فى الشارع أن وعى المواطنين أصبح فى ازدياد وهذا هو الدور الذى قمنا بالتركيز عليه فى الفترة الماضية، فمن خلال العديد من مجهوداتنا فى تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين التى أشرف بالانضمام إليها حيث كانت مجموعة صغيرة مكونة من ١٥ فردا من الشباب واستطعنا أن نصل الآن أكثر من ١٨٠ عضوا، وسنظل مستمرين على نفس معركتنا منذ البداية، وهى معركة الوعى، واخترنا بأنفسنا أن نخوضها وسنجد بالطبع صعوبات، لكن هذه المسيرة هى التى اخترنا أن نخوضها لأننا نؤمن بأن المواطن المصرى يستحق الأفضل دائما، لا سيما وأنه كان البطل الحقيقى طوال السنوات الأخيرة، كما أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى أكثر من مناسبة، فقد تحمل كثيرا لكى نعبر هذه المرحلة ولابد أن نرد له هذا الجميل ولابد أن نبحث ضمن القوانين ما يحقق حياة كريمة للمواطن المصري، وهذا مانسعى إليه جميعا سواء على مستوى الفردى أو القائمة.

المصور: كانت الصورة الذهنية لدى غالبية المواطنين أن مرشح القائمة هو مرشح جاهز لن يقابل الناس وسيخوض الانتخابات من منازلهم؟ هل عندما بدأتم فى النزول للشارع وجدتم اختلافا فى هذه الصورة الذهنية؟

مارسيل سمير: بكل صدق هدفنا ليس النجاح بقدر ما هو رغبة فى خدمة الناس ولذلك قررنا منذ البداية أن تكون حملتنا الانتخابية على نظام القوائم كاننا مرشحون بنظام الفردى، وعلى المرشحين زيارة المحافظة بالكامل، ولهذا يمكن القول أن المجهود الملقى على عاتقنا أصبح أكبر من مجهود المرشح الفردى عن دائرة واحدة، وذلك لنثبت للجميع أننا قادرون على بذل الجهد والعمل مع تقديم أطروحات مختلفة، حيث نقدم برامج واضحة فى التعليم والصحة والإسكان والارتقاء بالخدمات التى تقدم إلى المواطنين فى المناطق الشعبية خصوصا وأهالى تلك المناطق متحفزون بشدة ومنتظرون تقييم أداء هذه المجموعة الشابة الجديدة المختلفة عن الوجوه التى تعودوا عليها، وهو ما يخلق الكثير من التساؤلات التى تدور فى أذهانهم عن خططنا وبرامجنا ومدى تفاعلنا مع أهل الدوائر بعد الانتخابات، فتجربتنا على نظام القائمة تختلف نهائيا عن تجربة أى مرشح آخر، وذلك بسبب أننا نعتبر أنفسنا مرشحاً فرديا بـ«ننزل الشارع ونشتغل فى دائرتنا ونسمع الناس ونعمل بأيدينا» إلى جانب تنظيم الندوات والمؤتمرات وتسجيل كافة الشكاوى والمقترحات لننفذ بعد ذلك الصالح منها وحل المشاكل والمعوقات إضافة إلى جهودنا فى رفع وعى المواطن وتعليمه كيفية استخدام الأدوات الرقابية المتاحة له والتى يمكن أن يستخدمها كأرقام شكاوى مجلس الوزراء وشكاوى الرقابة الإدارية ويساعده بشكل مباشر فى حل مشكلاته ويذلل له الصعوبات وبذلك يصبح المواطن عينا لنا لكى نرى المشكلات ونبدأ فى حلها فهو سندنا من أجل تغطية كافة المشكلات وحلها .

مرثا محروس.. عضوة «التنسيقية»: دائما ما نركز على النقاط السلبية والعمل عليها لتحويلها لنقاط إيجابية، وبالفعل يتردد فى الشارع أن القائمة ستنجح بدون شك ،وعندما أقابل أشخاصا أثناء جولاتي الانتخابية للتعريف بالبرنامج الانتخابي دائما ما يسألوني متعجبين عن سبب نزولى، لأنهم على يقين أن القائمة ستنجح، وأنا أكون فى غاية السعادة عندما أسمع هذا الكلام وذلك لأنه يجعلني أدخل فى حالة تحدٍ مع النفس لأجيب على المواطن بشكل منطقي، لأنه أصبح على درجة عالية من الوعى، فأجيب عليه بسؤال إذا كنت ضامنة النجاح فلم سأنزل إلى الدوائر إلا إذا كنت أريد تغيير الصورة التى اعتدت عليها وأسعى لخدمتك بجد.

ويتردد فى الشارع أيضا أننا دفعنا مبالغ كبيرة من أجل أن نضمن النجاح، وأرد على هذه الشائعات بأننا جميعا أبناء أسر «الطبقة المتوسطة»، ونحن شبه المواطنين فى الشارع ونسعى لتغيير تلك الأفكار الذهنية المغلوطة عنا ونعمل بشكل أساسي فى أكثر جلساتنا على إيجاد طرق لمحاربة المال السياسي ودائما ما نسعى لتوصيل رساله تغيير إلى الشعب مفادها «نحن هنا لأننا بدأنا التغيير بأنفسنا»، وشعارنا «شباب هنقدر»، وهذا ما أنادى به دائما، وسنقوم بتنفيذ خططنا وبرامجنا، كما أننى أنزل إلى الشارع لكى أعلن أن «التنسيقة» بدأت تنال ثقة الناس والدولة، وهذا هو النجاح، لذلك نجد منهم كل الدعم خلال الالتزامات المختلفة وهو يعد بمثابة نجاح واستمرار النجاح دورنا وهو الاصعب فإذا ساعدت الدولة ٢٨ شاب فى خوض الانتخابات بنظام القائمة فنجاحى من ضمن الـ ٢٨ مسؤوليتي الشخصية لأننا إذا لم نستغل الفرصة فى إثبات كفاءتنا كشباب ستضيع هذه الفرصة من بين أيدينا إن لم نستطع ترك بصمة، ومعروف أن استمرار النجاح أصعب بكثير من توفير فرصة للنجاح، فقد كنا محظوظين بدعم القيادة السياسية لنا وإيمانها بقدراتنا، لذلك أصبح لزاما علينا أن نكون على قدر هذه الثقة ونثبت أنفسنا ونُنجِّح التجربة.

المصور: نعود إلى الأستاذة إيمان الألفي :كونك زوجة شهيد هل حال وصولكم للبرلمان ستكونين لسان أسر الشهداء فى البرلمان؟ وهل جلستم كأسر شهداء معا لتحديد الملفات التى ستكون على رأس أولوياتك فى المجلس؟

إيمان الألفي: أولًا أريد أن أشير إلى أن إمكانية التحدث كممثلة عن أسر الشهداء فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو «الأب الراعي» لأسر الشهداء، ونحن زوجات الشهداء لا نحمل على عاتقنا ملف أسر الشهداء فقط ولكن هذا الملف أعطانا فرصة لأن نلتفت لملف الأم المعيلة، وبدأ الرئيس فى دعم هذا الملف بشكل كبير جدا ولكن فى التنسيقية مهمتنا ان نقوم بدورنا بالتوعية بالحقوق والقوانين المشرعة لنا، فعلى الجانب الآخر يوجد الكثير من الأمهات المعيلات اللائي يجهلن بالتشريعات الخاصة بهن وبحقوقهن ومن ضمن خطط «التنسيقية» عبر مكاتبها أن تقوم بدور التوعية للأمهات والأسر وليس فقط التوعية بالحالة الاجتماعية، لكن بجانبها الاهتمام بالتوعية السياسية أيضا، إضافة لتقديم كل سبل الدعم النفسي الذى يحتاجونه وذلك لأن الأم هى المؤسسة التي تخرج للمجتمع النشء، فإذا شعرت الأم بدعم الدولة لها ستخرج للمجتمع نشئاً سوياً يدعم الدولة ، ولمسنا ذلك على أرض الواقع.

 

المصور: فى ظل الإقبال الكبير للانضمام إلى «التنسيقية» هل ترون أن هذا الأمر يعد شيئا سلبيا أم إيجابيا؟.. وكيف سيتم منع الانتهازيين من اختراق نظام التنسيقية والحفاظ على الكيان بنفس الفكرة المطروحة حاليا؟ .. وهل نجاح التنسيقية معتمد على مشاركة الشباب؟

ماجد طلعت رمزي: دائما ما نحب أن نطلق على أنفسنا لفظ «الأخوة»، وهذا دليل على مدى الترابط الشديد بيننا داخل التنسيقية، فدائما نتعامل معا كأسرة واحدة ترغب فى النجاح ونتعامل مع بعض كفريق واحد يتعامل بسلاسة بعيدا عن الغيرة أو الكراهية، أما فيما يخص الانضمام يوجد لدينا نوعان من الانضمام، إذا كان المتقدم ينتمى لحزب سياسي أو المتقدم شابا سياسيا مستقلا، حيث تكون السهولة فى النوع الأول لأن الحزب هو الذى يتولى عملية الترشيح، وبدأنا فى الترشيحات بعدد ٢ أساسي وواحد احتياطي، وتدرجنا فى الزيادة حتى وصلنا حاليا إلى ٤ أساسي و٢ احتياطي، وأخيرا أصبح الـ ٦ مرشحين من الأحزاب أساسيين، وكل حزب يختار ممثليه وفقا لرؤيته ومعاييره الخاصة، وبالنسبة للشباب السياسي فهذه هى النقطة الأهم حيث يستطيع أى شاب أن يتقدم بطلب التحاق للتنسيقية عبر الموقع الرسمي لها ويتم دراسة المتقدمين واختيار الأنسب، ونحاول دائما تحرى الدقة فى اختياراتنا حتى نضمن استمرار كيان «التنسيقية» خاليا من الشوائب والمصالح وراكبي أمواج النجاح ويتوقف ذلك على أكثر من بند منها ألا يتجاوز سن المتقدم ٤٠ سنة ، وأن يكون للمتقدم خبرات فى ممارسة العمل السياسي، وتقديم ورقة عمل فى مشكلة من المشكلات التي تواجه المجتمع مع طرح حلول لها ويعتبر البند أهم البنود التى يتم التركيز عليها للوقوف على مدى فكره السياسي ومدى اتزانه النفسي وتوجهاته ورؤيته، وأيضا يشترط حسن السير والسلوك والسمعة الطيبة، فالمجتمع السياسي جميعه يعرف بعضه البعض فلا يمكن أن نقبل فى «التنسيقية» أشخاصا لهم سقطات فى تاريخهم السياسي حفاظا على استمرار نجاح الكيان، إضافة إلى ضرورة خوض المتقدم لتجربة انتخابات سابقة ولا يشترط أن يكون نجح فيها، وبهذه الشروط نضمن أن يكون الشاب المتقدم إضافة للكيان ونضمن بذلك الحفاظ على استمرار هذا الكيان، وبعد استيفاء الشاب كل هذه الشروط يتم تحديد ميعاد لإجراء مقابلة شخصية مع مجلس أمناء «التنسيقية»، وبناء على هذا اللقاء يتحدد دخوله «التنسيقية» من عدمه، وخلال المقابلة نستطيع الحكم ما إذا كان هؤلاء الشباب يستطيعون العمل الجماعي وسط الجو الذى تحافظ به «التنسيقية» على كيانها، لأنه على المستوى السياسي من الممكن أن يكون الشخص لديه تجربة سياسية ناجحة، لكن على المستوى الشخصي لا يستطيع العمل وفق روح الفريق الواحد والجماعة وهذا أهم ما يميز «التنسيقية» وهو العمل على روح التعاون وفكرة الفريق الواحد وهذا ما نحاول الحفاظ عليه أيضا، ودائما ما تهتم المؤسسة بأن يكون انتماء الشباب الأعضاء بها وحبهم للكيان دون النظر إلى أى مصالح شخصية .

المصور: فى ظل ما يتردد عن ضعف المشاركة الشبابية فى الحياة السياسية هل يمكن أن تلعب التنسيقية دورا فى رفع هذه النسبة؟

محمود بدر: فيما يتعلق بعزوف الشباب أو نسبة مشاركة الشباب القليلة فى مجلس الشيوخ، أعتقد فيما يتعلق بهذه النقطة أنه وفقا للحسابات التاريخية للمشاركات فى مجلس الشورى أو مجلس الشيوخ فهي نسبة معقولة وهى نسبة طبيعية، فانتخابات مجلس الشورى التي أجريت بعد ثورة ٢٥ يناير بلغ إجمالي عدد الناخبين المشاركين وقتها ٧فى المائة ، وفى رأيي أن الادعاء بعزوف الشباب عن المشاركة فى الانتخابات البرلمانية «أكذوبة إخوانية» وغير حقيقية والشباب أغلبية فى الانتخابات فى كافة قرى ومحافظات مصر من مناطق مختلفة موجود، وأضرب مثالا على ذلك فأنا من مركز شبين القناطر وهى مدينة تتبعها ٤٢ قرية أستطيع أن أؤكد على أن غالبية المشاركين فى الانتخابات من القرى والمدينة من الشباب العاملين في القطاعات والأماكن المختلفة سواء فى القطاع العام أو أعمال خاصة ليس ذلك فقط، فالعصب الرئيسي للحملات الانتخابية للمرشحين من كبار السن والشباب، بجانب مشاركة الشباب فى توصيل الناخبين باختلاف أعمارهم سواء كبارا فى السن أو صغارا، كل هذا دليل على كذب الادعاء بعدم مشاركة الشباب فى العملية الانتخابية وهى كما ذكرت سابقا ادعاءات إخوانية، فلا توجد دراسة خرجت من مراكز بحثية رسمية تفيد بصدق هذا الادعاء ورغم أن٦٠ فى المائة من الشعب المصري شباب فلا توجد حسابات دقيقة تؤكد صحة هذه الادعاءات ، وبالنظر لحال كيان كـ«تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين» نجد أنه من ضمن شروط انضمامه ألا يزيد سن المتقدم على ٤٠ سنة بالإضافة إلى وجود ما لا يقل عن ١٠٠ الف طلب انضمام من شباب جميعهم تحت سن الـ ٤٠ يرغبون فى الانضمام لـ«التنسيقية»، جميعهم تقدموا بطلبات انضمام عبر الانترنت وبذلوا مجهودا للوصول إلينا أملا فى الانضمام لـ«التنسيقية» ألا يثير هذا الرقم الضخم من شباب مصر الراغب فى الانضمام للحياة السياسية عبر التنسيقية فكرة اهتمام الشباب ومشاركته فى الحياة السياسية عموما هل هذا يسمى عزوفا!!

 

وبشكل عام أعتقد أن الفترة القادمة شئنا أم أبينا هى فترة الشباب المصري لأنه هو عصب هذه الدولة لأن الشباب سيتواجد فى كل القطاعات خلال الفترة المقبلة، لذلك فمن الضروري الاهتمام بكيفية تأهيل وتدريب تلك الكوادر من الشباب لممارسة حياة سياسية سليمة تهتم بمصلحة الوطن وهذا ما تقوم به تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ، كما بدأت الدولة المصرية تهتم بهذه القضية وتؤصل لها من خلال إنشاء عدة منافذ وطنية تعمل على تأهيل الشباب مثل الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب للقيادة والبرنامج الرئاسي وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وذلك نظرًا لإيمان الدولة بأن الشباب هم المستقبل .

المصور: بشكل أكثر تفصيلًا.. ما الذى تقدمه «التنسيقية» لأعضائها حتى تؤهلهم للوصول إلى المناصب التنفيذية؟

شيماء عبد الاله: نواب المحافظين وأعضاء التنسيقية من المرشحين للانتخابات البرلمانية ونواب مجلس الشيوخ جزء لا يتجزأ من «التنسيقية» فنحن نعمل معهم ونقدم لهم الدعم والمساعدة التي يحتاجونها فى الحال، كما يقدمون لنا المساعدة عند إعداد أوراق عمل أو تشريعات وقوانين، فبجانب مساندتنا فى حملاتنا الانتخابية فجميعنا اتفقنا منذ البداية أن نعمل كمجموعة عمل نساعد بعضنا البعض كما أن الجميع داخل «التنسيقية» سواء أعضاء قدامى أو حديثي الانضمام لـ«التنسيقية» لا يشعرون بالحرج من التدريب، لأنه من الطبيعي أن يظل الفرد يتعلم ويكتسب مهارات جديدة يستطيع من خلالها تطوير نفسه، كما أن أساس العمل داخل «التنسيقية» قائم على التعاون، إضافة إلى وجود مركز إعلامي يعمل فى خدمة جميع أعضاء «التنسيقية»، وحاليا يعمل لصالح الحملات الانتخابية لمرشحي مجلس النواب سواء فرديا أو مستقلا أو قائمة، فسمة «التنسيقية» أن النشاط بداخلها لا يتوقف، ومن الممكن أن يرى البعض أن العدد داخل التنسيقية قليل لإنجاز كل هذه الأنشطة والأعمال، إلا أننا بفضل الله نستطيع جميعا أن نعمل فى كل المجالات فى نفس الوقت وهذا أكبر دليل على تميز أعضاء «التنسيقية».

المصور: هناك شائعات متعمدة يرددها البعض حول تبعية «التنسيقية» لأحد الجهات فى الدولة؟

شيماء عبد الإله: سمعنا بالفعل ما يتردد من البعض فى الشارع المصري أن «التنسيقية» تابعة لبعض الجهات، غير أننا لا نعطى هذا الأمر أي أهمية لأن هذا غير صحيح ولأننا من الأساس لسنا مضطرين للرد على هذه الادعاءات ، فى حين أنه يمكن للجميع أن يرى تأثيرنا على أرض الواقع، كما أن غالبية أعضاء «التنسيقية» من المنتمين للأحزاب السياسية، وهذا ما يعنى أنهم يمتلكون خلفية سياسية، وأتشرف أننى كنت من الأعضاء المؤسسين لها، هذا إضافة إلى أن إنشاء «التنسيقية» جاء بعد إعلان الرئيس فى مؤتمر الشباب فى عام ٢٠١٨، كما أننا كنا نعمل قبل ذلك بحوالي سنتين أو ثلاث سنوات، بذلنا مجهودا كبيرا كباقي الشباب المصري خلال مؤتمرات الشباب المختلفة وليس جديدا على القيادة السياسية أن تدعم الشباب المصري الذى نحن جزء منه، فليس غريبا أن يتم دعمنا من قبل القيادة السياسية ونتشرف بذلك، لذا نحن لم نظهر فجأة لكن كنا نعمل قبل الإعلان عن الإنشاء كما ذكرت سابقا من خلال أحزابنا المختلفة.

وباستمرار نجاح «التنسيقية» سيستمر الكيان فى ضم أعداد أكبر وأكثر، فالمجتمع المصري لم يكن أمامه سوى الأحزاب السياسية المختلفة، وقد كان البعض لا يجد بينها ما يعبر عن أفكاره أو يلبى رغباته السياسية، وفجأة أصبح هناك كيان سياسي شبابي جديد يلبى أفكاره وتوجهاته، لذا فمن الطبيعي أن نجد العديد من الراغبين فى الانضمام إلينا بالرغم من وجود شروط صارمة جدا للانضمام، فبخلاف السن الذى ينبغي ألا يتجاوز ٤٠ عاما عند تقدمه للانضمام، فنحن نفضل حاليا الراغبين فى الانضمام من حملة الماجستير والدكتوراه ، إضافة إلى وجوب كتابة ورقة سياسات، بجانب ضرورة وجود خلفية فى العمل السياسي فلم تحدث داخل «التنسيقية» أية استثناءات لأحد منذ الإنشاء، كما أننا نراعى فى انتقاء أعضاء «التنسيقية» أن يكون لديهم ما يقدمون ، كما أننا نسعى حاليا لقبول أعضاء جدد فى سن 25 عامًا وأقل، رغبة من جانبنا فى تكوين وإعداد صف ثان وثالث ورابع يكتسب الخبرة من الأعضاء القدامى ، ويضمن فى الوقت ذاته استمرار الكيان على نفس النهج، هذا إلى جانب أننا لدينا مركز إعلامي يضم عددا كبيرا من الصحفيين يقدم الدعم الإعلامي الكامل لـ«التنسيقية» وأعضائها كما يتم مراعاة تساوى الفرص على جميع الأعضاء فى الظهور الإعلامي باستثناء المتحدثين الإعلاميين فهم الأقل ظهورا إعلاميًا إلا فى المواقف التي تحتاج توضيحا وتستلزم الظهور، لذلك نستطيع أن نؤكد أن «التنسيقية» تمتاز بوجود نظام لإدارتها، وأنه لا بد من العودة إلى المركز الإعلامي فى أي تصريح, وكما سبق وأن أشرت فإننا نحاول عمل تكافؤ لكى نساعد كل الصور على الظهور وهذا سر نجاحنا فى «التنسيقية» الالتزام والانضباط حيث توجد لائحة تم وضعها عند بداية إنشاء التنسيقية من خلال الشباب أنفسهم، وتحكم العمل داخلها وجميعنا ملتزمون بها، كما توجد لجنة مكونة من أعضاء مجلس الأمناء مختصة بالبحث والفحص فى طلبات الانضمام للتنسيقية بجانب لجنة منسقين وأمناء سر ومن خلالهم يتم اختيار الأعضاء المتقدمين كشباب سياسيين، وجميع الشروط وطلبات الالتحاق موجودة على الصفحة الرسمية للتنسيقية من خلال الشباب أنفسهم على «فيس بوك» وبالفعل تلقينا طلبات انضمام وصلت إلى ١٠٠ ألف طلب بسبب ما لمسوه من أداء مختلف لـ«التنسيقية»، ونتشرف أنه يوجد من ضمن أعضاء التنسيقية عدد كبير من أبناء الصعيد، وقد كنا مؤخرا فى زيارة لحلايب وشلاتين، وكانت زيارة تاريخية ولمسنا نتائجها فى التصويت، وتحدثنا عن ذلك في المؤتمر الذى نظمناه أيام الانتخابات، و«التنسيقية» مركزية وليس لها فروع، لكن لنا تواجد من الأعضاء فى كل جزء في مصر.

المصور: كم تبلغ نسبة تمثيل المرأة في تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين؟ وهل هناك صعوبات تواجهها فى عملها داخل «التنسيقية» أو خلال رحلتها إلى البرلمان؟

شيماء عبد الإله: المرأة تتواجد بنسبة كبيرة داخل أعضاء التنسيقية فمن ضمن ٣ متحدثين لـ«التنسيقية» توجد امرأة، وهناك ٢٨ مرشحاً للانتخابات البرلمانية الحالية منهم ١٤ سيدة، فنحن فى «التنسيقية» لا نفرق على أساس النوع، لكن الكفاءة هي التي تحكم الاختيارات، كما أننا نخوض معركة الوعى إيمانًا منا بأهميته، لأنه إذا توافر الوعى لدى كل فرد، سيستطيع الإنسان إدراك حقوقه وواجباته، ويستطيع ممارسة السياسة ويتمكن من الحفاظ على بلده وسنستمر فى خوض تلك المعركة حتى بعد فترة الدعاية الحالية .

المصور: دائما ما يكون الحديث عن أن نجاح «التنسيقية» تم عن طريق شبابها وتواجدهم فى البرلمان.. والسؤال هنا.. هل الشباب الذين دخلوا البرلمان عبر بوابة «التنسيقية» يمكن أن ينجحوا مستقبلًا بعيدًا عنها؟.. وهل وجود شباب الأحزاب فى «التنسيقية» يمكن أن يتسبب فى تفريغ الأحزاب من الطاقة الشبابية؟

إيمان الألفى: الشباب حاليا لا يرغب فى نائب خدمي فقط، لكنه يسعى للحصول على نائب تشريعي يمثله فى البرلمان وهذا يدل على وعى الشباب، وسنعمل خلال الفترة القادمة بالتعاون مع وزارة الشباب على عقد العديد من المؤتمرات واللقاءات من خلال روابط الشباب فى القرى والمراكز لتنمية وعيهم وإدراكهم، كما أن روابط القرى حاليا لا تعتمد على الشباب المثقفين فقط ولكن تمثل كل شباب القرية من فلاحين ومهندسين وأطباء ، وجميعنا كأعضاء فى التنسيقية نتعلم من كافة الخبرات القديمة لأن لديهم باعا وتاريخا سياسيا طويلا لابد أن نستفيد منه حتى نستطيع الخروج منه بما يفيد المواطن، ولن تكون التنسيقية سببا في تفريغ الأحزاب من شبابها، بل على العكس ستكون سببا فى ضخ الدماء الجديدة فيها.

مرسيل سمير: هدف «التنسيقية» تقوية الحياة الحزبية والسياسية فى مصر وليس غلق الأحزاب، فعلى سبيل المثال أنا أمثل توجها حزبيا معروفا وهو حزب التجمع الذى دائما ما يرفض الموازنة العامة والزملاء موافقون، فلهم كامل الحرية ولا يتناقض هذا مع عضويتي الحزبية، وقد قدمت التنسيقية نموذجين واضحين جدا للتنوع والاختلاف، عندما شاركنا في الحوار الوطني للتعديلات الدستورية ، حضر من هو مؤيد ومن هو رافض ومن يقدم حلولا بديلة، كما قدمنا للدكتور على عبد العال رئيس البرلمان ملفا يحتوى على العديد من الآراء المتنوعة، لكن نحن نحترم رأى الأغلبية، وفى المجمل هذا لا يتعارض مع موقف الحزب فعضويتي في «التنسيقية» بمثابة منصة نعرض بها آراء الحزب مع مجموعة من الأحزاب الأخرى ونخلق بها حالة من الحوار البناء وليس الهدام .

مرثا محروس: القول بأن «التنسيقية» تعمل على تفريغ الأحزاب من الكوادر الشبابية غير صحيحة بالمرة، بل أرى عكس ذلك، فالكيان يسمى «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين»، ونحن في المقام الأول نمثل أحزابا ، وأتشرف أننى أمثل حزب «حماة الوطن»، فوجود كادر من «التنسيقية» يمثل حزبا ما، معناه أن هناك فريق عمل كاملا من الحزب يعاون ممثل الحزب ويمكِنه من تنفيذ برامج التنسيقية خلال حزبه، فعلى سبيل المثال فإن المبادرات التي قدمتها« التنسيقية» كان هناك شباب من الأحزاب تستطيع أن تُخدِم عليها فى كافة المحافظات، وأتشرف أن فريق حملتي بالكامل ليسوا من «التنسيقية» وجميعهم من حزب حماة الوطن لأننا ممثلو الحزب داخل «التنسيقية»، فمن أهم مميزاتنا أننا نقدم آراء الحزب بما يتوافق مع آراء وأهداف «التنسيقية» وسياستها.

المصور: هل مبادرة «الوعى أمان» التي قدمتها «التنسيقية» كافية لتجعل عضوها مرشحاً عن دائرته ويمثلها فى البرلمان؟

الدكتور عمرو عبد الباقي: بالطبع لا تكفى وإذا رجعت إلى تاريخنا ستجد أننى على سبيل المثال سكرتير الهيئة العليا لحزب الوفد المنتخب ومحتك بالعمل على أرض الواقع منذ أكثر من ١٠ سنوات وتنسيقية شباب الأحزاب أهلتني للانتخابات بصورة مباشرة، وجميعنا داخل «التنسيقية» نتبادل الآراء والمشكلات التي تهم الشارع المصري، وأساس الانتخابات قابلية وشعبية، لكن يزيد عليها هذه المرة أننا معنا كيان سياسي كبير متمثل في تنسيقية شباب الأحزاب، بجانب دعم زملائنا على صفحاتهم كمجموعة شبابية محترمة نفذوا العديد من الأعمال على أرض الواقع، فأنا الآن على دراية وفهم كامل لمشكلات الناس نتيجة لاحتكاكي بهم، إضافة إلى أننى أقدم لهم سياسة بمفهوم جديد وسعى بالوصول للأمي قبل المتعلم، وهذا هو الفرق ثم بأي «أمارة» يمكن أن يطلق أحد المرشحين على نفسه مرشح الشباب وسنه يتجاوز الـ٦٠ عاما أم ان هذا اللقب ينطبق على المرشح الذى لم تتجاوز سنه الأربعين عاما وتستطيع مراجعة صفحاتنا كشباب تنسيقية الأحزاب والسياسيين وستجد اختلافا كبيرا جدا كأشخاص وككيان .

المصور: هل تستطيع «التنسيقية» الاستمرار في الحياة السياسية والحزبية في مصر أم سيصبح مصيرها كمصير غيرها من اللجان الشبابية التي اندثرت لأنها لم تكن تمتلك أساسا فكريا واضحا؟

محمود بدر: السؤال عن مدى استمرارية التنسيقية من عدمه طبقا للثوابت الفكرية، أرى أن السؤال لا بد أن يكون معكوسًا ليصبح هل الأحزاب أو التيارات السياسية التي كانت لها أسس وثوابت فكرية صمدت أم لا؟.. والإجابة هنا، لم تصمد، فعلى سبيل المثال نجد أن التجربة الماركسية لم تصمد وتقسمت للعديد من النظريات وكل أتباع نظرية أسسوا حزبا وكل حزب انقسم بذاته وكأن النظرية نفسها لم تنجح في خلق نسيج قوى، لذلك أقول أن العكس صحيح، فعلى سبيل المثال أنا ومارسيل داخل تنسيقية شباب الأحزاب ننحاز لفكرة الضريبة التصاعدية في حين توجد مجموعة من الزملاء لا تنحاز لنفس الفكرة، فبالتالي عند التصويت داخل البرلمان سنصوت نحن لفكرة الضريبة التصاعدية وسيصوتون هم عكسنا، لذا لا ينبغي لنا أن نقول أن التنظيمات التي بنيت على أسس غير فكرية لم تنجح لأن التي أقيمت على أسس فكرية لم تنجح، وهناك خلل في فكرة بنية التنظيمات نفسها، ونحن في «التنسيقية» نحاول أن نتلافى هذا العيب.

المصور: هل كان لمجلس النواب السابق إخفاقات؟ وكيف نتلاشاها في المجلس الجديد؟ وما الذى يمكن أن يضيفه وجود التنسيقية في المجلس الجديد؟

محمود بدر: سأجيب على سؤال وجود إخفاقات في المجلس السابق كنائب بعيدا عن عضويتي في «التنسيقية»، وأقول إنني أرى أن المجلس السابق له بعض الإخفاقات لكنه حقق نسبة ٩٠ في المائة من الأهداف التي كان يطمح إليها، أما عن الإخفاقات فعلى سبيل المثال عدم قدرة المجلس على إيصال للمواطن فكرة أنه عندما يرفع النواب أيديهم بالموافقة على القوانين فهذا لا يعنى أن القانون قُدم من الحكومة ووافقنا عليه بل جرت حوله مناقشات وجدل كبير وتعديلات كثيرة، إضافة إلى عدم وجود بث مباشر، ولا أقصد هنا «علانية الجلسات»، لأن العلانية متوفرة فقط عن طريق حضور بعض الزملاء الصحفيين ممن يتابعون الجلسات، لكن فكرة عدم إذاعة جلسات المجلس فى بث مباشر للمواطنين كانت خطأ من مجلس النواب.

أما فيما يتعلق بالسؤال حول إن كانت «التنسيقية» ستمثل إضافة للمجلس القادم، فدون الدخول فى أية تفاصيل أرى أنها تجربة من المفترض أن تفيد بشكل حقيقي.

ماجد طلعت: من ضمن البنود الرئيسية التي أسعى إليها وجود مجلس استشاري مكونا من القيادات المحلية السابقة من ذوى السمعة الوطنية الجيدة والقيادات الشعبية في المناطق الشعبية التي في بعض الأحيان يكون لها دور أهم من دور النائب نفسه وذلك لما يتمتعون به من كلمة مسموعة وسط أهل منطقتهم ليكونوا معاونين للنائب فى دائرتهم بحيث يتمكن من الاستفادة من خبراتهم السابقة خلال العمل الخدمي السابق، فوجود مجلس استشاري للنائب أعتقد أنها فكرة جيدة ومفيدة لجميع النواب سواء فرديا أو قائمة أو أيا كان انتماؤهم، وأرى أن «التنسيقية» أصبحت أكثر جذبا للشباب لأنهم أدركوا أنها تعطى فرصة أكبر لتمكين الشباب المؤهل، فأصبح كثير من الشباب يرغب فى العمل السياسي ويريد أن يكون مؤهلا حتى يتمكن من الانضمام لـ«التنسيقية» فبدلا من أن نرى أن التنسيقية ستفرغ الأحزاب من الشباب، يجب القول إن هناك انضماما كبيرا من الشباب للأحزاب رغبة في ممارسة العمل السياسي، كما أعتقد أن «التنسيقية» تمكنت من عمل حراك كبير بين الشباب نحو العمل السياسي.