الجمعة 24 مايو 2024

القطار السحري لحل أزمة المرور في مصر

6-11-2020 | 21:22

  تعتبر مشروعات النقل بالسكك الحديدية من المشروعات القومية ذات الاهمية القصوي في تفعيل عجلة التنمية الحقيقية ، ذلك لربط المناطق الجديدة بالمناطق القديمة لتحقيق الربط الآمن و الأكثر إقتصادية لنقل المواطنين و البضائع في إطار منظومة التنمية التي بدأت في عدة قطاعات من الدولة

و بما أن منظومة النقل التي تعتبر الأكبر و الأعظم في القيم الإستثمارية المطلوبة بين كافة المرافق بدون إستثناء علي مدي العقود الماضية و لم يشملها التطوير الأمثل لعدم إدراج موازنات تخطيطية رأسمالية كافية لإحلالها و تجديدها نظراً لمواردها المحدودة بإعتبارها من فئات النقل المدعمة من الحكومة ، و نظراً للظروف الإقتصادية التي تعيق تطوير النقل بالسكك الحديدية ، فقد سن المشرع القانون رقم 194 لسنة 2006 متيحاً للقطاع الإستثماري المساهمة بنظام حقوق الإمتياز للمشاركة في إنشاء مشروعات للنقل بالسكك الحديدية و من ثم يمكن طرح مساهماته علي أفراد الشعب بناء علي جدواه الإقتصادية 

يقول محمد العبد أحد خبراء المشروعات القومية المتعلقة بالنقل بأن مشروع القطار المغناطيسي الذي يعمل بكفاءة عالية في مدينة شنجهاي بالصين و جاري تطبيقة في بقية المدن لاحقاً بأنه المشروع الذي سيرفع من كفاءة منظومة النقل و تسييل المرور في المحافظات التي تعاني من الازمات المرورية 

س- ماذا عن مشروع القطار و مدي تكلفته الجاذبة للإكتتاب عليه ؟

ج- هو مشروع هدفه الحد من تزايد الكثافة السكانية بالعاصمة بنقلها بأعداد كبيرة في فترة زمنية قصيرة إلي مدينة 6 أكتوبر كمرحلة أولي في حال الموافقة عليه كمشروع قومي لإنشاء خط قطار مغناطيسي بأحدث تكنولوجيا عالمية في صناعة النقل بالقطارات بين الجيزة من منطقة مطار إمبابة إلي 6 أكتوبر بخط طولي حوالي 35 كم – ثم كمرحلة تالية من مدينة السادات – الإسكندرية – برج العرب 

و أضاف – بأن تعداد العاصمة يبلغ حوالي 20 مليون نسمة يطاردها زيادة ستبلغ حوالي 10 مليون نسمة كل 3 سنوات ، و هذا يعد من المخاطر التي تعوق التنمية في مصر عموما و العاصمة تحديدا – و هنا يخدم القطار المغناطيسي الهدف من تفريغ العاصمة بتشجيع التهجير الجزئي لعدد من السكان و الخروج بهم من القاهرة الكبري إلي التوطن في مدن سكنية حديثة قبل أن يتفاقم التعداد لاكثر من ذلك مما يتسبب عنه مع مرور الوقت مانعا لإمكانيات التوسع الأفقي الطبيعي لمساحة العاصمة ، و لذا من أيسر الحلول وجدناها في إنشاء خط القطار المغناطيسي الذي لن يكبد الحكومة جنيها واحداً و يرفع عن كاهلها مغبة توفير السيولة اللازمة للمشروع ، بالإضافة غلي أنه سوف يعمل علي خلخلة الكثافة السكانية تدريجيا بتيسير عمليات التهجير التدريجي منها و الاهم تيسير عامل المشاركة للمواطن في المشروع نفسه و تحفيزه بالاقبال علي الغستثمار فيه بعائد مجزي جدا مما يخلق عنده الحرص علي الحفاظ عليه في صورة القاطرات التي يملكها بماله و تديرها الحكومة حتي تئول ملكيتها لها بعد مدة زمنية محددة


س- كيف يتقبل المواطن الاستثمار في مشروع يعتمد علي الطاقة و نعلم ان اسعارها في ارتفاع متوالي ؟ 


ج- المواطن سيشارك بسهم واحد أو أكثر و بعائد مجزي أعلي من عوائد الإستثمار التي إستفادها في مشروعات سابقة 

بالاضافة الي أن إستخدام الوقود السائل سيكون محدود للغاية ، و أيضا لن نحتاج إستيراده مما يعمل علي توفير العملة الصعبة و تخفيض موازنة دعم الوقود


س- ما هي الأهداف المشجعة لتقبل المواطن و الحكومة لمشروع القطار و المساهمة فيه؟


ج- أهمها تقليص حجم مشكلة العشوائيات ، و الحد من حوادث الطرق و إطالة عمرها الإفتراضي كنتيجة مباشرة لتحجيم  كثافة المرور مع الحد من حوادث الطرق – كذلك الحد من مشكلة الوقت الضائع الذي يحد من إنخفاض إنتاجية العامل و يعمل علي رفعها و سيقلص معدلات البطالة مع خلق فرص عمل بكثافة و يسر


س- هل يتيح المشروع نظام ال بي- أو- تي  بإعتباره مشروع ضخم يحتاج تمويلات عالية التكلفة؟


ج- للأسف من الصعب إسناد المشروع لمستثمر اجنبي لأن البنوك المقرضة له ستتعامل معه بالعملة الصعبة -- و بالتالي ستفرض عليه بيع المنتج او الخدمات بالعملة المقترض بها للحكومة المصرية -- غير سداد القرض و فوائده بالعملة الصعبة – و هنا لن يقبل المستثمر بتحصيل عوائد بيع خدمات المرفق بالجنيه علي ان يقوم بشراء العملة الصعبة من السوق او البنوك.. كذلك من المستحيل أيضا علي المواطن سداد فئات النقل بالدولار مما سيمثل عبئا علي الخزانة العامة و علي ارصدة العملات الصعبة المحدودة


س- المشروع ضخم و تكلفته باهظة -- فما هي أهم  العوائد التي تعود علي الدولة و المواطن من إقامته في دولة نامية ؟


ج- أول فوائده المرجوة أنه سيصاحب هذا المشروع العملاق عدة مشروعات متعددة الأهداف تخدم عليه و تعمل علي تيسير حركة الإستثمار بكل روافدها في المدن التي سيقام بها مما يمثل حركة رواج تجاري غير مسبوقة و كغننا أقمنا مدينة جديدة متكاملة الخدمات و المرافق علي أعلي مستوي و لكن بايادي المواطنين من الألف للياء مدعمة بالتيسيرات الوجوبية و التراخيص لتسهيل كل ما يتعلق بالمشروعات الموازية التي ستقام لخدمة المواطنين في مثل تيسير شبكات نقل داخلي بين محطات الوصول و باقي أطراف المدينة و مرافقها و ما يصاحبها من أنشطة خدمية و تجارية  - و كذلك ستكون هناك العديد من الخدمات المصاحبة و الناتجة عن زيادة التعداد السكاني و التوسع العمراني مما يعني ان هذا المشروع العملاق كثيف العمالة سيؤدي ألي تشغيل عمالة غير مباشرة و تقليص نسبة البطالة –


س- ما هو الفارق بين القطار المغناطيسي و الكهربائي ؟

ج- يستخدم الطاقة المغناطيسية المتوالدة من طاقة كهربائية ( طاقة نظيفة ) في تسيير وحداته بسرعة فائقة تبلغ اكثر من 500 كم في الساعة للمسافات الطويلة اكثر من 50 كم – و تبلغ 430 كم في المسافات الأقل ن بالإضافة إلي أنه يستهلك طاقة كهربائية أقل بنسبة 30% من ما يستهلكه مترو الأنفاق أو القطارات الكهربائية المتطورة –

لا يتسبب عنه أي ملوثات سمعية او أتربة أو أبخرة أثناء سيره ، و لا تسبب الطاقة المغناطيسية التي يعمل بها أي نوع من مرض السرطان حيث تبلغ معدلاتها في القطار المغناطيسي 100 ( تسلا ) وحدة قياس الطاقة المغناطيسية . بينما ينتج جهاز التليفزيون 500 تسلا و لا يغادره المشاهدون بالساعات ! و يتسم القطار ايضا بارتفاع نسبة استيعابه لعدد ما يربو علي 2000 راكب ، كما انه يعتمد في تشغيله علي نظرية عدم احتكاكه بالمسار ، ايضا لا يحتاج لحفر انفاق و ارتفاع مساره قادر حتي 25 مترا مما يسهل عملية مده بالطرق دون أي إعاقة من المرافق العامة او المباني التي يستطيع تجاوزها ، و لا يحتاج الي انشاء اسوار جانبية لحمايته او لتأمين حياة المواطنين ، ايضا لا يحتاج غلي إنشاء مزلقانات لعبور السيارات مما يحد من التكاليف و الحوادث – كما أنه لا يحتاج الحفر لإنشاء مسارات و لا يتطلب  إنشاؤه نزع ملكيات اراضي الغير --- و الأهم في كل ذلك أنه يختزل فترة الإنشاء إلي حوالي 40% من جدولة تنفيذ الخطوط الارضية في 4 سنوات بدلا من 10 سنوات

س- ما هي الخطوات العملية و التنفيذية التي تشجع علي الإستثمار فيه ؟


ج- تأسيس شركة قائمة بالعمليات تتولي التعاقد مع وزارة النقل في عقد البوت اذا تحصلت علي حق الامتياز في تشغيل المشروع و التجهيز لاعداد دراسات المسار بالتنسيق مع وزارة النقل و غيرها من الوزارات المعنية مع اصدار كافة التراخيص سميو الموافقات الحكومية عليه  - و هذا المشروع العملاق إن تم في مصر فسوف ينقلنا إلي مصاف الدول العظمي لانه سيقضي علي كثير من الترهلات في اجهزة الدولة بسبب المعوقات التي يصادفها المواطن يوميا من خلال الطرق و الازدحام المروري و مشاكل انتقاله من و الي عمله الخ--- و لكن لن يبصر هذا المشروع النور الا بقرار من القيادة السياسية لاعتباره مشروعا قوميا يستحق الإستثمار الشعبي فيه=======