خلال السنوات الأخيرة، أزداد التركيز على أهمية اليمن الإقليمية فيما يتعلق بأسراب الجراد الصحراوي. فطبقاً لتقارير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، يعد اليمن أحد المناطق الرئيسية لتكاثر الجراد الصحراوي، حيث تتكاثر فيه الأسراب في عدة مواقع على مدار العام، ثم تنتشر في جميع أنحاء البلاد والمنطقة والإقليم.
وأفادت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" في وقت سابق بتأثر سبل عيش المزارعين والرعاة في اليمن، بشدة، جراء الانتشار المستمر للجراد الصحراوي.
وأوضحت المنظمة أن اليمن يمثل أرضا خصبة لتكاثر الجراد الصحراوي وأن مكافحة انتشاره أمر بالغ الأهمية في سبيل منع انتشار جديد للآفة في كل من منطقة القرن الأفريقي وجنوب غرب آسيا.
بحث وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي، اليوم الأحد، مع وفد منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) برئاسة مسؤول الطوارئ بمكتب المنظمة في روما دومينيك بيرجيون، التعاون الثنائي بين المنظمة وحكومة بلادنا وخاصة خطة استجابة المنظمة لمكافحة الجراد الصحراوي في اليمن والقرن الأفريقي.
وتطرق الوزير خلال اللقاء بحضور الممثل المقيم المنظمة الأغذية والزراعة لدى بلادنا الدكتور حسين جادين، وخبير الجراد بمكتب المنظمة في روما كيث كريسمان، والأمين التنفيذي لهيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المكتب الإقليمي للمنظمة في القاهرة مأمون العلوي ،إلى تداعيات انتشار آفة الجراد على الوضع الاقتصادي في اليمن وتأثيرها على الأمن الغذائي في ظل اعتماد بلادنا غذائياً بنسبة 20 بالمائة على الإنتاج الزراعي. وفقا لموقع "سبأ نت".
وشدد وزير الخارجية ،على أهمية التحرك السريع لدعم الجانب الحكومي وإعادة تأهيل قدرات مركز مكافحة الجراد الصحراوي وتوفير الإمكانات اللازمة وتدريب الكادر الوطني في ظل القدرات المحدودة لبلادنا..مؤكدا التزام الحكومة بتقديم كافة التسهيلات لإنجاح برامج المنظمة في اليمن.
من جانبه، قدم وفد منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، عرضا مستفيضا عن خطة استجابة مكافحة الجراد الصحراوي في اليمن والتي تهدف للحد من انتشار الجراد وحماية سبل العيش للمزارعين..مشيراً إلى أهمية التحرك لحشد الجهود من قبل كافة الأطراف بما يضمن مواجهة هذه الآفة التي تهدد سبل العيش باعتبار اليمن أحد بؤر تكاثر الجراد الصحراوي..مثمنا دعم وتعاون الحكومة لانجاح تلك الخطة.
يشار إلى أن الجراد الصحراوي يعتبر من أكثر الآفات المهاجرة ضررا في العالم، ويمكنه التكاثر بوتيرة سريعة جدا في ظل الظروف المناسبة. كل ثلاثة أشهر، يمكن لدورة التكاثر أن تشهد نمو أعدادها بنحو 20 ضعفا.
يبدأ الجراد بعد أكتوبر/تشرين الأول في الهجرة لمنطقة التكاثر الشتوي على ساحل البحر الأحمر وبعض دول الخليج وأريتريا وأثيوبيا، ثم يبدأ بعد ذلك الهجرة لمناطق التكاثر الربيعي مع بداية إبريل /نيسان داخل السعودية أو السودان، وكذلك الحال في المناطق الغربية ينتقل من مكان لمكان.
يستهدف الجراد الصحراوي المحاصيل والنباتات التي تستخدم كعلف للماشية. وتأكل الجرادة الواحدة طعاما بحجم وزنها (2 جرام) في اليوم الواحد. ويمكن أن يكون هناك ما بين 40 - 80 مليون من الجراد البالغ في كل كيلومتر مربع.