الإثنين 6 مايو 2024

"كصوت أَسْوَد".. قصيدة لـ"عبد النبي حاضر"

فن9-11-2020 | 14:34

أقصر بكثير

من قصيدة

هذه الشساعة المضغوطة

وأطول

من علبتي سجائر؛

في مرمى الصور البعيدة. 

أقرأ؛

بحر أهوج

من أَيُّونَات مدفوقة،

تصدأ 

قبل نضوح ضوء. 

أصنع فوقا

من شوك الارتياب

وتحتا من تِبْن اليقين

ثم أخلد

للتسول في أزقة الحقيقة

لطالما وثقت بالحواس

شامات على السطح

كنت أقول

لأكتشف

أنها بحر الكيتش المردوم

أبترُ جفناي

ذاكرةَ استلاب يتعاقب،

تحررتْ نظرة ميت

من فمي. 

أصوات تنبع من عظامي 

ترشح تباعا

وتقطر في الفراغ

تغادرني بلورات الملح

وأتضاءل منخطفا

أمام هيكل الحلم. 

من نافذة أدفق أليافي البصرية 

على ظهر دخان لولبي،

يهبط الى أعلى

ويصعد الى أسفل، 

ثم يغيب في لاشيء ساطع. 

يكتفي الصمت بتلمس الأنفاس 

كما لو أن اللسان

عظم يَصْلُبُ ريح جوفي

على جدار الحلقوم. 

أسلخ جلدي

وأنسلخ من ماهيات بردانة

يبتذلها الليل

أتفسخ بين تموجاته بلا مسام

محفوفا بأعضاء عمياء. 

الزمن حوش كثير من صوف 

أرتطم وأوحل،

لكن أصير...

أتقدم خطوة

ينفلت ثلم من ثقب في جسدي

ألتفت يسقط وجهي

في قاع ظل،

أتطلع للأفق

تتكسر أسناني

على حافة الحبو،

أتحول من نور الى عتمة

ومن عتمة الى عتبة،

افيض من جسدي

وأحتوي الممكنات

والخطوط والزوايا والمساحات؛

أرافق الموتى في جزيرة الموت

أنصت لموسيقاهم

وأردد أناشيدهم

وأنادمهم ونلعب البوكر بلا أوراق

على طاولة هوائية

وبنرود بلا أرقام

نستمتع بتذويب الزمن. 

هنا جنة أصوات سوداء

فضاء عديد كماء رحيب

يتوعد بالتسرب

كلما انتاب صوتا نزقُ تكتل

لاجسد

يثقل كاهل فضاء منذور للسائبين

دمهم هواء

يتبرعون بدمهم

بلا داع، هواة متطوعين

يتحاقنون الأنفاس

كيلا يتحولوا الى غيوم كوليسترول

نافقة. 

أتنفس ظلاما صلبا ملء الرئتين 

تشتعل الحدود

وتسري جاذبية حامضية

في عضلاتي. 

وأعود 

محملا بحجر البرازخ

فيضيق بي الباب

وتحبسني النافذة. 


    Dr.Randa
    Egypt Air