"بارقة أمل لانتهاء فيروس كورونا"، بهذه الكلمات وصف أطباء اللقاح الجديد الذي أعلنت شركة فايزر التوصل إليه، وتحقيقه نتائج إيجابية بنسبة 90%، موضحين أن هذه النتائج أثبتت فاعليه في تحسين المناعة بشكل مبشر، وأن هذا اللقاح هو تطعين وقائي وقد يكون بداية تحجيم انتشار الفيروس، وأن مصر ستحصل عليه فور اعتماده وبدء إنتاجه.
وكانت شركة فايزر للأدوية الأمريكية وشركة بيونتيك الألمانية، قد أعلنتا انتهاء المرحلة الثالثة لاختبارات لقاحهما لفيروس كورونا المُستجد، مؤكدتين أن اختبارات لقاحهما لفيروس كورونا انتهت بنجاح، حيث يحمي اللقاح التجريبي من مرض كوفيد- 19 الذي يُسببه فيروس كورونا بنسبة تتجاوز 90%، وهو أمر وصفته منظمة الصحة العالمية بالإيجابي.
من جانبه، قال ألبرت بورلا، الرئيس التنفيذي لشركة فايزر للأدوية، إن سيكون هناك ما يصل إلى 50 مليون جرعة هذا العام عالمياً، مضيفا أن سيكون هناك 3 مليار جرعة عالمياً مجدداً في العام المقبل، وأن هناك خطيْ تصنيع، أحدهما في الولايات المتحدة، للتصنيع للأمريكيين بشكل رئيسي، وخط تصنيع آخر في كل من ألمانيا وبلجيكا، وسينتج لآسيا وأوروبا، وبقية دول العالم".
فيما أعلن الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية والوقائية، أن مصر تتواصل دائمًا مع الهيئات العالمية للحصول على حصة من لقاح فيروس كورونا المستجد، وأنها لها حصة مؤكدة عند إنتاجه تجاريًا، مضيفا: "إننا على تواصل دائم مع المنتجين من ناحية ومع المؤسسة الإعلامية التي تنظم وترتب وتتابع اللقاحات من ناحية أخرى."
وأكد أن هذه الشركات لم تصل إلى نتيجة نهائية تؤكد فعالية هذه اللقاحات وآثارها الجانبية، وأن الدولة المصرية على تواصل كامل مع كافة المؤسسات المشرفة على لقاحات فيروس كورونا خاصة التحالف العالمي للقاحات والتحصين (جافي) الذي يتولى الإشراف على البيانات العلمية الدقيقة عن هذه اللقاحات، مضيفا أن الفئات التي سيكون لها أولوية الحصول على لقاحات كورونا هي "الأطباء وأطقم التمريض والصيادلة ثم الفئات التي لديها أمراض مزمنة كالقلب والصدر والأورام، ومن لديهم أمراض مناعية فضلا عن السيدات الحوامل".
تطعيم وقائي ضد كورونا
وفي هذا السياق، قال الدكتور عصام المغازي، رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، إن اللقاح الذي أعلنت عنه شركة فايزر، ضد فيروس كورونا، هو تطعيم وقائي لمنع الإصابة بالفيروس، ونجح بنسبة فعالية تتجاوز 90% ممن أجريت عليهم التجارب الأولية، مضيفا أن العالم أجمع ينتظر النجاح في التوصل إلى لقاح أو علاج لكورونا لتنتهي هذه الجائحة بشكل تام.
وأوضح المغازي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه خلال الفترة الماضية تم الإعلان عن عدة لقاحات نجحت في إثبات فعالية في مواجهة الفيروس، مثل لقاح أكسفودر واللقاح الروسي، وأخيرا لقاح فايزر الذي تم تجربته على 44 ألف شخص، وأثبت التجارب أن من لم يصب بالفيروس نحو 90 شخص من هذا العدد، مضيفا أن اللقاح أدى لحماية 90% ممن خضعوا للتجارب من الإصابة.
وأضاف أن شركة فايزر هي الوحيدة التي أثبت لقاحها الفاعلية المرجوة، ومنظمة الصحة العالمية علقت أمس على هذا اللقاح وكانت تصريحاتها مشجعة، ووصفت اللقاح بالإيجابي، مؤكدا أن الجميع يأمل أن ينجح اللقاح في إثبات فاعليته في التجارب النهائية وتبدأ الشركة في إنتاجه خلال الفترة المقبلة، بما يجعله متاحا في الأسواق مع بداية العام المقبل.
وأكد أن بداية العام المقبل وبدء توزيع اللقاح على دول العالم قد تكون بداية تحجيم انتشار الفيورس ومواجهة هذه الجائحة، التي سببت أرقا للعالم على مدار العام الجاري وأدت لخسائر كبيرة في الأرواح وكذلك اقتصادات الدول.
بارقة أمل لإنهاء الوباء
ومن جانبه، قال الدكتور طه عبد الحميد عوض، أستاذ الأمراض الصدرية بجامعة الأزهر، إن اللقاح الذي أعلنت عنه شركة فايزر وشركة بيونتيك الألمانية ضد فيروس كورونا، يمثل بارقة أمل تلوح باقتراب موعد كشف الغمة، سواء كانت اجتماعية أو نفسية أو جسدية أو حتى اقتصادية، ليس على مصر وحدها بل للعالم أجمع المهدد بفقد الثروة البشرية جراء الفيروس وتوابعه من تغييرات جذرية في كل مناحي الحياة والتعاملات.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مصر ستحصل على هذا اللقاح، وهو أمر يعود إلى قدرة دور العلاقات الدولية، والقيادات السياسية التي يلزم عليها التواصل مع الشركة والاتفاق بشأن عقد الحصول على القدر المطلوب من الجرعات الواقية، مؤكدا أن اللقاح أظهر كفاءة وفاعلية في تحسين المناعة بطريقة مدهشة، ويؤدي حصول المصاب على الجرعة الثانية منه إلى إتمام تعافيه.
ووصف اللقاح بأنه جيد للغاية، وبمثابة كنز وسفينة نجاة، وخاصة أن الشركة المنتجة للقاح ستعمل على توفيره في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا بشكل أساسي، حيث يتجاوز عدد إصاباتها بهذا الفيروس مليار إصابة تقريبا، وستخصص خط إنتاج آخر للدول الأخرى من بينها الدول العربية ومختلف دول العالم.
وأشار إلى أنه من المحتمل إنتاجها من الجرعات الـ50 مليون جرعة بنهاية العام الجاري 2020، مضيفا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي حرص على تقوية علاقات مصر الخارجية بكافة دول العالم، وهناك مصالح مشتركة وعلاقات مصرية قوية بدول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية مما يعزز من فرص مصر في الحصول على هذا اللقاح.