صدر حديثًا عن
مركز "المحروسة" للنشر والتوزيع، كتاب قصصي جديد بعنوان "تربية
حيوانات مُتخيلة" للكاتب الصحفي أحمد وائل، وفي 14 قصة متباينة الطول، يتحرك فيها
الكاتب ذهابًا وإيابًا بين صوتي "الأنا" و"الراوي" فتختلط
الأحداث والقصص بين الواقع والخيال.
أكد أحمد وائل، الكاتب، أنه لا يهتم كثيرًا بالتصنيفات الأدبية، حيث أن المهم هنا
هو أن يكون النص وافٍ، فلا يهم إن كانت القصة طويلة، قصيرة أو رواية صغيرة، هو نص
يحاول فيه التعبير عن الذات أو الهروب منها.
وأضاف وائل، أن فكرة "تربية حيوانات مُتخيلة" هي نتاج سؤال يطرحه على
نفسه: "هل نحن نقوم بتربية ذواتنا؟! أم نُربي خيالنا؟" فكان المحور
الرئيسي هو قصة طويلة تحمل نفس اسم المجموعة القصصة، هي التي كتبها وائل، وأعاد
تحريرها وصياغتها مرارًا، فنتج عنها بقية النصوص، لأن همه الأساسي في تلك المرحلة
كان، كيف نتعامل مع الأدب؟!
قصة "تربية
حيوانات مُتخيلة" هي عن كاتب شاب يبحث في ذكرياته عن علاقته بجده الكاتب الذي
توقف عن النشر، لكنه أبدًا لم يتوقف عن القراءة والكتابة. بين الجد والحفيد،
تربطهما التفاصيل المشتركة، ويلتقيان في الكثير.
جزء من قصة تربية حيوانات مُتخيلة:
"كيف تربّي الأدب؟
رُبّيت في بيت أسسه زوجٌ من الدقهلية،
تفاخر أنثاه بتاريخ الحروب الأدبية التي خاضتها من أجل أن يمسك ذكره بزمام الأدب
في منتصف الستينيات، ثم انسحب من الأدب دون التوقف عن الكتابة أو القراءة.
يقدّم والدا أمي سيرة حياتهما المشتركة،
أملًا في سطوع نجم الكاتب الذي ترك مع أفول زمن ناصر الأدب والسياسة .
صغيرًا كنتُ كلما كتبتُ نصًا توجهتُ
لغرفته، وعرفتُ كيف تأكل المكتبات البيوت، وخبرتُ أيضًا كيف تُدفن الأحلام في
المكتبات، ورأيت كيف يُترك الأدب لصالح شؤون أخرى.
في مكتبة جدي أُخفيت المخطوطات بعناية؛
كراسات صغيرة تسكنها قصص وروايات أغلبها مادة خام، لم تُحرر".