السبت 29 يونيو 2024

يعتبره البعض وقاحة وسلاطة لسان .. " الكلام الدبش" أسلوب البنات لإخفاء المشاعر

27-4-2017 | 11:04

تحقيق : أماني ربيع

رغم أن الفتيات يتميزن برقتهن فى التعامل إلا أن العديد منهن يخشين إظهار مشاعرهن أو التعبير عنها فيتخفين وراء ستار مصطنع من الكلام الحاد والذى يتسبب فى إحراج الآخرين، ومن منا ينسى شخصية غادة أبو حجر فى فيلم"حب البنات" التى كانت تخفى مشاعرها وأنوثتها وراء كلام يصفه الجميع بـ"الدبش" ليتهمها من حولها بأنها سليطة اللسان رغم أنها كغيرها من الفتيات تتمتع برقة المشاعر ورهافة الحس.

"حواء" استطلعت أراء الفتيات حول الأسلوب الحاد "الدبش" فى التعامل مع الآخرين وتجاربهن معه.

البداية مع لمياء شرف -27 سنة- التى اتخذت من الصراحة أسلوبا فى تعاملها مع الآخرين واعتبرتها دليلا على وجودها تقول:"أنا أقول دبش إذا أنا موجودة، الصراحة ليست وقاحة على الإطلاق لكننى أعتبرها أسلوب حياة، ولا أحب أن أجامل أو أنافق أحداً، أقول الحقيقة في وجه الجميع ولا أخشى أحداً، لكن المجتمع أصبح يفضل المجاملات والنفاق".

وتؤكد أسماء محمد حسين أنها تحب هذا الأسلوب في التعامل مع الآخرين لأنه يعفيها من الحرج قائلة:"أحاول أن تكون ردودي دائما ساخرة تحبط من أمامي كي أشعره أنني لا أهتم بما يقول أو يفعل، بمعنى أنني أحصن نفسي خوفا من أن يجرحني الطرف الآخر أو يعتبرني فريسة سهلة".

إخفاء للمشاعر

وتقول هادية عبد المولى:"عندما أتحدث بهذا الأسلوب أوجه الكلام لنفسى، فأنا أفضل أن أسخر من وزني الزائد قبل أن يسخر مني أحد وبدلا من أن أسمع كلمة تجرحني أرى الناس يضحكون وهكذا أسخر من نفسي قبل أن يسخر منى الآخرون".

أما مها محمود فتفضل عدم إظهار مشاعرها وتتخذ من أسلوب "الدبش" وسيلة لإخائفها أو صرف الانتباه عن موضوع يشعرها بالحرج تقول:"لست من النوع الذي يظهر عواطفه وعادة ما أحول أي موقف رومانسي مع خطيبي إلى نكتة، فعندما يقول لي كلمة حب، أرد بنكتة أو موقف من قفشات الأفلام يفصله عن الحالة الرومانسية ويصيبه بالإحباط، و للأسف لا أستطيع التخلص من هذه العادة ".

يثير المشاكل

وعن تجربتها مع هذا الأسلوب في التعامل  تقول رضوى وفائي بنت الـ29 عاما:"لدي صديقة لا تقصد أن تكون عنيفة في ردودها لكنها متسرعة وتتكلم قبل أن تفكر، وكثيرا ما يوقعها ذلك في مشاكل كثيرة، ومع أنها طيبة القلب إلا أنها كثيرا ما تخسر أشخاصا بل وعروض عمل بسبب لسانها السليط".

وتعانى شهندة معروف من هذا الأسلوب الذى يتبعه زوجها فى تعاملاته مع أسرته أو أصدقائه فتقول:"مشكلتي أن كلام زوجي"دبش" لكنه لا يعترف بذلك فهو يعتبر نفسه شخصاً صريحاً، وكثيرا ما تحدث خلافات بينه وبين والدتي ولا يمكننى أن أتحيز لطرف على حساب الآخر، كل ما يمكننى فعله هو العمل على إرضاء الطرفين وتلطيف الجو بينهما".

"إحنا فرقة الدبش".. هكذا تعترف بسعادة كل من هناء مرعي، هدى محمد، وليلى عبد المنصف ويستطردن:"منذ أن كنا في الجامعة ونحن معروفات بهذا اللقب، لكننا نعتبر هذا الأسلوب  خفة دم ليس أكثر، ولا نمارسه إلا مع الأصدقاء المقربين للمزاح والضحك، وأحيانا نستخدم الكلام"الدبش" مع أي شخص يتخطى حدوده أو يعاملنا معاملة سيئة".

سلوك مكتسب

وتعلق على هذا الأسلوب في التعامل بسمة سليم الباحثة في علم النفس والتنمية البشرية فتقول: هذا السلوك مكتسب بمعنى أنه قابل للتعديل لكن"الدبش" لا يعني الأسلوب غير اللائق في الحديث فقط وإنما يشمل العديد من مهارات الاتصال المباشر كعدم الانتباه إلى من يتحدث إلينا أو مقاطعة المتحدث، فضلا عن نبرات الصوت المرتفعة والحادة في الكلام العادي، مشيرة إلى أن الأسباب وراء هذه الطريقة فى التعامل هي تعرض الشخص لضغوط كثيرة  تفقده القدرة على التحكم في انفعالاته أو نتيجة التنشئة الاجتماعية، وتنصح الشخص الذى يستخدم هذا الأسلوب فى تعاملاته مع الآخرين أن يغير من طريق تعامله مع من حوله لأن هذا الأسلوب قد يعرضه للحرج أو يلحق به الضرر فى حياته الاجتماعية والمهنية، وأن يتقبل النقد بصدر رحب ويدرك أن هذا السلوك يؤذى من حوله ويجرح مشاعرهم.