في مثل هذا اليوم من 88 عاما صدرت مجلة الكواكب في 14 نوفمبر 1932 لكتشف لنا أسرارا من مسيرة أم السينما السيدة عزيزة أمير، والعقبات التي واجهت فيلم "كفري عن خطيئتك" وهو الفيلم الخامس في مسيرتها الفنية، وقد ذهب إليها مندوب الكواكب ليطلع على المراحل الأخيرة من مونتاج الفيلم ويرى عرضا خاصا في قبل الجمهور .. وفي السطور التالية التفاصيل.

 

أطفئ سيجارتك أولا .. كانت تلك هي الجملة التي سمعها مندوب الكواكب وهو على عتبة الغرفة التي تقبع بها السيدة عزيزة أمير مع بعض العاميلين في شركة التمثيل والسينما الخاصة بها، وكانت صاحبة ذلك التنبيه هي عزيزة بنفسها التي رفعت لفائف شريط فيلم "كفري عن حطيئتك" عن عنقها وراحت تستقبل المندوب بابتسامة وتعتذر عن الأمر الذي أصدرته بمنع التدخين حيث قالت ضاحكة : "حاكم اللي يتقرص من التعبان يخاف من الحبل".

 

وأوضح محرر الكواكب سر منع عزيزة للتدخين، فقد شب حريق في فيللا عزيزة والتهم نسختان "بوزتيف" من فيلم "كفري عن خطيئتك"، وقيل أن الحريق شب بسبب سيجارة، ويومها أكدت عزيزة للكواكب أن الحريق لن يقلل من عزيمتها ، وستمضي في العمل جادة مهما بلغت الصعاب حتى تتمكن من عرض في أوائل الموسم الحالي .. وبعد قليل اصطحبت عزيزة محرر الكواكب إلى غرفة العرض في الشركة ومعه بطل الفيلم صلاح الدين افندي الملاكم المشهور ومدير التصوير حسن افندي مراد، وشاهد الجميع كل فصول الفيلم كاملة.

 

كانت السينما في ذلك الوقت صامتة وبدأت في ذلك العام إضافة الصوت، وقد لاحظ محرر الكواكب ذلك فسألها عن السبب الذي جعلها تخرج هذا الفيلم للنور وتعرضه للجمهور صامتا، في وقت بدأت فيه السينما تنطق، فقالت عزيزة : لا تحسب ذلك تقصيرا مني في الصرف والبذل ، لكن الموضوع كان محل تفكير عميق، فقصة الفيلم تدور على أرض مصر بين أسرة هندية وشاب مصري .. ولم يحالفنا التوفيق في اختيار اللغة التي ينطق بها أبطال الفيلم إذا كان ناطقا .. فالبطل مصري يتكلم العربية، أما الهنود فيتكلمون الهندية، فيكف إذن يتفاهم الممثلون؟

 

أجاب محرر الكواكب : يتفاهمون باللغة الإنجليزية .. وهنا قالت له عزيزة فكرنا في ذلك، وتوصلنا إلى نتيجة أن الفيلم معظمه سيكون باللغة الإنجليزية وسيخرج بالتالي عن الهدف المنشود، ناهيك عن أنني لا أجيد الإنجليزية فقد رأينا أن يكون الفيلم صامتا ولكي نعوض الجمهور فقد أضفنا الموسيقى والهتافات في حفلة الملاكمة باللغة العربية وتكون ممزوجة بالتصوير وليست اسطوانة منفصلة .

 

وأكدت عزيزة أمير أنها أعدت نسخة لترسلها إلى باريس من أجل ذلك الغرض على أن ترد إليها كاملة حسب التعليمات قبل نهاية الشهر الحالي كي يتم عرضها في بداية الشهر القادم .. بقي أن نضيف أن الفيلم عرض في 16 يناير 1933بسينما فؤاد.