الأحد 2 يونيو 2024

الدكتور محمود الضبع عن رحيل"الكفراوي": الحكاء المتدفق يصمت عن الحكى

فن15-11-2020 | 13:37

رحل سعيد الكفراوي، صانع الحكايات، وطاقة البهجة والنور، ونموذج النبل الإنساني المتسق مع ذاته وكأنه هو الحكاية التي يحكيها.

قال الدكتور محمود الضبع، أستاذ النقد الأدبي، عن رحيل الكاتب الكبير سعيد الكفراوي، أن كل من مر في طريقه يوما صار صديقه ومحبا له ولحكاياته وطريقته في الحكي، سواء من التقوه صدفة على مقهى بالشارع، أو عبر رحلة سفر، أو جمعتهم جلسة واحدة في محفل علمي أو مناسبة اجتماعية.


وأضاف الضبع، كان حكيه وكأنه مشاهد سينمائية موصوفة بدقة، ولا تغيب عنها الإيماءات الحركية، والتنغيمات الصوتية، التي تجعل مستمعه يرى المشهد وكأنه يعيشه، سواء اختص الحكي برسم وقائع حياة الريف في دلتا مصر، أو مشاهد الحياة الأدبية وذكريات الراحلين، أو أحداث التاريخ الاجتماعي لمصر كما رآها وعايشها وشارك في صنعها.


وأكد الضبع في حديثه عن الراحل سعيد الكفراوي، قائلا: "أخلص الكفراوي للكتابة القصصية ولم تغوه الرواية على الرغم من اتساع عالمه السردي وتدفقه الرائق في الحكي، وعبر ما يقرب من نصف قرن من الزمان قدم اثنتي عشرة مجموعة قصصية، لم تختلف بأي حال عن تدفقه في الحكي كما في حياته، فمنذ قصصه التي بدأت في الستينيات، وحتى أواخر أعماله في السنوات الخمس الأخيرة، استطاع أن يشكل خطًا سرديًّا يعتمد على محورين متوازيين ومتقاطعين أحيانًا، هما القرية والمدينة".


مضيفا، مثلت القرية عالمًا سرديًا ومنبعًا ثريًا للحكي، استطاع الكفراوي أن يتجاوز مجرد رصده الظاهري، ليغوص في أعماقه كاشفًا مشكلاته وقضاياه، وتناقضاته، وأساطيره، وطقوس الولادة والموت والمعتقد الشعبي؛ ما جعله أحد رواد الانتقال من الصورة النمطية للريف بوصفه مساحة خضراء ناعمة، إلى كونه عالمًا ثريًا له مشكلاته وتأثيراته في مسارات الحياة المصرية.


وفي النهاية قال الناقد الدكتور محمود الضبع أن صورة المدينة عند سعيد الكفراوي، كانت مثالًا لتعقد العلاقات الاجتماعية، وأزمة الفرد في علاقته بالمجتمع، والسلطة، والواقع السياسي، والذي ظلت قصصه على مدى نصف قرن تحاول كشف هذا الغموض الذي يلف المدينة.