السبت 29 يونيو 2024

توما الإكوينى.. مؤسس الفلسفة المدرسية فى أوروبا (صور)

فن19-11-2020 | 17:21

كان مؤسس "الفلسفة المدرسية" والتي عبرت عن الفلسفة الأوروبية في العصر الوسيط، هو ابن كونت دي إكوينو بإيطاليا الجنوبية، العالم الملائكي أو العالم المحيط، توما الأكويني، هو راهب دومينيكاني، ولد في عام 1225، بالقرب من قلعة والده الكونت لاندولف، ويرتبط بإحدى سلالات إمبراطور روما المقدس، هو فيلسوف ولاهوتي مؤثر وأحد معلمي الكنيسة الـ33.


كان توما الإكويني إحدى الشخصيات المؤثرة في مذهب اللاهوت الطبيعي وهو أبوالمدرسة التوماوية في الفلسفة واللاهوت، كان له تأثير واسع على الفلسفة الغربية، وكثير من أفكار الفلسفة الغربية الحديثة، إما ثورة ضد أفكاره أو اتفاق معها، خاصة في مسائل الأخلاق والقانون الطبيعي ونظرية السياسة.


التحق في الرابعة عشرة بكلية الفنون بجامعة نابولي، وفي هذه المدينة، بعد خمس سنين، دخل رهبنة الدومنيكيين فأرسل في السنة التالية إلى باريس، حيث تتلمذ لألبرت الأكبر ثلاث سنين، ثم رافقه إلى كولونيا، وبعد حصول توما الإكويني على الليسانس صار أستاذا وهو في الحادية والثلاثين، أي أربع سنين قبل السن المقررة بقانون الجامعة، وقد أعفاه البابا من هذا القيد، فاحتل أحد كرسيين مخصصين لرهبنته بالجامعة، وعمل بهذه الصفة ثلاث سنين فشهد منه المستمعون "طريقة جديدة، وبراهين جديدة، ومسائل جديدة، وترتيبا جديدا للمسائل، ونورا جديدا"، وإلى هذا العهد يرجع كتابه "شرح الأحكام" في أربع مقالات، يظهر في الأولى أثر أوغسطين، فلما تحول عنه أعاد تدوينها، ليمحو هذا الأثر ويثبت آراءه الخاصة، وفي المقالتين الأولى والثانية يحيل ثلاث عشرة مرة إلى كتاب لابن سينا "في العقول" ومرة إلى كتاب له أيضا "في صدور الموجود" وقد ضاع الكتابان وكانا مقتبسين من جزء الشفاء في ما بعد الطبيعة، ويبدو اعتداده بابن سينا وابن رشد في رسالة "في الوجود والماهية" يكثر فيها من ذكرهما تارة للاستشهاد وطورا للمناقشة، وبعد أن صار أستاذا دون شروحه على كتب بويس.


في عام 1256، تم تعيين توما أستاذا في اللاهوت في باريس، وكان أحد أهم أعماله أثناء شغله هذا المنصب أن يكون ضد هؤلاء الذين يهاجمون عبادة الله، ويهاجمون الدين، ودافع عن حقوق الرهبان في تدريس اللاهوت، وحينما تقاعد الإكويني، كتب عددا كبيرا من الأعمال منها: "أسئلة متنازع عليها عن الحقيقة وهي  مجموعة من تسعة وعشرين سؤالا متنازعا عليه حول الإيمان والحالات الإنسانية  وتم إعدادها لأغراض المناظرة في الجامعات"، كما كتب كتابا آخر أجاب فيه عن مجموعة من الأسئلة المطروحة عليه بواسطة الجمهور الأكاديمي، وتعليقين على أعمال فيلسوف القرن السادس أنيسيوس مانيلوس سيفيرينوس بويثيوس. وبحلول نهاية وصايته، كان توما يعمل على واحد من أشهر أعماله "عن الخلق والخالق".

يقول الإكويني: "لقد أوحيت إلي أشياء ما أرى كل ما كتبته إلا كالهشيم بالقياس إليها"، وكان هذا بعدما عاد إلى إيطاليا لإنشاء معهد عالي جديد، في نابولي، لكنه في 6 ديسمبر 1273، طرأ عليه تغيير وانقطع التعليم والكتابة، وحينما سئل عن ذلك كان له هذا الرد.

ومنذ ذلك اليوم فرغ للعبادة، وترك القسم الثالث من كتابه "المجموعة اللاهوتية" ناقصا، فأتمه رجلند زميله في الرهبنة، وكاتبه مدة الخمس عشرة سنة الأخيرة، آخذا عن كتبه الأخرى، ودعاه البابا إلى مجمع كنسي يعقد بِلِيون فلبى الدعوة، ولكنه مرض في الطريق بين نابولي وروما، فلجأ إلى دير بندكتي، وتوفي بعد شهر، فكان لوفاته وقع شديد في جميع أنحاء أوروبا.