السبت 11 مايو 2024

لعنة الله على الإرهاب

كنوزنا20-11-2020 | 14:02

يبدو أن خبرتى بالسياسة الدولية قديمة ومعرفتى بالأوضاع الدولية توقفت عند الستينات ومن واجبى أن أعترف لكم بأن السياسة الأمريكية أكثر معرفة بأوضاع العالم أكثر من العبد لله لقد أبديت تخوفى فى العدد الماضى من نشوب حرب عالمية إذا نزلت القوات الأمريكية فى أفغانستان وتساءلت هل تقف روسيا مكتوفة الأيدى والقوات الأمريكية على مرمى حجر من الجمهوريات الإسلامية التى كانت جزءا من الاتحاد السوفيتى السابق وبعضها يوجد على أرضها قواعد عسكرية لروسيا وتساءلت أيضا هل تقف الصين هادئة والجيش الأمريكى يجول ويصول على مقربة من حدودها ؟ ولكن الذى حدث بالفعل أن القوات الأمريكية نزلت بالفعل فى القواعد العسكرية الروسية وبمباركة روسيا نفسها والصين رضخت هذا إذن عصر جديد تجلس فيه امريكا على عرش العالم بينما يبدى الجميع خضوعهم وخنوعهم للملك الجديد إذا عطس قال له الجميع يرحمكم الله وإذا أشار لأحدهم قال له الجميع أمرك يا سيدى يبدوا أن هذا هو حقيقة الوضع الراهن على كوكب الارض ويبدو أن روسيا اقتنعت فعلا بأن وزنها فى الميزان الدولى لا يزيد على وزن سيراليون ويبدو أن الصين اقتنعت بأن قامتها فى المجال الدولى لا ترتفع أكثر من قامة الفلبين وليس أمام الدول الغلبانة الا ان ترفع الراية البيضاء وعليها ان تمشى فى الركب وراء أمريكا بدون مناقشة فملك الكرة الأرضية الجديد لا يقبل المناقشة ولا يرتاح للمناكفة ويبدو ان هذه الحملة ضد الارهاب هى فى الحقيقة حملة ضد الدول العاصية وكل من يعلن العصيان وكل من يرفض الوقوف فى الصف سيظهر اسمه فى كشف الارهاب وسيضرب ضرب غرائب الابل ضرب لم يأكله حرامى فى مولد ربما دولة واحدة ستمارس الشغب والعصيان وهى إسرائيل بأعتبارها حبيبة أمها وقد بدأ شارون يمارس شقاوته فيأمر وزير خارجيته بتأجيل لقائه مع عرفات أربع مرات ضاربا عرض الحائط بنصائح ملك الكرة الارضية مستمرا فى تنفيذ سياسته الخاصة باقتحام مناطق السلطة الفلسطينية وهدم البنية التحتية ونسف مقار الشرطة دون أى خوف حتى من لفت نظرها أو كلمة عتاب لها هذه بالتاكيد ليست حملة ضد الارهاب ولكنها حملة لتثبيت قواعد النظام الجديد وللاحتفال بجلوس الملك الجديد على عرشه خصوصا وقد خلت الساحة من المزاحمين والمنافسين وكان ضرب يغوسلافيا خطوة مقصودة لتحجيم روسيا وقد تحقق الهدف عندما شربت روسيا كأس العلقم ولم تتحرك ساكنا وانتهى الامر باستسلام الرئيس بوتين واعلانه شخصيا بأنه لا يمانع فى اقتسام النفوذ مع أمريكا فى جمهوريات داغستان وطاجيستان وغيرهما من جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابق والان وقد سكتت وخضعت الدول الكبرى لرغبات ونزوات الملك الجديد هل هناك من يجرو على رفض اللقاء بالحملة الأمريكية ضد الأرهاب ؟ الحق أقول أن العاقل والرشيد هو الذى ينأى بنفسه عن الوقوف فى وجه العاصفة وموقف الرئيس الباكستانى موقف حكيم وحريص على مصلحة بلاده لقد طار رئيس وزراء بريطانيا إلى واشنطن منذ اللحظات الأولى عقب الأحداث ليعلن وقوفه إلى جانب أمريكا وسافر الرئيس الفرنسى إلى هناك ووصل بعده وزير الخارجيه الصينى وأعلن بوتين مباركته ورضاه وإذا كان هذا هو موقف الدول الكبرى فما هو موقف الدول الغلبانه من هذه العاصفة التى لم يشهد لها العالم مثيلا من قبل؟


ماهو موقف بوروندى وأوغندا وزيمبابوى؟ماهو موقف سيرلانكا وسيراليون وقبرص؟ هل هناك أى فرصة للمناقشة أو المعارضة ؟ أغرب شيئ أن عمدة نيويورك ألقى خطبة فى يوم الاحتفال بذكرى الذين دفنوا تحت انقاض مركز التجارة العالمى بدأها قائلا ...أتحدث إليكم من نيويورك عاصمة العالم وأقول لكم أنه لم يكذب ولم يبالغ فهى عاصمة العالم بالفعل أما باريس فقد انزوت فى الظل ولندن اختفت وراء العاصمة الجديدة وموسكو فقدت بريقها وأصبحت مثل استكهولم وبكين أعلنت اعترافها بالعاصمة الجديدة ويبقى بعد ذلك أن نتضرع الى الله أن يحمى بلادنا من المهالك وأن يلهم قادتنا سلوك الطريق الصحيح وأن يحفظ شعوبنا من خطر الأرهاب ومن خطر الحملة ضد الارهاب ولعنة الله على كل أصناف الإرهاب وعلى رأسها إرهاب إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى.

محمود السعدني

    Dr.Radwa
    Egypt Air