الأربعاء 26 يونيو 2024

قطار مفاوضات سد النهضة يصل إلى طريق مسدود.. خبراء.. السودان أعطى إثيوبيا فرصة للتهرب من مفاوضات اللجنة السداسية.. وجولة مفاوضات سد النهضة الحالية تتسم بعدم وضوح الرؤية

تحقيقات20-11-2020 | 16:21

أجمع خبراء فى الشأن الإفريقى، أن قطار مفاوضات سد النهضة بعد الاجتماع الأخير بمشاركة الاتحاد الإفريقي لن يصل إلى أى نتيجة فعلية فيما يخص سد النهضة، مؤكدين أن على الرغم من موافقة السودان على وثيقة واشنطن والتى تعتمد عليها المفاوضات الحالية إلا أنه اعترض وطالب بالاستعانة بخبراء أفارقة الأمر الذى يعطى إثيوبيا فرصة للتهرب من مائدة المفاوضات خاصة وأنها تعانى من عدم الاستقرار فى شئونها الداخلية.

الموقف السودانى

أكد الدكتور هانى رسلان، خبير الشئون الإفريقية، أن مفاوضات اللجنة السداسية الخاصة بقضية سد النهضة الإثيوبي وصلت إلى طريق مسدود، لافتاً إلى أن القرار السودانى يعطى إثيوبيا فرصة للتهرب ويعفيها من الحرج فى ظل توتراتها وحربها الأهلية الداخلية فى الوقت الحالى، خاصة أن توقف المفاوضات حاليا بسبب موقف الوفد السودانى.



وأضاف أن اجتماع اللجنة السداسية توافق بالأمس -حسب طلب وزيرة الشئون الخارجية الجنوب إفريقية- على أن تستمر المفاوضات لـ10 أيام، لكن الوفد السودانى صرّح بأنه لن يستمر فى المفاوضات بحجة أنه لا جدوى من وراء الاستمرار فيها، طالما لم يتم تغيير النهج التفاوضى السابق ومطابا بأن يتم إعطاء دور أكبر للخبراء الأفارقة.



وأكد "رسلان" أن مصر لم تكن متحمسة لإعطاء دور أكبر للخبراء الأفارقة كذلك إثيوبيا مما أوقف المفاوضات، مشيرا إلى أن الموقف السودانى بالانسحاب والإصرار على دور للخبراء يثير التساؤل، لأن المفاوضات تعتمد على وثيقة واشنطن التى وافق الأطراف الثلاث على 90% من القضايا المطروحة بها، وبقيت 10% مختلف عليها قام خبراء البنك الدولى بالتنسيق مع الادارة الامريكية بوضع صيغة وسط لها بحيث تكون متوازنة وعادلة وتلبى مطالب الاطراف الثلاث، وبنهاية فبراير انسحبت إثيوبيا والسودان ورفضتا التوقيع على ما توافقوا عليه بخصوص الـ 10% المختلف عليها رغم موافقتهما على المضمون.



وأشار إلى أن السودان الآن ترفض التوقيع على ما قدمه خبراء البنك الدولى فى واشنطن والآن تريدأن تطى دورا للخبراء الأفارقة وبالتالى هؤلاء الخبراء لا نعرف انحيازاتهم وتوجهاتهم او حتى تأهيلهم العلمى فماعدا جنوب افريقيا لا يوجد خبراء للمياه يعتد بهم على المستوى الدولى، وبالتالى هذا النهج من الممكن ان يفتح ثغرة أمام اثيوبيا ومصر لن تستطيع أن تضع مصالح أمنها القومى فى يد خبراء غير مصريين، مما يؤدى إلى فتح ثغرة جديدة لإثيوبيا فى أن تتهرب من مسئوليتها فى إفشال المفاوضات وتلقيها على عاتق مصر.

 

سيناريوهات متوقعة

 

أكدت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هناك نوعاً من عدم وضوع الرؤى فيما يخص جولة المفاوضات الحالية الخاصة بسد النهضة، لافتة إلى أن الجولة الحالية بين الأطراف الثلاثة "مصر والسودان وإثيوبيا " لم تصل إلى شيء، وقدمت الدول الثلاث تقاريرها عن المفاوضات الى الاتحاد الافريقى ولم نقرأ أى رد فعل من قبل الاتحاد.



وأضافت أن اجتماع اللجنة السداسية الذى عقد مؤخرا برعاية الرئيس راماكوزا رئيس جنوب افريقيا ورئيس الاتحاد الافريقى حاليا، قد يساعد فى وضع تقييم لما تضمنته تقارير الدول الثلاث وبالتالى يقترح خطة عمل أو خطة طريق بناء على تقارير الدول الثلاث.



وأشارت إلى أنه قد يكون هناك خريطة طريق يقترحها رئيس الاتحاد الافريقى الحالى يقوم كل طرف بعرضها على قيادته السياسية ثم يحددوا ميعاداً آخر لجولة جديدة، وهناك احتمال آخر بأن يظل كل طرف متمسك بموقفه بدون أى تراجع، خاصة أن الاحداث الحالية فى اثيوبيا لن تمكن الجانب الاثيوبى من اتخاذ قرار فى الوقت الحالى، لأن صانعى القرار منشغلون بالأوضاع الداخلية وبالتالى سيكون هناك صعوبة فى اتخاذ القرار.