كشف المطرب
اللبناني مروان محفوظ عن سر عمره اليوم، 43 سنة خاص بالأغنية الشهيرة "سألوني الناس عنك يا حبيبي" التي
كانت أول أغنية يلحنها زياد رحباني لوالدته فيروز وظهرت في المسرحية الغنائية
"المحطة" قدمت في مسرح
البيكاديللي في بيروت شتاء عام 1973 ،ويعتقد الغالب الأعظم من عشاق فيروز أن زياد
لحنها خصيصا لوالده المريض غير أن الحقيقة على غير ذلك، تحدث محفوظ إلى الكواكب
عبر الهاتف من محل إقامته في مدينة "تورينتو" في كندا .
يقول محفوظ الذي
عمل مع الرحابنة وفيروز في الفرقة الشعبية اللبنانية منذ عام1965 ، كنت أول مطرب
يغني للفنان زياد رحباني في بداياته الأولى فقد شاركت معه في تقديم أوبريت صغير لا
اذكر اسمه بمشاركة احدى عضوات الفرقة الشعبية اللبنانية اسمها مادلين ماردن لحن لي
وقتها أغنية " قلبك بعدو صغير" وحوارات مغناه وذلك بعد وضعه لحن "ضلي حبيني يالوزية" لخالته هدى
حداد في المسلسل التليفزيوني "من يوم ليوم" الذي كان أول ألحانه عام 1971.
بعدها وفي خريف
عام 1972 وضع لي زياد ثلاثة أغنيات من كلماته والحانه وتوزيعه هم : "لوما
حبيتك لوما" و "يا حلوى يا ست الدار" والثالثة كانت بعنوان
"أخدوا الحلوين" ، وبعد أن عملنا بروفات تحفيظ عليهم فوجئنا قبل التسجيل
بإصابة الفنان الكبير عاصي الرحباني بنزيف في الدماغ ، ودخوله المستشفى ثم سفر
لباريس لإجراء عملية جراحية ، بالطبع أجلنا تسجيل الأغنيات حتى تم الاطمئنان عليه
وعلى تحسن حالته بعد العملية ، ثم طلب مني زياد أن التقي به في المنزل أي منزل
عاصي وفيروز كان وقتها لايزال مقيما في بيت أبيه فقد كان بعد يدرس في البكالوريا
–الثانوية العامة- وكان الفنان منصور الرحباني مع السيدة فيروز في صالون البيت في
الطابق الأول من المنزل يحضران ترتيبات مسرحية "المحطة" خصوصا وان منصور
استكمل العمل فيها بعد مرض عاصي، وفيما أنا وزياد في الطابق الثاني يعزف لحن أغنية
"أخدوا الحلوين" ، تنامي اللحن إلى أذن فيروز ومنصور فنادى منصور على
زياد أن ينزل أليهما ، وفي الطابق الأسفل في صالون البيت سأل منصور زياد عن اللحن
وابدى إعجابه باللحن هو وفيروز وقال له أريد هذا اللحن لكن بدون الكلمات الخاصة به
وسأكتب أنا كلاما عليه تحية لعاصي الذي سيغيب لأول مرة عن إحدى مسرحياته لكونه من
كان يقود الفرقة الموسيقية خلال تقديم عروض المسرحية ، فقال لهم زياد عليا أن أسال
مروان أولا اذا كان يوافق على ذلك فالأغنية له، فقال له عمه منصور: قل لمروان أن
فيروز ومنصور معجبان باللحن ، وأنه في حال رفضه لن نغضب منه ولن نأخذ اللحن !"
ويتابع محفوظ :
"صعد إلي زياد وهو محرج وشرح لي الأمر ولم يخف سعادته بكونه سيضع اللحن الأول
لوالدته فيروز، وكيف لي أن أرفض أغنية ستهدى إلي أستاذنا عاصي وبصوت السيدة فيروز
وشعر منصور ولحن زياد، بالطبع وافقت على الفور"، وهنا طيب زياد خاطري وقال لي
سألحن لك أغنيتين عوضا عنها وبالفعل قدم لي بعدها لحني "خايف كون عشقتك
وحبيتك" و"يا سيف اللي عالاعدا طايل" اللذين قدمتهما في أول مسرحية
غنائية لزياد وهي "سهرية" عام 1973 ،وظهرت أغنية فيروز الأولى من ألحان
نجلها زياد وشعر عمه منصور: "سألوني الناس عنك يا حبيبي / كتبوا المكاتيب
وأخدها الهوى/ بيعز علي غني يا حبيبي لأول مرة ما منكون سوا".
وكانت الكلمات
الأصلية للأغنية التي تنازلت عنها للست فيروز تقول كلماتها: " أخدوا الحلوين
قلبي وعينيه / أخدوا الليالي اللي عشناها سوا/ أخدوا الحلوين ما سألو عليي / يامين
يرجع إيام الهوا" وبالطبع الكلمات هذه من تأليف زياد نفسه .
الطريف كما يذكر
مروان محفوظ أن الأغنية التي حققت نجاحا مدويا وكانت تحصل على القدر الأكبر من إعجاب
وتصفيق جمهور مسرحية "المحطة" في البيكاديللي، أغضبت عاصي الرحباني وعنف
شقيقه منصور عليها متهما إياه باستجداء إعجاب الجمهور على حساب مرضه وفكر في
استبعادها من المسرحية لولا أنه شاهد بنفسه مدى إعجاب الجمهور بها .