السبت 1 يونيو 2024

في ذكرى وفاتها.. ماري كويني رائدة السينما المصرية

فن25-11-2020 | 14:03

تحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة ماري كويني التي تركت علامة مهمة في تاريخ السينما المصرية والعربية كمنتجة، وممثلة، ومونتيرة، ولم تستغل ملامحها الرقيقة وجمالها في الوصول للشهرة بل كانت تفضل العمل خلف الكاميرا، على رغم أنها شاركت كممثلة في 21 فيلماً.


واسمها الحقيقي ماري بطرس يونس، وولدت في 16 نوفمبر من العام 1916، بضاحية "تنورين" من ضواحي لبنان، وتوفي والدها الذي كان يعمل مزارعاً، وهي في سن صغيرة فقررت والدتها أن تسافر إلى مصر بصحبة ابنتيها ماري وهند إلى شقيقتها آسيا داغر، التي جاءت إلى مصر لكي تصبح ممثلة وذلك عام 1922، وإلى شقيقها الصحفى بالأهرام أسعد داغر، وكان عمرها 6 سنوات.


ويرجع السبب وراء تسميتها بكويني، انه بعدما جاء أحد أقاربها لزيارتها من لندن بعد ولادتها ومن شدة جمالها أطلق عليها "كويني" تصغير لكلمة "كوين" وهي الملكة.


والتحقت بمدرسة "سان فانسان دي بول" الفرنسية بالقاهرة، وحصلت على شهادتها الدراسية منها، ولكن إعجابها الشديد بخالتها آسيا وأعمالها جعلها تقرر عدم استكمال دراستها وتدخل معها في التمثيل والفن.


وساعدتها خالتها، ولكنها لم تساعدها بالشكل المعروف، بل وضعتها فقط على بداية الطريق، فعملت في بدايتها في مجال المونتاج حتى تمكنت منه وشاركت كمونتيرة في 6 أعمال، لتتجه بعد ذلك إلى التمثيل لتفرض بموهبتها وجمالها نفسها فيرشحها المخرج وداد عرفي لأول عمل لها وهي في سن الـ12 عامًا، أمام خالتها أسيا في فيلم «غادة الصحراء» الذي عرض سنة 1929.


وحققت ماري كويتي نجاحًا باهرًا بعد هذا الفيلم وتوالت عليها الأدوار، ولكن لهجتها التي جمعت بين اللبنانية والفرنسية، وضعتها في مأزق بعد ذلك، لتتعرف بعد ذلك على المخرج أحمد جلال ليتولى مسئولية تعليمها اللغة العربية بقواعد نطقها الصحيحة، ليقدما أولى أعمالهما معًا فيلم "وخز الضمير" عام 1931، والذي تكون بعده الثلاثي "مارى كوينى، وآسيا، وأحمد جلال".


وخُلقت من خلال هذه الأعمال قصة حب كبيرة بين المخرج أحمد جلال والفنانة ماري كويني، وتعقبها بعد ذلك زواجهما، ولكنهما لم يعلما بأن هذا الزواج سيكون بدايةً لدخولهما في خلاف مع خالة ماري، آسيا داغر، خصوصًا بدايةً من تصوير فيلم "العريس الخامس".


وكانت "كويني" في ذلك الوقت حامل في الشهر الأول، فقررت عدم مشاركتها فى الفيلم، مما نتج عنه خلاف شديد بين "داغر" و"جلال" على نصيب "مارى"، وفي أواخر الأربعينيات انفصلت "آسيا" تمامًا عن الثنائي، واستمرت بمفردها وكونت شركة "لوتس فيلم" التى أنتجت بعد ذلك أفلامًا عظيمة منها "صلاح الدين الأيوبى"، و"رد قلبي".


وساعدت ماري كويني زوجها أحمد جلال على إنشاء شركة أفلام خاصة بهما "استوديو جلال" وأنتجا أول فيلم لهما بعنوان "رباب"، وحققت الشركة نجاحًا كبيرًا، لينتجوا بعدها فيلمهما الثاني "ماجدة"، والذي لعب بطولته ماري كويني وعباس فارس وكان من إخراج أحمد جلال.


وانفصل "جلال" عن ماري وهي في بداية شبابها، حيث كانت في الـ25 من عمرها، وترك لها طفلاً عمره 6 سنوات وهو ابنهما "نادر"، واستوديو مستحقًا عليه كثير من الديون، فرحيله كان أكبر صدمة فى حياتها لأنه لم يشعرها يومًا بالمشاكل الاقتصادية، وكان يتركها لحياتها الفنية فقط، فظلت عامًا ونصف جالسة فى بيتها والأستوديو متوقفًا عن العمل تمامًا، حتى أنها فكرت في بيعه ولكنها قررت أن تحافظ على اسم زوجها من خلاله.