الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

فن

«التنسيق الحضاري»: نسعى لتوثيق عناصر الفن الإسلامي

  • 26-11-2020 | 18:39

طباعة

قال المهندس محمد أبو سعدة رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري إننا نسعى لتوثيق وحصر عناصر الفن الإسلامي من عمارة وزخارف وموتيفات، حتى يمكن الحفاظ على هذا التراث الحضاري للأجيال القادمة، وحتى يتم عمل صيانة وترميم له والعمل على استدامته وإدارته بشكل يدر عائد اقتصادي منه وعمل أرشيف للفن الإسلامي بمصر وحاليا يتم إعداد المرصد الحضاري للعمران في الدول العربية والجهاز القومي للتنسيق الحضاري يمثل وزارة الثقافة لإعداد هذا المرصد الهام برعاية منظمة الإلكسو.


جاء ذلك خلال ندوة "تجليات الفنون الإسلامية"، التي عقدها الجهاز بالتعاون مع اتحاد الآثاريين العرب برئاسة الدكتور محمد الكحلاوي "في الاحتفال باليوم العالمي للفن الإسلامي ومن خلال مبادرة" تراثنا هويتنا فلنحمه معا".


وقال الدكتور محمد الكحلاوي أستاذ الآثار والعمارة الإسلامية جامعة القاهرة ورئيس اتحاد الآثاريين العرب: "إن الفن الإسلامي هو فن عالمي أثر في كل الحضارات وخصوصا الحضارة الأوروبية، حيث نقل عنه الغرب كل عناصر الهندسة الفنية في العمل، وهو فن غير مرتبط بفنان معين لأنه كيان فني منذ نزول القرآن يحاكي الوجود من طبيعة وفي كل عناصره ونقوشه الذي طوع بها الخشب والحجر بشكل يباهي العالم كله وينظر إليه بالفحص والدراسة.


وأضاف الكحلاوي أن الفن الإسلامي الكائن منذ ما يزيد عن 14 عام، حيث خرج الفن العربي منذ الجاهلية إلى العالم عبر الإسلام هو التعبير الحقيقي والمنتج الواقعي عن المؤاخاة والمواطنة واحترام الآخر، حيث إنك تجد في معبد الاقصر المعبد الذي يدل على الديانات الوضعيية والكنيسة ومأذنة المسجد كلهم بجوار بعضهم البعض في مشهد يعانق السماء وكذلك في دير سانت كاترين حيث يحميه المسجد، وفي عهد سيدنا عمر بن الخطاب العملات الساسانية مكتوب عليها لا إله إلا الله مع رسم وثني والشارات المسيحية، وكذلك صندوق العاج المحفوظ بكاتدرائية بمبونيا فهو صناعة الفن الإسلامي مما يدل على التسامح فالاثر هو خير شاهد على التسامح الإسلامي.


وقال الدكتور أحمد دقماق أستاذ الآثار بجامعة القاهرة واستاذ مشارك بكلية الآداب جامعة الطائف، إن العمارة الاسلامية بفنونها الهندسية والطبوغرافية المرئية أثرت على الغرب، حيث إن عمارة الأندلس التي استخدمت الفن القوطي خير شاهد على عالمية الفن الإسلامي والتي انتقلت إلى باريس وروما، كما تأثرت أيضا عمارة الكنائس في أوروبا بالعمارة الاسلامية في زخارفها الهندسية والكتابات العربية، وكذلك قصر سكوبيا شمال مدريد وطليطلة فقد تأثر الغرب بالفكر المعماري الإسلامي، ونقل الغرب عن الإسلام والفن الإسلامي فكرة الحمامات العامة بالمدن الإسلامية والشكل العمراني لها، وكذلك السبيل لتوفير المياه مجانا، وكذلك هندسة وتخطيط الحدائق والمتنزهات العامة أخذها الغرب من ابن خلدون، الفن الإسلامي أثر على كل الحضارات وعلينا الحفاظ عليه وإزالة الركام من عليه؛ لأن هذا هو إرثنا الذهبي الحقيقي.


وأدار الندوة الشاعر والإعلامي الكبير الدكتور جمال الشاعر، والذي خلق منها بأسلوبه الحواري حلقة نقاشية ثرية، وخرجت بالعديد من الرسائل القوية والهامة، مضيفا الشاعر: "إننا إذا كنا غير قادرين على إنتاج وإبداع التراث فعلينا الحفاظ على تراثنا الحالي لأنه يشكل هويتنا".