أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، اليوم الثلاثاء، أن التاريخ سيظل ذاكرًا لدور القائد البطل صلاح الدين الأيوبي في منع انتشار المذهب الشيعي في مصر.
وقال وزير الأوقاف - في تصريح اليوم - إن الناس عرفوا لصلاح الدين الأيوبي مكانه ومكانته بصفته قائدًا عسكريًا عظيمًا في تاريخنا الإسلامي بما حققه من انتصارات عظيمة توجت بافتتاح بيت المقدس، غير أن له جانبًا آخر لا يقل في تاريخنا الإسلامي عما حققه هذا القائد العظيم من انتصارات عظيمة في المجال العسكري، وهو مواجهة المد الشيعي ومنع تغلغله في مصر؛ حيث أغلق الجامع الأزهر لما كان عليه حاله من تدريس المذهب الشيعي، حتى جاء الظاهر بيبرس بعد نحو قرن من إغلاقه فأعاد الدراسة فيه لكن على المذهب السني.
وأضاف أن المتتبع لتاريخ الأزهر الشريف ونشأته يجد أنه تاريخ الأزهر يرجع إلى سنة 359هـ حين أسسه جوهر الصقلي، قائد المعز لدين الله الفاطمي، واستمر العمل في بنائه نحو عامين، وأقيمت أول جمعة فيه سنة 361هـ، فقد كان الغرض من بنائه أن يكون مسجدًا للعبادة، ومركزًا للدعوة إلى المذهب الشيعي، ولكنه سرعان ما تحول إلى معهد للدراسة بأمر من يعقوب بن كلس وزير العزيز بالله الفاطمي، واستمرت هذه الدراسة ما يزيد على قرنين من الزمان حتى جاء صلاح الدين الأيوبي فأغلق الجامع الأزهر منعًا لدراسة المذهب الشيعي الذي يخالف مذهبه السني، فظل الجامع الأزهر مغلقًا نحو قرن من الزمان حتى جاء الظاهر بيبرس فجدد من شبابه ، وأعاد إليه حياته العلمية سنة 665هـ ، لكن على المذهب السني لا المذهب الشيعي.
وتابع وزير الأوقاف: "تتابعت الدول على الأزهر وهو ينهض برسالته في خدمة الدين واللغة، حتى في أحلك العصور وأحرج الأوقات، فقد حاول العثمانيون - عندما حكموا مصـر- أن يفرضوا اللغة التركية على أهلها، فأغلقوا المدارس، وسلبوا أوقافها، وعطلوا ديوان الإنشاء، فظل الأزهر يناهض ظلمهم، ويعمل جاهدًا على إشعاع التراث الديني، وحفظ اللغة العربية من طغيان التركية، وقد تخرج في هذه الفترة الحالكة وهذا الظلام الدامس علماء أجلاء من أمثال الشيخ محمد الخراشي، والشيخ عبد الله الشرقاوي، والشيخ أحمد الدمنهوري، والشيخ العطار، وغيرهم.
وأشار إلى أن التاريخ سيظل يذكر لصلاح الدين الأيوبي دوره العظيم واعتزازه بمذهبه السني، ومنع انتشار المذهب الشيعي في مصر، وإحياءه للمذهب السني بها، رحم الله صلاح الدين الأيوبي، وحفظ مصر وأهلها من كل سوء ومكروه، ووفقنا لحسن اتباع سنة نبينا الحبيب سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) القائل: {تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي}، ويقول (صلى الله عليه وسلم): {عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ}".