الخميس 20 يونيو 2024

«هوارس».. سيد القصائد الغنائية

فن8-12-2020 | 21:02

فى مثل هذا اليوم الثلاثاء 8 ديسمبر، ولد واحدا من أعلام شعراء روما القديمة، فقد كان شاعرا غنائيا وناقدا أدبيا لاتينيا من رومانيا القديمة في زمن  أغسطس قيصر، قيل بأن له تأثير على الشعر الإنجليزى، فقد أصر هوراس على أن الشعر يجب أن يقدم السعادة والإرشاد. عُرف الشاعر بالقصائد الغنائية والمقطوعات الهجائية.

ولد "كوينتس هوراتيوس فلاكس" أو  "هوراس" لأب قروي فى بلدة فينوسيا الواقعة على الجانب الشرقي من سلسلة جبال الأبنين، وهى مستعمرة رومانية أنشئت عام 291 قبل الميلاد، قرب إنتهاء الحرب السامنية، بمعنى أنها كانت تقوم على التخوم التى فصلت بلاد اللاتين عن رقعة من الأرض أخرى استولى عليها الرومان، ثم اتخذ منها جنودهم ثكنة حربية يشرفون منها على ما جاوراهم من البلدان.

ومن الأمور التي شكلت حياة هوارس وأدبه على نحو ما، أن أباه كان عبدا تم عتقه قبل زواجه، ذلك ما هيأ لخصوم الشاعر سلاحا باترا يعمدون إليه كلما أرادوا التعريض به وإيذاؤه فى كرامته، ويظن البعض أنه أجنبي الأصل لأن الرومان كانوا يسترقون أسرى الحروب من رعايا الأمم الأخرى، وقد ذهب بعض المحققين إلى أنه إغريقي، بالرغم من هوراس ذاته كان حرا، لأن ميلاده جاء بعد عتق أبيه.

تعرف "هوراس" إلى "مايكيناس" وهو وزير خطير من وزراء روما، ولع بالأدب ووصل الآدباء وتوطدت مكانته بين الشعراء، بدأ يستعلي على ناقديه، ويتكلف  رحابة صدر لم تكن لتؤثر فيه فى أيامه الأولى، أيام أن كتب الهجاء السادس من الكتاب الأول الذي قال فيه أنه مدين بموهبته ونضجه إلى عين ذلك الوالد الذى تفنن خصومه فى التقليل من شأنه، وروى كيف أن أباه على قله ماله لم يدخر وسعا فى تنشئته على أتم وجه فلم يزج به فى مدرسة من مدارس الريف بل اصطحبه إلى روما وتولى بنفسه حراسته كل يوم فى ذهابه إلى المدرسة وعودته منها.

روى "هوراس" عن نفسه أنه شب فى أحضان مربية تدعى "بوليا" مما يستدل به على أن أمه قد ماتت فى طفولته، ويحكي فى كتابه الثالث "الأناشيد" أنه كان يقيم معها فى مسكن على مقربة من جبل فولتور، ويصف كيف أنه كيف يتجول فى الغابات المجاوره حتى يغلبه النعاس فتغطيه الحمائم بأوراق الشجر الخضراء، ثم يصحو فأهل القرية من حوله عاجبون لأمره.

دفع والد "هوراس" به إلى مؤدب يدعى"أوبيليوس"، وهو عالم فاضل طار صيته فى زمنه، نشأ فى بلدة بنفتوم الواقعة على الطريق ما بين فينوسيا وروما، لما أتم هوراس مرحلة تعليمه فى روما نزح إلى أثينا شأن غريه من شباب الرومان الذين كانا يبتغون الثقافة الجامعية، وهناك استمع إلى محاضرات شتى فى الفلسفة وعلوم الطبيعة، وعلوم البلاغة، ولم ينحز إلى مدرسة من المدارس طوال فترة تعليمه فى أثينا.

تضمنت أعماله الأولى كتب من المقطوعات الهجائية والإبود، ولكن أعماله حول القصائد الغنائية جعلته يشتهر بشكل كبير، ومن بينها بحث "أرس بويتيكا"، الذي احتوى على قواعد لتركيب الشعر. كتبه تتحدث غالباً عن الحب، الصداقة والفلسفة، وأثرت أعماله على الغرب منذ عصر النهضة.

نجح "هوراس" نجاحا باهرا في حياته. ففي حوالي الثالثة والعشرين كان قائدا لكتيبة في جيش بروتوس وكاسيوس الذين انتصر عليهما أنطونيوس في فيليبي سنة 42 قبل الميلاد، وعلى الرغم من ذلك، استقبل لدى عودته إلى روما استقبالا حسنا، حيث نعم برعاية "ميسيناس"، وقدم إلى أغسطس في وقت لاحق، وكان الإمبراطور يستمتع بأشعاره، وكان معظمها سخرية وهجاء، يبعث على السرور والمرح، وقد توفي في 28 نوفمبر فى القرن الثامن قبل الميلاد.