أكد الكاتب الصحفي ضياء رشوان رئيس الهيئة
العامة للاستعلامات ، استمرار جهود مصر في تعزيز التعاون مع الشعوب الأفريقية في
كل المجالات، بوصفه من ثوابت السياسة المصرية.
وأشار رشوان إلى أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي
مثلت نقطة انطلاقة نحو تعزيز التعاون بين مصر والدول الأفريقية وبين الشعوب
الأفريقية وبعضها البعض، فقد جاب الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال عام رئاسة مصر
للاتحاد الأفريقي قارات العالم دفاعاً عن مصالح أفريقيا ورفع صوتها من أجل حقها
العادل في التنمية والسلام والاستقرار والتقدم.
جاء ذلك في افتتاحية العدد الجديد من دورية
"آفاق أفريقية" التي تصدرها الهيئة العامة للاستعلامات، حيث قال رشوان
إنه عقب تسلم الرئيس السيسي لرئاسة الاتحاد في فبراير 2019 شارك الرئيس في العديد
من القمم والمؤتمرات متعددة الأطراف الأفريقية - الدولية بداية من مؤتمر ميونيخ
للأمن في ألمانيا من أجل السلام في أفريقيا، ثم في القمة الأفريقية اللآوروبية في
النمسا، ثم في منتدي التعاون الصيني الأفريقي في بكين، ثم في القمة اليابانية –
الأفريقية (تيكاد) في طوكيو، ثم في قمة الدول السبع الصناعية في باريس، وقمة
مجموعة الدول العشرين الكبري في اوساكا باليابان، ثم في دورة الجمعية العامة
بالأمم المتحدة بنيويورك سبتمبر 2019، ثم في قمة التعاون بين مجموعة العشرين
وأفريقيا في ألمانيا، وانتهاء بالقمة البريطانية – الأفريقية في لندن يناير
الماضي، وفي كل هذه الملتقيات العالمية وغيرها كان الرئيس السيسي خير معبر عن قضايا
القارة الأفريقية.
وعلى الصعيد الأفريقية - الأفريقي، شهد الرئيس
السيسي إطلاق منطقة التجارة الحرة الأفريقية الكبري بعاصمة النيجر نيامي في يونيو
2019، كما دعم مبادرة اسكات البنادق في القارة الأفريقية، واستضافت مصر منتدى
أسوان الأول للسلم والأمن في أفريقيا، وأصحبت أسوان عاصمة للشباب الأفريقي، وصدرت
توجيهات لكل أجهزة الدولة المصرية لتعزيز التعاون مع الدول الأفريقية في كافة
المجالات كالدبلوماسية والتجارة والصناعة والري والبيئة وبناء القدرات والكوادر
البشرية وغيرها.
يذكر أن "آفاق أفريقية" هي دورية ربع
سنوية علمية محكمة تهدف لمتابعة أبرز وأهم القضايا الأفريقية في مختلف المجالات
السياسية والاستراتيجية والاقتصادية، ويتم إصدارها بثلاث لغات هي العربية
والإنجليزية والفرنسية، ويرأس تحريرها المستشار عبد المعطي أبو زيد، رئيس قطاع
الإعلام الخارجي بالهيئة، ويتم توزيعها على مختلف المؤسسات الوطنية والجامعات
والمراكز البحثية والمؤسسات الصحفية والإعلامية والسفارات الأفريقية بمصر ومكاتبنا
الإعلامية بالخارج، وكافة المهتمين بالشؤون الأفريقية.
ولفت رشوان إلى أن العدد الجديد من الدورية،
تضمن ملفا بعنوان " قارة افريقيا .. رؤى للمستقبل" شمل على عدة دراسات،
تمحورت الدراسة الاولى حول دور مراكز الفكر في تأسيس آليات القوى الناعمة
الأفريقية على الساحة الدولية وبحث الأفكار المعنية بتطوير هذا الدور انطلاقاً من
دور أفريقيا الثقافي والحضاري، بينما ناقشت الدراسة الثانية بالملف جهود القارة
الأفريقية على الصعيد القاري في تحقيق السلم والأمن في مختلف ربوعها انطلاقا من أن
الأمن والتنمية وجهان لعملة واحدة، مع الاشارة إلى أهمية التعاون الأفريقي في مجال
مكافحة الإرهاب مع دراسة حالة لإقليم غرب أفريقيا.
وأوضح رشوان أن الملف الاقتصادي انصب على
مناقشة المشروع المستقبلي للقارة والخاص باتفاقية التجارة الحرة التي تم التوقيع
عليها في يوليو 2019 ومن المقرر أن تدخل حيز النفاذ في يناير القادم باعتبارها
بوابة التنمية للقارة الأفريقية.
كما تضمن العدد الجديد مجموعة من الدراسات
والتقارير التي تتناول التطورات الراهنة على الساحة الأفريقية في مختلف المجالات،
فعلى الصعيد الاقتصادي استعرضت الدورية دور تجمع "السادك" في تعزيز
التعاون الاقتصادي والأمن لدول الجنوب الأفريقي والتي تأسست منذ 1980 باعتبارها
أكبر التجمعات الاقتصادية والسياسية في القارة الأفريقية حيث تضم 16 دولة أفريقية،
وأصحبت أيقونة جاذبة للقوى والدول الكبرى التي تحرص على تنمية علاقاتها معها
بالنظر للإمكانات والموارد الهائلة التي تمتلكها.
وعلى الصعيد الاجتماعي، تضمن العدد دراسة عن
تمكين المرأة لتحقيق التنمية المستدامة في أفريقيا وبخاصة التمكين الاقتصادي الذي
يهدف إلى إزالة المعوقات الاقتصادية والتشريعية خاصة المتعلقة بالحصول علي الأصول
إنتاجية، وكذا بناء وتعزيز قدرات النساء الأفريقيات من خلال تعزيز حصولهن على
التعليم والتدريب اللازم لرفع انتاجيتهن .
كما تضمن العدد الجديد من الدورية تقريراً عن
السياسة الخارجية لجمهورية غانا ما بين التغيير والاستمرارية في ضوء المحددات
الداخلية والإقليمية التي اتسمت بالتحركات الخارجية الواقعية، وتمحورت حول المصلحة
الوطنية وخدمة أهداف التنمية الاقتصادية في ضوء كسب احترام العالم بفضل المشاركة
المركزة لغانا في عمليات حفظ السلام بصفة عامة وصنع السلام الإقليمي على مستوى
إقليم غرب أفريقيا.
وناقش العدد الجديد من دورية "آفاق
أفريقية" العديد من القضايا التي تخص العلاقات المصرية الأفريقية، ومنها
رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي والتي تم تدشينها في 10 فبراير 2019 واستمرت حتى 10
فبراير الماضي والتي ركزت على عدد من الأوليات انطلاقاً من أجندة عمل الاتحاد
المتفق عليها ومن أهمها أجندة 2063 ، وقد كشف تحليل الخطاب السياسي للرئيس السيسي
خلال توليه رئاسة الاتحاد الافريقي على جملة من الثوابت في سياسة مصر الأفريقية من
أهمها دور مصر التاريخي في تصدر الكفاح الأفريقي ضد الاستعمار، ومواصلة جهود
الاصلاح المؤسسي والهيكلي والمالي للاتحاد الأفريقي، وترسيخ مبدأ الحلول الأفريقية
للمشاكل الأفريقية، والتعويل على دور المرأة والشباب في عملية التنمية بأفريقيا،
وتوسيع مجالات الشراكة الأفريقية مع مؤسسات التمويل الدولية والقارية والإقليمية،
فضلاً عن حضور الرئيس السيسي لعشر قمم دولية مع شركاء إقليميين ودوليين للاتحاد
الأفريقي.
كما أشار العدد الجديد من الدورية في مقال رئيس
التحرير عبد المعطي أبو زيد إلى أهمية الإعلام كأداة للتواصل مع أفريقيا وكيف أن
رئاسة مصر للاتحاد كانت مناسبة لإطلاق مبادرات فعالة للتواصل المباشر بين الشعب
المصري وشعوب القارة الأفريقية من خلال أدوات إعلامية فعالة تخاطب شعوب أفريقيا
بلغاتها وتقوم بدور الناقل المباشر بدون وسيط، حيث دشنت الهيئة العامة للاستعلامات
موقعاً إلكترونياً بتسع لغات أفريقية وعالمية هي اللغات العربية والإنجليزية
والفرنسية والهوسا والسواحيلية والأمهرية والإسبانية والبرتغالية والصينية، كما
أصدرت عشرات الكتب التي توثق بالبيانات الصحيحة لعلاقات مصر مع القارة الافريقية في
الماضي والحاضر، وتم ترجمة هذه الكتب بمختلف اللغات الأوروبية والأفريقية حسب
اللغات المستخدمة في كل دولة منها