قال الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ والفكر المعاصر، والمدرس بجامعة حلوان قسم الدراسات العليا، بأن أول فتنة بين المسلمين والمسيحيين كانت في دول البلقان حينما احتلها العثمانيون ووضعوا مئذنة فوق كنيسة "آيا صوفيا".
وأشار "الدسوقي" في تصريح خاص لـ"الهلال اليوم" إلى أن الأتراك كانوا يجبرون الأطفال البلغاريين في سن العاشرة على التجنيد "الجيش النظامي" كنوع من أنواع الضريبة التي يدفعها أهالي البلد، ومن ثم يخرج الطفل من دين المسيحية إلى دين الإسلام ويعمل محاربا ضد أهله.
وأشار المؤرخ الكبير إلى أنه في عام 1991، تولى المسيحيون الحكم في بلغاريا، وورثوا اضطهاد العثمانيين والأتراك حتى قاموا بذبح جميع المسلمين في البلاد بالرغم من قرابتهم، وهو ماعرف بحرب التطهير العرقي.
وكشف "الدسوقي"، حقيقة الدولة العثمانية والأتراك وكيف نشأوا من قبائل صحراوية متنقلة، موضحا أن نقطة نشأتهم وبدايتهم في أوروبا الشرقية "دول البلقان" وامتدوا من شمال غرب الصين حتي استقروا في اسطنبول في القرن الـ13 الميلادى، وكانوا شعوبًا مختلفة ليس لهم علامة موحدة في الشكل أو اللون أو العرق ﻷن الأصول بعيدة ومتفرقة.
وأكد الدسوقي أن حكم العثمانيين كان حكما أفقي وليس رأسي، يعني حكم لا يبني ولا يؤسس أو يعمر الأرض، بل كان حكما سطحيا هدفه تحقيق مصالح فردية، فكان الوالي غرضه جمع الضرائب والأموال من المصريين، وإرسالها للسلطان في اسطنبول، ومن هنا خرجت مهنة "السرجي" وهو حامل الصرة التي فيها النقود.
وأشار المؤرخ الكبير إلي أن الأتراك كانوا قبائل بدوية صحراوية، وليسوا أصحاب حضارات، فلم يكن لهم تأثير على المصريين مثل الاحتلال الفرنسي، الذي لم يستمر سوى ثلاث سنوات إلا أنهم أحدثوا تغييرا في حياة المصريين في الملبس والمأكل واللغة.