أتوقع خلال الفترة القليلة المقبلة، أن يحدث توسع كبير في العلاقات بين تركيا وإسرائيل، في محاولة منها لتقليل الغضب الأمريكى المرتقب استمراره، مع قدوم بايدن، وعدم وقوفه عند حد العقوبات الأمريكية الأخيرة ردا على إدخال السلاح الروسي لمنظومة الناتو، من خلال التعاقد التركى على أنظمة الدفاع الشهيرة إس 400، في اختراق تاريخى للناتو.
وهذا ليس مجرد تصور تحليلى، بل رؤية معلوماتية، تكشف عن مفارقة أن خليفة الإخوان الذي هاجم الإمارات وغيرها على التطبيع الكامل مع إسرائيل، هو نفسه سيقدم نموذجا جديدا للتطبيع الموسع مع إسرائيل، ليكون هو النظام الإخوانى الخامس المعلن للتطبيع مع إسرائيل، بعد قطر والمغرب وإخوان إسرائيل وإندونيسيا.
ويعتمد تصورى على معلومات حول خطط الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن من أجل التصدي لتحركات تركيا العدوانية في المنطقة وشرق المتوسط، حيث من المتوقع أن يكون بايدن أكثر صرامة في التعامل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل تغيير سياساته "التوسعية" بالمنطقة العربية، وممارساته الاستفزازية بشرق المتوسط، بل وسيشارك حلفاء أمريكا في المنطقة العربية وأوروبا في تشكيل حلف متماسك ضد التوسع الروسي والتركي في منطقة الشرق الأوسط.
العقوبات الأمريكية بمثابة رسالة مباشرة لحث أردوغان على تغيير سياساته، والخيار الحالي للرئيس التركي بين التفاعل مع المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط أو معاكستها، ومعروف أن دول الاتحاد الأوروبي تنتقد تركيا لإصرارها على انتهاك القانون الدولي ومزاحمة اليونان وقبرص الدولتين العضوتين في الاتحاد، على احتياطات واعدة من الطاقة في شرق المتوسط، كما تواصل الدول الأوروبية مراقبة السواحل الليبية بتفويض أممي لضبط أسلحة تركية مهربة للبلد الذي يعاني من ويلات الحرب من عقد.
وهناك أصوات تتحدث عن أن بايدن لن يقبل بفكر الإخوان السياسي المنغلق، وسيطالب بالانفتاح السياسي وحقوق النساء والأقليات.
ولغير المتابعين، يضيق الخناق على النظام الإخوانى في تركيا، رغم قرب بايدن للمتأسلمين، لكن العداء الشخصي أكبر من التقارب الفكري، حتى الآن على الأقل، فمع دوران ماكينة العقوبات الدولية ضد أردوغان، بعد قرار قادة الاتحاد الأوروبي معاقبة أنقرة على تصرفاتها "العدوانية" في شرق المتوسط، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، منذ أيام، فرض عقوبات على هيئة الصناعات الدفاعية التركية.
نترقب المستجدات خلال الأيام المقبلة لنرى هل يصدق بايدن، أم أن التقارب الفكرى مع المتأسلمين، والتقارب الجديد بين أنقرة وتل أبيب، سيهدأ الأمور بشكل ما، لنرى !