تمتلك الفنانة الراحلة سناء جميل موهبة لا تنسى في تاريخ السينما والمسرح والتليفزيون، وأثرت فى الحركة الفنية والثقافية في مصر عقود عدة، وغيّبها الموت قبل 18 عامًا، في مثل هذا اليوم من العام 2002.
واشتهرت ثريا يوسف عطا الله فنياً باسم سناء جميل، الفتاة الصغيرة التي قادت باقتدار رحلتها الفنية العاصفة، وتحدت نفسها وكل من حولها في سبيل تحقيق ذاتها، حتى أصبحت علامة مسجلة للرقي الفني والموهبة الطاغية والمهنية والالتزام.
ولدت سناء جميل في مركز ملوي التابع لمحافظة المنيا في عام 1930، وانتقلت بعدها بسنوات قليلة بصحبة أسرتها إلى القاهرة.
ورحلت في مثل هذا اليوم من عام 2002 بعد صراع طويل مع مرض السرطان عن عمر ناهز 72 عامًا، ورفض زوجها لويس جريس دفنها فى اليوم الأول لوفاتها على أمل أن يظهر أحد أقاربها أو عائلتها التى لم تكن تعرف عنهم شيئًا، ونشر إعلان الوفاة فى كل الصحف، ولكن حتى اليوم الثالت لم يظهر أحد، فكان لويس جريس معها في مشهد الوداع كما كانا سويا طوال رحلة الحياة الحافلة.
وخاضت سناء جميل معركة الدخول للوسط الفني وحيدة، ونجحت في إنهاء دراستها بمعهد الفنون المسرحية وانضمت للعمل مع فرقة فتوح نشاطي المسرحية، ومنها عرفت الطريق لشاشة السينما خلال فترة الخمسينيات.
وحينما جسدت شخصية "نفيسة" في فيلم "بداية ونهاية"، عن رائعة نجيب محفوظ الشهيرة، كانت الباب الذهبى لها الذي وصلت به لقلوب الجماهير، وعندما قدمت الدور عام 1960، بدأت شهرتها واسمها في رحلة الصعود، وبسبب أحد مشاهد هذا الفيلم أصيبت بضعف حاسة السمع طوال حياتها.
ومن أبرز أدوار سناء جميل السينمائية: الشوارع الخلفية، الشوارع الخلفية، والمجهول، بالإضافة لفيلم اضحك الصورة تطلع حلوة مع الفنان أحمد زكى.
وشخصية سناء جميل القوية، كانت من مفاتيج توهجها الفني، فقد أجادت دور الأرستقراطية التي تتحدث الفرنسية بطلاقة، وهي أيضا الفلاحة زوجة العمدة القوية.
وكانت سناء جميل على شاشة التلفزيون صاحبة سطوة ونفوذ فى قلوب المشاهدين، وحفرت اسمها كأيقونة تليفزيونية خالدة في تاريخ الدراما المصرية، بمسلسلات "خالتي صفية والدير، البر الغربي، الرقص على سلالم متحركة، الراية البيضا، ساكن قصادي" وغيرها.