ذكرت رئاسة الجمهورية اللبنانية أن جولة المشاورات التي عُقدت عصر اليوم بين رئيس البلاد ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، لم يتم خلالها التوصل إلى اتفاق نهائي في مسألة تشكيل الحكومة الجديدة .
وذكرت الرئاسة اللبنانية – في بيان مقتضب صادر عنها مساء اليوم – أن رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف قررا الاستمرار في التشاور حول ملف تشكيل الحكومة الجديدة خلال اجتماعات لاحقة.
وكان اللقاء بين عون والحريري اليوم قد استغرق نحو ساعة، علما أنه اللقاء الـ 14 الذي يجمع الرجلين في سبيل تأليف الحكومة الجديدة، في ظل الفراغ الحكومي الذي يعاني منه لبنان بعدما تقدمت حكومة الدكتور حسان دياب رئيس الوزراء باستقالتها في 10 أغسطس الماضي على وقع تداعيات الانفجار المدمر بميناء بيروت البحري وتفاقم الأزمات الاقتصادية والمالية والنقدية والمعيشية.
وكان الحريري قد ارتجل تصريحا صحفيا على نحو مطول نسبيا من داخل القصر الجمهوري في أعقاب اللقاء مع الرئيس اللبناني ميشال عون، وذلك على غير عادته التي حرص عليها منذ أن جرى تكليفه من قبل غالبية نيابية داخل البرلمان في 22 أكتوبر الماضي بترؤس وتشكيل الحكومة الجديدة، والمتمثلة إما بالصمت أو الإدلاء بكلمات قليلة مقتضبة للغاية أو بقراءة تصريح مكتوب مُعد مسبقا.
وحملت كلمة الحريري أمام الصحفيين، رسائل واضحة وجهها إلى القوى السياسية المعنية بعملية تشكيل الحكومة الجديدة، تتمثل في مواصلته المساعي لتأليف الحكومة على أمل أن تبصر النور بعد رأس السنة الجديدة، وانه لن يعتذر عن عدم الاستمرار في مهمته، وإصراره على تشكيل حكومة من الاختصاصيين (الخبراء) المستقلين غير المنتمين للأحزاب السياسية في سبيل تنفيذ الإصلاحات وإنقاذ البلاد، إلى جانب مطالبته، وبشكل واضح، السياسيين بالتوقف عن إهدار الوقت في المناكفات والخلافات السياسية التقليدية والمطالب عالية السقف التي تعرقل التأليف الحكومي، مشددا على أن لبنان يعاني انهيارا سريعا وأزمات متفاقمة في ضوء الظروف الاقتصادية والمعيشية بالغة الصعوبة والتي تتطلب من جميع الفرقاء التواضع إعلاء للمصلحة العامة.