قال العرب قديماً "لكل امرئ من اسمه نصيب"، وحديثاً أثبتت دراسة علمية حديثة صدق المقولة، والتي نشرتها مجلة "جورنال أوف برسوناليتي أند سوشيال سايكولوجي" منذ 3 سنوات، بعدما أكد باحثوها أن الناس يشبهون في الغالب الصورة المرتبطة بأسمائهم، كما أضافت الدراسة بُعداً نفسياً بأن اسم الشخص يعطي تصوراً مسبقاً في أذهان الناس، لدرجة أنك شخصياً قد تفضل سؤال فقيه باسم "عبدالعزيز" أو "عبدالرحمن" أكثر من "معز" أو "شادي".
كل ما سبق سببه اسم "حمام"، ذلك الاسم الذي له وقع "لذيذ" في نفسي، لكن عندما يطلق اسم "حمام" على شخص، فيتبادر للأذهان أنه مسالم وحنون، أما عن نفسي فأول ما سمعت الاسم تبادر إلى ذهني الفن والإبداع والاشتياق لرؤية "عم حمام"، والسبب في هذا هو تلميذه وابنه الذي لم يلده، عندما قص على مسامعي قصة "عم حمام"، ومن نبرات صوته، وألحان ألفاظه التي تتغنى باسم "عم حمام" الذي أحببته على الرغم من عدم رؤيتي له، لكن يكفيني اسمه العذب ورؤيتي لفنه على الورق.
أحب الخط العربي، وأحب الخطاطين وخاصة المبدعين بالفطرة منهم، وأهيم عشقاً بمن يصقل موهبته الفطرية بالدراسة العلمية لأنه يُكمل فنه ويصير إبداعاً يخطف الأنظار ويفرح اللسان بنطق حروف كُتبت بحب، و"عم حمام" رحمه الله، من هؤلاء المبدعين، اسمه يدل على شخصيته كما عرفتها من صديقي الكبير الفنان "إبراهيم بدر-حمام"، واسمح لي يا صديقي أن ألحق اسمك باسم من تحب، وأظنك لن تعارض، فأنت من عرفتني مَن هو "عم حمام"، وأنت من تعرف تاريخه، فجريدة "الأهرام" في زمن هيكل كان يكتب مانشيتاتها عم حمام، حتى كلامه كان فناً، سمعت من أحد محبيه أنه قال "هاكون سعيد لما حد يسرق لوحة من عندي لأن ده معناه انه راجل محترم بيقدر الفن"، أما عن حبه للخط فيكفى قلقه على ١٠٠ مدرسة خط عربي يتردد أنه سيتم غلقها من بين ٣٥٠ مدرسة، ولـ "عم حمام" أعمال فنية في الخط العربي، كما لفنانين سبقوه، لا تقل روعة وبهاء، وأتمنى أن يقام لأعماله ولأصدقائه الراحلين أمثال الفنان "محمد العيسوي" رحمه الله، معارض شعبية في الحي الذي عشقوه، حي عابدين، كي تظل سيرتهم بين محبيهم وحتى تظل أسماؤهم وذكراهم باقية بقاء فن الخط العربي الأصيل.