الأحد 16 يونيو 2024

مصر تحتل المركز الـ 25 عالميا والأول عربيا في «الحشيش»

30-4-2017 | 23:28

حال الشباب المصري لا يرضي أحدا بعد وصوله لأعلى معدلات تعاطي الحشيش على المستوى العربي ويحتل مركزا ليس ببعيد على المستوى العالمي،  وتؤكد  الدراسات أن نسبة 80 % من  الجرائم تقع تحت تأثير المخدرات بأنواعها المختلفة و أن مصر تحتل المرتبة الـ 25 عالميا بنسبة 6.24  % من عدد  سكانها وفي المركز الثاني يليها الامارات والثالثة المغرب والكويت جاءت في الترتيب الرابع.

وأصدر صندوق مكافحة وعلاج  الادمان والتعاطي تقريرا عن  نسب تعاطي المخدرات في مصر حيث وصلت  إلى 2 .4 % من  السكان.. إضافة إلى أن 79 % من  الجرائم  تقع تحت  تأثير المخدر وأفاد التقرير أن نسبة التعاطي في مصر ضعف المعدلات العالمية لافتا إلي أن الإدمان ينتشر في المرحلة العمرية من 15 إلي 60 سنة، فضلا على أن حجم تجارة المخدرات في مصر يتجاوز 400 مليار جنيه في العام،  وأوضح  التقرير أن أعلى معدل في تعاطي المخدارت في محافظة القاهرة يليها محافظات وجه قبلي.

وأكد  الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة الإدمان وتعاطي المخدرات في تصريحات خاصة "للهلال اليوم" أن مخدر الحشيش هو  رقم  واحد بين المتعاطين وأضاف أن الترامادول هو المخدر الأول بين المدمنين، ونفى ما تردد عن  بعض التقارير الدولية أن مصر هي الأولى عربيا في استهلاك الحشيش لأن ذلك يتم  وفق للمضبوطات المخدرة وليس نسبة للتعاطي أو الإدمان.

واستطرد أن هناك علاقة وثيقة بين المتعاطين والجرائم  المجتمعية طبقا لآخر بحث قام  به  الصندوق أن  79 % من  الجرائم التي تمت  في العام الماضي هم  المتعاطون  لمخدر الحشيش،  ومعظم حوادث  الطرق وظاهرة الاغتصاب والتحرش ترجع  إلى  متعاطي المخدارت.

وأرجح  عثمان أن من  أسباب تعاطي المخدرات وخاصة الحشيش يرجع  هو ارتباط  الحشيش ببعض المفاهيم المغلوطة عند  المواطنين مثل تحسين الصحة الجنسية، أو يشعرك بالسعادة المكذوبة للهروب من  الواقع ومشاكله، واستطرد أن الإعلام  لعب دورا مهما في التسويق لتاجري ومتعاطي المخدرات ويقع  عليه عبء كبير في المساهمة في تغيير المفاهيم التي اصطنعها.

وأضاف أن 13 % من  المساحة الزمنية للدراما طبقا لتقرير الصندوق تعرض مشاهد تعاطي وتدخين  المخدرات مشيرا أنه تم  علاج 82 ألف مريض من  متعاطي المخدرات ونأمل في علاج نسبة أكبر من  هذه في العام  الحالي .

 الدكتور سعيد عبد  العظيم  أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة قال إن الشباب هم  الفئات  الهشة في المجتمع  بمعنى أنهم  فريسة سهلة للتشكل خاصة أن هناك كثيرا من  الأسر التي لديها ضوابط أخلاقية وتترك أولادها عرضة لأن يتأثروا بالمحيطين الفاسدين إضافة إلى العوامل الاقتصادية والاجتماعية وتنشئة الأطفال في ظل أسرة  مفككة وغياب دور المدرسة والمسجد  والكنيسة ، وأضاف عبد العظيم أن الفترة الحالية  سيئة في تاريخ مصر ووصفها بأنه فترة منهارة،  انهار فيها التعليم ، وغاب فيها الأمن ، وانعدمت  فيها الرقابة ، وقل دور المسجد والكنيسة ، وكثرت الخروقات  والمشاكل في الأسر المصرية ، كل هذه العوامل وغيرها أدى إلى انتشار عصابات المخدرات وتأثر بها فئة الشباب الضعيف الذي لم يقو بعد مناعته  الأخلاقية على مواجهة مثل هذه الآفات  والعصابات التي تسهل عليه عملية التعاطي وترسم  له  المتعة الكاذبة.

واستطرد أن الاعلام حالية يقوم  بدور التشوية وغياب الرموز الصالحة التي يتأسى بها الشباب  وتمجيد دور أبطال المخدرات  الكاذب ولأن الشباب هش من  السهل أن يتأثر بهؤلاء، ووضع  عبد  العظيم خطة  لمعالجة مثل هذه الظواهر يجب أن  تتبعها الحكومة من  خلال خطة قصيرة المدى وأخرى خطة طويلة المدى، الأولى تتمثل في تفعيل القانون من خلال تضييق الخناق على المدخنين بشكل عام في كل مكان يتواجد  فيه الناس ووضع  قوانين تنظم ما يعرض علي شاشات التلفاز التي تؤثر بشكل مباشر على المتعاطين في حين تتمثل الخطة الثانية في تربية الناس من  خلال زرع القيم الإنسانية النبيلة بين الشباب وتشديد الرقابة على تاجري المخدرات وتحسين الأحوال الاقتصادية بالنسبة للمواطنين.