تسيطر تفاصيل الاتفاق التجاري بين بريطانيا وأوروبا بعد بريكست، على المشهد الاقتصادي، وتبرز على السطح هذه المرة رسوم السيارات الكهربائية.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، أن اتفاق التجارة الذي توصلت إليه بريطانيا والاتحاد الأوروبي لمرحلة ما بعد انفصال الجانبين يتجاوز اتفاقه مع كندا، مستشهدة بما وصفته بنسخة كاملة من الاتفاق.
وقالت الهيئة إن الوثيقة المكونة من 1246 صفحة تتضمن نحو 800 صفحة من الملاحق والهوامش، مضيفة أن صفحات النص القانوني ستحدد كل جانب من جوانب التجارة بين الطرفين.
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد وصف يوم الخميس اتفاق اللحظة الأخيرة بأنه اتفاق تجارة حرة "ضخم" على غرار ما تم بين الاتحاد الأوروبي وكندا، وحث بريطانيا على الخروج من الانقسامات الناجمة عن استفتاء الانفصال عن الاتحاد الأوروبي عام 2016.
وأضاف تقرير بي.بي.سي أن أحد الملحقات كشف عن تسوية متأخرة بشأن السيارات الكهربائية. وعرض الاتحاد الأوروبي إعفاء كاملا من الرسوم فقط لتلك السيارات البريطانية المصنوعة في الغالب من مكونات أوروبية. وقالت بي.بي.سي إن ذلك سيتم الآن على مراحل على مدى 6 سنوات، لكنه أقل سخاء مما طلبته بريطانيا.
وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية بأن هناك التزاما واضحا بعدم خفض المعايير المتعلقة بالبيئة وحقوق العمال وتغير المناخ عن تلك الموجودة حاليا وآليات إنفاذها.
لكنها أضافت أن للجانبين الحق في "إعادة التوازن" إلى الاتفاق إذا كانت هناك "اختلافات كبيرة" في المستقبل يمكنها "التأثير على التجارة".
مستقبل رائع أم رصاصة في القدم.. ماذا ينتظر بريطانيا بعد الاتحاد الأوروبي؟
وأبرمت بريطانيا الاتفاق التجاري مع الاتحاد الأوروبي يوم الخميس، قبل سبعة أيام فقط من خروجها من أحد أكبر التكتلات التجارية في العالم.
وسيحافظ الاتفاق على وصول بريطانيا إلى السوق الموحدة للتكتل التي تضم 450 مليون مستهلك دون رسوم أو حصص، لكنه لن يمنع مواجهة الطرفين متاعب اقتصادية واضطرابات ناجمة عن عملية الانفصال.
وغادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي رسميا في 31 يناير، لكنها تمر منذ ذلك الحين بمرحلة انتقالية ظلت بموجبها قواعد التجارة والسفر والأعمال دون تغيير حتى نهاية هذا العام.
وسيناقش البرلمان البريطاني الاتفاق ويصوت عليه في 30 ديسمبر، قبل يوم واحد فقط من انقضاء الفترة الانتقالية.