أعلن مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن أكثر من 18 ألف إسرائيلي اقتحموا ساحات المسجد الأقصى المبارك خلال عام 2020، تحت حراسة أمنية مشددة من قِبَل شرطة الاحتلال.
وأكد المرصد في تقريره السنوي الذي أصدره اليوم حول الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك أن عام 2020 شهد سوابق تاريخية من قِبَل المستوطنين المتطرفين المدعومين من المنظمات الإسرائيلية وحكومة الاحتلال الغاصب؛ ممَّا جعل هذا العام من أخطر الأعوام مرورًا على المسجد الأقصى تحت وطأة الاحتلال.
وأوضح أن من أبرز تلك السوابق: اقتحام ساحات الحرم القدسي الشريف خلال يوم «عرفة» بالتزامن مع الذكرى الإسرائيلية التي يُطلقون عليها «خراب الهيكل»؛ إذْ اقتحم المسجد 978 مستوطنًا، في استفزاز صارخ لمشاعر المسلمين في شتَّى بقاع الأرض، ودون أي اعتبار لتداعيات مثل هذه الاستفزازات.
وتابع أن من أبرز تلك السوابق أيضًا إقدام مجموعات من المستوطنين -على رأسهم شخصيات دينية وحكومية بارزة- على اقتحام ساحات «الأقصى» في المساء -وهي الأوقات التي لا يُسمح فيها للمستوطنين بعمليات الاقتحام- وقاموا بإشعال شموع الشمعدان الإسرائيلي على أبواب المسجد خلال الاحتفالات بما يسمى عيد «الحانوكاه» الإسرائيلي .
وسلَّط المرصد الضوء على دور السلطة القضائية للاحتلال الإسرائيلي في التحريض على مزيد من الاقتحامات، والتي جدَّدت تأكيدها على حق اليهود المتساوي مع المسلمين في الأقصى، تزامنًا مع الذكرى السنوية لاحتلال «القدس» التي حلت في الـ9 من مايو 2020، وهو ما بنت عليه شرطة الاحتلال تعهدها بفتح أبواب «الأقصى» أمام المستوطنين مع توفير الحماية المشددة لهم، وذلك في الوقت الذي تمارس فيه الشرطة الاسرائيلية أشد أنواع التنكيل بالمرابطين الفلسطينيين.
وحذَّر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في تقريره السنوي من خطر المشاريع التهويدية والحفريات التي تنفذها سلطات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية في المسجد الأقصى ومحيطه، والتي تهدف إلى تطويق المسجد وإحداث تصدعات وتشققات في الجهات المحيطة به، وهو ما ظهرت آثاره في مناطق متفرقة أبرزها حي «وادي حلوة» جنوب المسجد الأقصى.
ولفت إلى أنه أمام كل هذه التحديات ومحاولات التهويد الزماني والمكاني التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك، فإنه يؤكد أن القضية الفلسطنية والمقدسات الإسلامية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة في قلب الأزهر الشريف ووجدانه، وأنه لن يتخلَّى عن فضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل.
وشدد على مواصلة الدور المنوط به في إعادة التوعية بالقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن من أبرز جهود المرصد في هذا المضمار: نشر 552 إصدار باللغتين العربية والعبرية منذ مارس 2018 وحتى الآن؛ ما بين تقارير ومقالات ودراسات وحملات، إلى جانب إصدار كتاب باللغة العبرية تحت عنوان «انتهكات ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته».
وذكَّر المرصد في ختام تقريره بمقولة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تعليقًا على قرار نقل السفارة الأمريكية إلى «القدس»: «إن هذا القرار الجائر (...) يجب أن يُقابَل بتفكير عربي وإسلامي جديد يتمحور حول تأكيد عروبة القدس، وحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتبعيتها لأصحابها، وأن يتحول هذا التأكيد إلى ثقافة محلية وعالمية تحتشد لها طاقات الإعلام العربي والإسلامي، وما أكثره، وهو الميدان الذي هُزمنا فيه ونجح عدونا في تسخيره لقضيته».