تأتي القمة التي تجمع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، بالبيت الأبيض وسط حالة من التكهنات حول موقف الإدارة الأمريكية الجديدة إزاء عملية السلام بالشرق الأوسط..
اللقاء الأول بين ترامب وعباس منذ تولي الأول مهام منصبه في يناير الماضي؛ يأتي لإعادة إحياء سبل عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين المتوقفة منذ ما يقرب من 3 سنوات.
أهم الملفات علي مائدة عباس - ترامب
تشهد القمة عدة ملفات تأتي علي قمة مباحثات الرئيسين ، ووفق مراقبين فإن القيادة الفلسطينية تضع أمالا على هذا اللقاء لانتزاع موقف أمريكي محدد حول عملية التسوية والبناء على أساس خيار "حل الدولتين" علي حدود الرابع من يونيو للعام 1967 ، وعاصمتها القدس الشرقية ، مع حق اللاجئين بالعودة ، وكما سيطرح قضية الاستيطان و أن لا شرعية للاستيطان الإسرائيلي ، كذلك معرفة ما إذا كانت هنالك إمكانية لدور أمريكي فاعل تجاه الحل.
كما يؤكد المراقبون أن ملف الأسرى سيكون أحد الملفات الرئيسية التي سيناقشها الرئيس عباس في لقائه اليوم مع الرئيس الأمريكي ترامب. وبحسب المراقبون فإن عباس سيجد من أجواء إضراب الأسرى، الذي يقوده عضو اللجنة المركزية مروان البرغوثي، مرتكز أساسي خلال مباحثاته مع ترامب.
ترامب سيناقش ملف الأسرى وفق رواية الاحتلال الإسرائيلي أنهم "دعماً للإرهاب والتحريض" ، بينما سيناقش عباس الملف من زاوية أن استمرار الاحتلال هو سبب وجود الأسرى، ومنع مخصصات عائلاتهم يعني الدخول في دوامات من العنف .
كما سيتم التباحث بشأن الدور الذي يمكن أن تقوم به الإدارة الأمريكية، في استئناف مفاوضات السلام، والتوصل إلى حل للقضية الفلسطينية ، بما يراعي الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني
مراقبون سياسيون يؤكدون ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال اجتماعهما في البيت البيض التعاون مع المبادرة السياسية التي ينوي دفعها خلال الأشهر القريبة المقبلة من اجل استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط، والمجمدة منذ ابريل 2014
لكن رغم كل ما أحيط بهذا اللقاء المرتقب بين عباس- ترامب من أحاديث أضفت عليه زخما قبل بدئه ، إلا أن بعض المحللون يرون بأنه لن يحدث أي تغيير، وكل ما يروج عن "صفقة سلام" ستكون ضد الفلسطينيين وليس لصالحهم.
لقاء عباس – ترامب المرتقب لا يمكن التعويل عليه كثيرا – هكذا يؤكد المراقبون – معللين ذلك بأنه بالتغييرات التي تفرضها إسرائيل على الأرض ووجود حكومة إسرائيلية يمينية لا تؤمن بمبدأ الانسحاب من حدود 67، والموقف الأمريكي المنحاز لإسرائيل.
فيما اعتبر السفير الفلسطيني في واشنطن حسام زملط أن اللقاء يشكل فرصة تاريخية للسلام، وأن الجانب الفلسطيني يتطلع إلى شراكة إستراتيجية مع إدارة ترامب
وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أكد أن لقاء الرئيس محمود عباس والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في البيت الأبيض مهم للغاية"
وقال أبو ردينة وفقا لوكالة فلسطين الرسمية: "الرئيس عباس سيؤكد لترامب، أن الحل العادل والشامل يقوم على أساس حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية لافتا إلي أن القيادة الفلسطينية، ملتزمة بمسار سياسي يؤدي إلى سلام حقيقي يعمل على توفير الأمن والاستقرار للمنطقة ".
وكان ترامب قد صرح الأسبوع الماضي لوكالة رويترز أنه "ليس هناك إطلاقا ما يمنع إحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين"، ولو أن إستراتيجيته حول الملف لا تزال محاطة بالغموض.