في مايو من العام الماضي كتبت مقالا بمجلة "المصور" عنوانه (هل
يكون للأحزاب دور في تعافي الذوق العام؟) وكان سبب المقال بادرة غير مسبوقة قام
بها حزب "مستقبل وطن" حين فاجأنا في الأجواء الرمضانية بحفل غنائي ديني
أحياه نخبة من المطربين والمنشدين على رأسهم الفنان محمد ثروت والفنان أحمد سعد،
تم بثه (أون لاين) عبر قناة "اليوتيوب" الخاصة بالحزب، وأسعدني أن نجد
في الساحة الفنية دور للأحزاب في تبني البديل الجيد، ولم أكن أطمع في أن ينتقل
الدور من مجرد التبني ليصل لمرحلة الإنتاج لكنه حدث.
مساء أمس أطلق الحزب هديته لرجال الشرطة المصرية أغنية (أبطال رجالة) بصوت
(المنير) محمد منير، فكانت هدية غالية لهم ولنا من صوت يفيض صدقا وعشقا للوطن
ولحراس الوطن، بمفردات نابضة بالحب كتبها الشاعر الشاب أحمد حسن راؤول الذي يتعاون
مع (الكينج) للمرة الثانية بعد أغنية (باب الجمال) ولحنها الملحن الموهوب محمد
مدين في أول تعاون له مع محمد منير، وقام بتوزيعها موسيقيا المتميز الناضح أحمد
عادل مع هندسة صوت رائعة للدكتور خالد محسب، وقد قدموا صياغة جديدة لأغنية وطنية
إيقاعية لا تخلو من عاطفة ودفء إنساني، وعرفان لحراس مصر وشهدائها بدأ منذ دخول
الأغنية الذي يقول:
أول ما بحس في لحظة بخوف بلاقيك دايما قدامي
بتضحي عشان أهلك واخواتك ما يهمكش أسامي
وفي عز البرد بتفضل واقف ضهر بلدنا وحامي
موجود وفي كل مكان
مني ومن بيتي وشبهي وصاحبي وجنبي في كل حكاية
وفي وسط النار موجود مش همك ولا يوم قولت كفاية
لا بتغفل عينك ولا بتنام دايما في الأزمة معايا
حاسين دايما بأمان
هكذا بدأت الأغنية بكلمات من لحم ودم، ولحن احتضن صدق الكلمات وقصد استحضار
الروح المميزة لشخصية محمد منير في الغناء والذهاب إلي مدرسته، ثم خرج منها قليلا
بالجملة اللحنية الأجمل في الأغنية وهي جملة المرجع التي يعود إليها آخر كل مقطع
حين يقول:
أبطال دايما سداده.. رجالة أسود كالعادة.
حبكوا لبلدنا عبادة.. إنتوا في ضهركوا ملايين
الشعب بحاله معاكم.. وإيمان بالله جواكم
في طريق واحد وياكم كلنا مصريين
ويأتي التوزيع الموسيقي البديع ليحول الأغنية لحالة عاطفية، بصياغة لزمة
موسيقية دافئة رغم إيقاع المقسوم السريع وباستخدامه لصوت آلة الكلارنيت الشجية في
خلفية الأغنية في حضن الجيتار والآلات الوترية في العمق البعيد، لنجد أنفسنا أمام
أغنية وطنية عاطفية إنسانية، بإيقاع سريع نشط وصياغة شجية لا تخلو من بهجة، ثم
تأتي حنجرة محمد منير بما فيها من خلاصة الصدق والقدرة علي توصيل العشق بسهولة
ويسر وبساطة وعمق فوصلت هديته من القلب للقلب.
لرجال الشرطة ولنا جميعا وتصاعد بنا مع إحساسه حتى النهاية وغنينا معه:
أهلك يا شهيد ما تخافش عليهم شايلينهم في عنينا
زي ما ضحيت علشانا وقوفنا معاهم حق علينا
تارك مش ممكن يوم ننساه تارك جاي وبإيدينا
مهما الأيام هتفوت